أبحرت وحيدة لإيطاليا.. جديد طفلة القارب التي شغلت تونس
بعد أكثر من شهر على إبحارها وحيدة إلى إيطاليا بقارب هجرة غير شرعي، تعود طفلة الـ4 سنوات، اليوم الخميس، إلى كنف عائلتها في تونس، لتعانق والدتها التي ما فتئت تردد اسمها وتسأل عنها.
فقد أعلنت وزارة المرأة والأسرة والطفولة التونسية، أن قرار استرجاع الصغيرة جاء بعد موافقة القضاء الإيطالي على تسليمها للمندوب العام لحماية الطفولة لإعادتها إلى أسرتها.
وكانت الطفلة "ليندا"، وصلت خلال الأسبوع الأول من الشهر الماضي إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية بمفردها، على متن قارب مكتظ بالمهاجرين غير الشرعيين، بعدما انفصلت عن والديها، وأودعت هناك بمركز رعاية مختصّ، في قصّة شغلت الرأي العام المحلّي.
فيما خضع والدا الطفلة للتحقيق في تونس، كما صدر قرار بمنع سفرهما.
بينما تمسكت السلطات التونسية بإعادة الطفلة إلى بلادها مراعاة لمصلحتها، ووجودها بين أهلها وفي محيطها الأسري، وأرسلت فريقا لاسترجاعها.
لكن القضاء الإيطالي رفض في البداية تسليمها، بدعوى عدم توفر الظروف المناسبة لرعايتها، ليعود لاحقا ويوافق على ذلك.
انزواء نفسي
إذ أوضح المتحدث الرسمي باسم محاكم المنستير والمهدية فريد بن جحا، في تصريحات إعلامية، أن موافقة القضاء الإيطالي على إعادتها جاء بعد أن تأكد أن علاقة الطفلة بوالديها كانت وثيقة جدا، فضلاً عن إبداء ليندا رغبتها الملحة في العودة، لاسيما بعدما عانت من أزمة انزواء نفسي بسبب انفصالها عن أهلها.
كما أضاف أن القضاء الإيطالي، أقرّ في حكمه أن مصلحة الطفلة الفضلى تكمن في العودة إلى بلدها، وأمر بالشروع في إجراءات إرجاعها.
يشار إلى أن تونس تشهد منذ أشهر، تصاعدا غير مسبوق لعمليات الهجرة غير الشرعية، وسط ارتفاع مفزع لعدد الأطفال القصر الذين اختاروا خوض هذه المغامرة، إمّا مع عائلاتهم أو بمفردهم، وذلك رغم حملات المراقبة البريّة والبحرية.
ورغم حوادث الغرق الكثيرة، لا تزال عمليات الهجرة السرّية مستمرّة، حيث قدّر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، هجرة حوالي 500 عائلة تونسية إلى السواحل الإيطالية هذا العام.
كما أحصى أكثر من 13 ألفا و500 مهاجر غير نظامي تونسي غادروا انطلاقا من السواحل التونسية من بينهم قرابة 2600 قاصر و640 امرأة، بينما يعد حوالي 600 شخص في عداد المفقودين.