قد تتفاجئين بطفلك وهو يتعثر في الأثاث، أو يفرك عينيه باستمرار، أو يطرفهما بشدة، أو يضع يديه على عينيه ويفركهما بشد أيضاً، أو يقع عن السلالم ويشكو من صداع مستمر، فإذا ظهرت هذه الأعراض على طفلك أو بعضها فمعنى ذلك أنه مصاب بمرض الغمش أو ما يعرف بالعين الكسول، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالدكتور محمد أبو داوود؛ استشاري طب الأطفال حيث أشار لأهم أسباب المرض وتشخيصه وعلاجه كالآتي:

ما هي العين الكسول؟

تصيب العين الكسول الأطفال الخدج بنسبة أكبر

ظاهرة العين الكسول أو ما يعرف بمرض " الغمش" أو الغماش هو ضعف حدة الابصار في إحدى العينين أو كلتيهما.

وهذه الحالة هي السبب الأكثر شيوعاً لمشاكل الرؤية لدى الأطفال.

وهو مرض يصيب آلاف الأطفال حيث تشهد هذه الحالة انتشاراً عالمياً يتراوح بين 0.2 و6.2% وبالتالي فهذا السبب الذي يؤدي إلى مشاكل في نمو العين على المدى الطويل.

وسبب تسمية هذه الحالة بالعين الكسول هو الإشارة لوجود خلل في جهاز الإبصار قبل سن ست سنوات؛ مما يؤثر على الرؤية عند الطفل.

أسباب حالة العين الكسول عند الطفل:

قد يكون إصابة الطفل بالحول هو أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لظاهرة العين الكسول.

وكذلك في حال إصابة الطفل بقصر أو طول النظر.

وفي حالات نادرة فإن إصابة العدسة بالتكثف أو ما يسمى بالعتامة يعد من أسباب العين الكسول عند الطفل.

كما أن الدراسات قد أثبتت أن الأطفال الخدج أو قليلي الوزن، أو المنحدرين من أبوين أحدهما يعاني من الحول هم الأكثر عرضة لمرض الغمش من غيرهم.

متى يتم اكتشاف المرض؟

يجب أن يخضع الطفل لفحص النظر

يتم اكتشاف المرض في عمر أربعة أشهر، أما اذا كان الطفل لا يعاني من مشكلات عضوية أو وظيفية في البصر، فيتم اكتشاف المرض بعد عمر تسعة أشهر حتى العام، ويمكن إخضاع الطفل إلى اختبار "نظر" عن طريق متابعة حركات العينين للطفل عند تمرير بطاقات بها خطوط بيضاء وسوداء أمام عينيه.

كما أن هناك اختبار القرصان الصغير حيث يقوم الطبيب بتغطية عين الطفل بالتبادل بقطعة قماش؛ لكي يرى رد الفعل البصري للطفل إزاء تغطية عينه.

وفي سن المدرسة يستطيع المعلم أن يكتشف أن الطفل يعاني من العين الكسول حين يلاحظ أن التلميذ الصغير يقوم بالتحديق المتكرر أو إمالة الرأس لرؤية أفضل.

كما يجب أن يخضع الطفل الطبيعي لفحوص النظر باستمرار حتى يتم اكتشاف أي مشاكل في الرؤية قبل وصول الطفل إلى مرحلة النضج البصري.

علاج العين الكسول

هناك عدة علاجات متاحة لمرض الغماش

أشارت الدراسات إلى أنه من الممكن للطفل أن يستعيد نسبة 95% من حدة إبصاره إذا ما تم اكتشاف المرض في وقت مبكر أي قبل أن يتم الثالثة من عمره.

أما إذا توجه أهل الطفل للعلاج بعد سن السادسة فإن نسبة استعادة حدة بصره تصل إلى 30% لأن جهاز إبصار الطفل يكون قد اكتمل نوعه وتكوينه.

وفي حال الكشف المبكر للحالة فيتم تعويد الطفل على استخدام العين ذات الرؤية الضعيفة. يتم ذلك باستخدام النظارات، أو رقعات العين، أو قطرات العين ويكون الحل الجراحي هو آخر الحلول وينصح بها في الحالات الشديدة فقط.