العنف الاقتصادي من أهم المسببات للعنف ضد النساء
نظمت جمعية النساء العربيات بالشراكة مع أمانة عمان الكبرى، اليوم السبت، حفل افتتاح فعاليات حملة 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة، تحت شعار "وطنا بتقدم وبكبر.. وأسرنا بدون العنف بتعمر".
وقالت الأمين العام للجنة الوطنية لشؤون المرأة، الدكتورة مها العلي خلال رعايتها للحفل، إن الاستراتيجية الوطنية للمرأة في الأردن للأعوام 2020-2025 أولت الاهتمام البالغ بقضية العنف ضد المرأة بجميع أشكاله ومسبباته، حيث تسعى الاستراتيجية من خلال أهدافها إلى تمتع النساء والفتيات بحياة خالية من جميع أشكال العنف المبني على النوع الاجتماعي.
وبينت أن العنف الاقتصادي من أهم المسببات للعنف ضد النساء بشكل عام والعنف الأسري بشكل خاص، حيث يؤدي العنف الاقتصادي إلى تهميش دور النساء كعنصر فاعل في سوق العمل وكشريك في بناء الأسرة.
ولفتت إلى أن هذه اللجنة ساهمت بالتعاون مع وزارة العمل في إدخال جملة من التعديلات على قانون العمل خلال السنوات الماضية، بهدف توفير بيئة عمل آمنة ومشجعة لدخول المرأة إلى سوق العمل.
بدورها، بينت ممثلة جمعية النساء العربيات، حنان البكري، أن أغلب ضحايا العنف هن من الإناث وخاصة الزوجة، والأخت، والإبنة، والأم، بالإضافة إلى الأطفال من ذوي الإعاقة، مؤكدة أن جمعية النساء العربيات تستمر في شق الطريق الصعب لمجابهة العنف ضد النساء، وتتخذ من حملة 16 يوما فرصة لتصعيد نضالاتها من أجل المساواة، كما وردت في الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة والغايات الأساسية لهذا الهدف.
من جهتها، قالت مديرة الشبكة الإقليمية للمرأة في أمانة عمان الكبرى، منال العبدللاات، إن هذه المناسبة تؤكد أهمية مشاركة المرأة الأردنية التي احتلت مكانة مرقوقة في المجتمع المحلي، في ظل الرعاية الحثيثة والاهتمام من القيادة الهاشمية، مؤكدة أن قضية العنف ضد المرأة قضية مجتمعية تعكس آثارها على بنية المجتمع ونمائه، لذا فإن أي جهود لتحقيق التنمية الحقيقية تستدعي مجهودا مماثلا للتخلص من الآفات.
وبينت العبدللات أن حملة 16 يوما ليست سوى فرصة لتسليط الضوء على قضية العنف ضد المرأة وسبل مكافحتها، لتعزيز منعة وسلامة المجتمع وضمان نشأة أبنائه تنشئة سليمة، مشيرة إلى أن المرأة أثبتت وجودها من خلال التمثيل النسائي في التشكيلات التي حدثت في الفترة الأخيرة، وزيادة عدد النساء القياديات.
من ناحيتها، أوضحت عضو مجلس الأعيان، الدكتورة ميسون العتوم، أن مشكلة العنف ضد المرأة تتصدر إحدى أكبر أولويات النشاط الإنساني والحقوقي منذ أن أصبح مؤشرا تتجلى فيه كل أشكال القهر وعدم التكافؤ بين الجنسين في ظل توزيع غير عادل للثروات والسلطة والعمل والمعرفة بين الرجال والنساء.
وأضافت أن هذه المناسبة تدعو للتأمل في قضية العنف، كمسألة جوهرية ترتبط بالأمن الوجودي لحياة المجتمعات وباستقرارها العميق، لأن وضع المرأة وهوية دورها ومكانتها هي مسألة تتعدى المفهوم السائد والمعروف للأمن الوطني والقومي وتصنيفاته الكلاسيكية إلى معنى الأمن الوجودي.
وتحدثت مديرة حدائق الملكة رانيا العبد الله، مركز المرأة المبدعة والتمكين الاقتصادي والسياسي والثقافي للسيدات، رشا الشواربة، عن تحسين سبل العيش للمرأة من خلال الخطة التي أطلقتها أمانة عمان الكبرى للفترة 202?2-2026، والتي تهدف إلى مساعدة السيدات في المشاركة الاقتصادية الفاعلة.