عن تعديلات صندوق التقاعد وشرعية المجلس و"القامات النقابية"



بداية جميعنا يعلم أن الأزمة الحقيقية لصندوق التقاعد لطالما كانت أزمة ثقة فُقدت بسبب ممارسات المجالس النقابية المتعاقبة.

ما شهدناه باجتماع الهيئة العامة الاستثنائي لم يكن تصويتا على مقترحات لتعديل نظام صندوق التقاعد بقدر ما كانت تصويتا على شرعية مجلس النقابة الذي أراد الاستقواء و الالتفاف على إرادة المهندسين واستهان بشرعية الهيئة العامة التي عمل على تهميشها منذ اطلاق حزمة التعديلات وصولا إلى ردها يوم الأمس باجماع الهيئة العامة،الذي تحاول النقابة إنكاره من خلال ما تبثه على صفحتها من اخبار ليست صحيحة و تثبت فيديوهات الجلسة عكس صحتها.

للأسف ما زال نقيب المهندسين يعتقد أنه بالبهلوانية التي يمارسها انه انتصر أو كسب جولة تمنحه محاولة جديدة للالتفاف على إرادة المهندسين، الا أن المفاجأة هذه المرة أن كل ذلك حدث بمباركة قادة التيارات النقابية.

ما حدث بالأمس بعد أن قامت الهيئة العامة برفض اهم مادتين من مقترح التعديلات (الألزامية ورفع قيمة الاشتراكات) ، تيقن المجلس تماما بأن الهيئة العامة سترد كافة التعديلات ،فحرك بعض أنصاره المأجورين للاحتجاج على طريقة التصويت التي أول من تحفظ عليها وحذر منها سابقا هو نحن ،فقاموا بعد جائتهم الأوامر بإثارة الفوضى، تمهيدا ليقوم المجلس بالإعلان عن تعليق الاجتماع واتخاذ قرار بأن الجلسة مفتوحة لاستقبال مقترحات جديدة ورفض استكمال التصويت على التعديلات وكل ذلك جرى بدون اخذ إذن الهيئة العامة وموافقتها ، إن كل ذلك يشير إلى أننا نتعامل مع عقلية مأزومة و هو انقلاب مبرمج ومبيت من قبل مجلس النقابة الذي وضع عدة سيناريوهات لمحاولة تمرير حزمة التعديلات الكارثية تلك على الهيئة العامة صاحبة الشرعية المطلقة.

اقولها بصراحة الآن لقد سقطت التعديلات وسقطت معها الثقة التي كانت الأمل الأخير في في سبيل محاولة يائسة لإنعاش صندوق ميت سريريا ، وبذلك يكون قد تم دق المسمار الأخير في نعش الصندوق وفي نعش الثقة المعدومة اساسا.

ومن هنا وكون الاجتماع ما زال مفتوحا لتلقي المقترحات أوجه دعوة اخيرة لمجلس النقابة و لقادة التيارات النقابية الذين باركوا انقلاب النقيب على إرادة الهيئة العامة، أن يتحلوا ببعض المهنية وأن يحترموا قرار الهيئة العامة وأن يذهبوا مباشرة لتوصية الدارس الاكتواري الذي قال فيها بالنص :
(حیـث أن ھنـاك مخـاطرة بـأن یؤدي تنفیـذ ھذه الإجراءات إلى فقدان الثقة وانعدام الرغبة لدى الأعضــــاء في مواصلة الاشتراك.
مما قد یؤدي إلى نتائج عكسـیة وقد یسـرع ذلك الوصـول إلى نقطة التعادل الثالثة.
بناء عليه نوصي الإدارة بأن تقوم بدراسة خیار تصفیة الصندوق كخیار بدیل لخطة الإصلاح)
انتهى الاقتباس.
ومن ثم لنجلس سويا لبحث آلية تعويض الأسر المتضررة ونطلق حملة تكافلية حقيقة مبنية على الثقة وحب الخير والعطاء لجمع التبرعات لأسر الزملاء من الأيتام و الأرامل و المحتاجين.

نعم الحقيقة مؤلمة وصعبة الا انها افضل من بيع الوهم واللعب على العواطف والبحث عن الشعبوية، و والله فجميعنا نعلم أن أي تعديلات قادمة ممن كان سببا فيما وصلنا إليه لن تنقذ الصندوق بل ستجعله كالورم الخبيث الذي سيهدد الجسم النقابي ككل.

ولتسقط كل التعديلات
ولتسقط كل محاولات بيع الوهم
والله من وراء القصد