مشهد جديد.. فتيات المغرب في المقاهي لتشجيع أسود الأطلس

تبحث هاجر عن طاولة شاغرة في إحدى المقاهي بمدينة مراكش، جنوب المغرب، وتحرص على اختيار مكان مقابل الشاشة حتى يتسنى لها متابعة لقاء منتخب بلدها ضمن نهائيات كأس العالم قطر 2022.

تقول هاجر البالغة من العمر 27 سنة لموقع "سكاي نيوز عربية": "أحرص دائما على متابعة جميع مباريات المنتخب المغربي في المقهى برفقة عدد من صديقاتي، وذلك بسبب الأجواء الحماسية التي نعيشها طيلة أطوار المباراة داخل المقهى".

وتابع الملايين من المغاربة يوم الأحد مباراة منتخب بلادهم الذي حقق فوزا هاما أمم نظيره البلجيكي (2-0) في إطار الجولة الثانية من منافسات المجموعة السادسة في مونديال قطر 2022.

 
مقاهي المغرب بنون النسوة

وفي جولة لموقع "سكاي نيوز عربية" على عدد من المقاهي الناقلة لمباراة منتخب "أسود الأطلس" أمام "الشياطين الحمر"، كان حضور العنصر النسوي لافتا، حيث اختارت العديد من النساء ارتداء قصمان المنتخب المغربي وحمل العلم الوطني أثناء تشجيع فريق بلادهم.

وتعتبر هاجر التي حضرت إلى المقهى قبل ساعة من موعد المباراة من أجل حجز طاولتها، أن إقبال الفتيات على المقاهي لمتابعة مواجهات المنتخب الوطني، قد أضحى أمرا عاديا جدا على عكس السنوات السابقة.

وتقاطع صديقتها مريم الحديث لتؤكد أنه "كان من الصعب سابقا أن تجد الفتيات مقعدا لها داخل المقهى التي كانت تمثل مكانا للتجمعات الذكورية خاصة في مثل هذه المناسبات الرياضية".

وأشارت مريم في حديثها مع موقع "سكاي نيوز عربية" إلى أن "الوضع بات مختلفا اليوم، حيث أصبح ارتياد المقهى ومتابعة وتشجيع المنتخب الوطني أمرا طبيعيا، بعد أن كان حكرا على الذكور فقط".

وتابعت قائلة: "مشاهدة المباراة بالنسبة لي من المقهى له طعم خاص جدا، حيث يسمح لي ذلك بعيش أجواء من التشويق والمتعة ودون التعرض لأي مضايقات تذكر".

 
الكرة ليست حكرا على الرجال

يؤكد مصطفى رشيدي وهو مدير لمقهى وسط مدينة مراكش، أن "الفتيات أصبحن يقبلن بشكل ملحوظ على المقاهي خلال السنوات الماضي، وبشكل خاص لمتابعة المنافسات الكروية الهامة التي تشهد مشاركة المنتخب الوطني".

وأوضح مصطفى لموقع "سكاي نيوز عربية" أنه "عادة ما تقصد الفتيات اللواتي يقودهن عشقهن للكرة المستديرة المقاهي في إطار مجموعات أو رفقة أفراد العائلة، كما يلاحظ من طريقة متابعتهم لمقابلات المونديال خاصة تمتعهن بثقافة كروية عالية قد تفوق الرجال أحيانا".

وبيّن أن كرة القدم لم تعد حكرا على جنس أو فئة معينة فقط، مستذكرا كيف شجع الرجال داخل المقاهي وفي الملاعب المنتخب النسوي خلال مشاركته في الدورة الأخيرة من منافسات أمم إفريقيا للسيدات التي أقيمت في المغرب.

 نهضة الكرة النسوية

يوازي اهتمام الفتيات في المغرب بمتابعة مباريات القدم داخل المقاهي أو في الملاعب، ما يوصف بـ"النهضة" التي تشهدها كرة القدم النسوية في المملكة خلال السنوات القليلة الماضية.
من أبرز الإنجازات التي تحققت على مستوى الكرة النسوية في المملكة خلال السنتين الأخيرة:
- تأهل المنتخب المغربي النسوي لأول مرة في تاريخه إلى نهائيات كأس العالم نيوزيلاندا 2023.

- بلوغ "لبؤات الأطلس" إلى المباراة النهائية لكأس أمم أفريقيا للسيدات.

- تتويج فريق الجيش الملكي لكرة القدم النسوية بدوري أبطال إفريقيا.

- تأهل المنتخب المغربي النسوي لأقل من 17 سنة إلى نهائيات كأس العالم الهند 2022.