غرق إسرائيل الجاف

 حديث رئيس وزراء إسرائيل المكلف (النتن ياهو) خلال الأيام الماضية وتستره خلف الأحزاب الأكثر تطرفا ،في كيانهم المزعوم وحالة المراوغة والمُداهنة والفذلكة التي يتبعها ، يذكرني بما يسمى بالغرق "الخبيث" والذي يحمل كذلك وصف "الغرق الجاف"
ولمن لا يعرف الغرق الجاف ، هو الحالة التي يتوفى فيها الشخص بعد 24 ساعة أو أكثر من ابتلاعه أو استنشاقه للمياه، من دون أي علامات حادة، تُظهر أن الشخص يعاني من مشاكل خطيرة في الجهاز التنفسي او الحركي ...

والغرق الجاف" ليس مصطلحا طبيا بل يأتي في الإطار التوصيفي للحادث، إذ يُطلق عليه الأطباء علمياً اسم "متلازمة ما بعد الانغماس..

اليوم متلازمة ما بعد انغماس (نتنياهو) مع اليمين المتطرف وهذا الغرق الجاف المَشْؤُوم سيعجل برحيل الحكومة القادمة والتي تُرجح استطلاعات الرأي أن تكون الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل ، حتى حزب لبيد وصف تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة الإسرائيلية بأنه يوم أسود للديمقراطية ..

ائتلاف نتنياهو لا يوحي بالخير والسلام ولن يلتزم بالحد الأدنى من تنفيذ الاتفاقيات الموقعة و بضمانات دولية و أمريكية وأوروبية ، بل يشير الى حالة عنف و مواجهات وصدامات قادمة قد تكون الأكثر دموية، وقد تتجاوز النطاق الفلسطيني الى لبنان وحتى ايران ،

هذا التعطش والاستنشاق (الغرقي) في تاجيج الصراع لن يسمح له بالتنفس لأكثر من عام وسترحل الحكومة كسابقاتها ولن يجد بعدها من يقف معه داخليا وخارجيا بمن فيهم الادارة الامريكية وسينتهي عهده السياسي الى الأبد بهكذا تحالف ..

اليوم أصبح واضحا للعيان أن أبناء شعبنا الفلسطيني المرابط في الضفة والقطاع لا يعنيهم تبدل الحكومة الاسرائيلية ولا من يشكلها، وما كانت العمليات النوعية التي حدثت خلال الأشهر الماضية الا دليلا واضحا على ذلك ورسالة قوية مفادها نحن هنا وأعمق مما تتخيلون...

هي القاعدة الجديدة في ادارة الصراع والتي تعمل على خدمتها كل الفصائل الفلسطينية، لمواجهة الكيان مفادها أن استمرار غياب أفق الحل العادل والدائم والشامل للقضية الفلسطينية ، لا يشكل وصفة لزعزعة أمن الضفة والقطاع فحسب، بل أمن واستقرار الكيان ، وان اي تصعيد قادم لن يكون على حساب الارض الفلسطينية فقط وان الدم الفلسطيني سيقابله دم اسرائيلي ..

محليا وفلسطينيا وعربيا هنالك توافق وتنسيق دائم بين الاردن والاشقاء الفلسطينيين والعرب ودول الاعتدال العالمي ، أكد عليه جلالة الملك عبدالله الثاني قبل ايام وتحدث عنه ويعمل من أجله في كل المحافل الدولية وهو ضرورة إحترام إسرائيل للوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف ( المسجد الأقصى المبارك) ، ووقف جميع الإجراءات اللاشرعية والاستفزازية التي تخرق هذا الوضع، وتدفع باتجاه المزيد من التأزيم..
وان القضية الفلسطينية بقيت على الدوام محورا مركزيا في السياسية والاجندة الاردنية مهما تغيرت الحكومات الاسرائيلة وتبدلت ، باعتبارها جوهر الصراع العربي الاسرائيلي، وحاضرة في ذهن ووجدان الأردنيين والهاشميين ،

وان الموقف الأردني تجاه القضية الفلسطينية ثابت راسخ لا يحتاج لكثير من الجهد أو مزيد من البراهين والأدلة لبيانه ..
مقالتي ليوم الخميس