القدس للدراسات ينظم ورشة حول تداعيات الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة على حقوق الفلسطينيين ومصالح الأردنيين
القدس للدراسات ينظم ورشة حول تداعيات الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة على حقوق الفلسطينيين ومصالح الأردنيين
• وديع أبو نصار: نتنياهو سيخوض معارك على ثماني جبهات، والأردن بعد الفلسطينيين من أكثر الجهات تضرراً بانجراف إسرائيل نحو العنصرية والفاشية
• متحدثون: مهمة مقاومة العنصرية والفاشية، تقع على عاتق الشعبين الأردني والفلسطيني أساسا، ولا بد من استراتيجية كفاحية مشتركة
عمان/ 7 كانون أول: عقد مركز القدس للدراسات السياسية ورشة عمل بعنوان "قراءة في تداعيات الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة على حقوق الفلسطينيين ومصالح الأردن"، يوم الأربعاء الموافق 7 كانون الأول الجاري، وذلك بمشاركة مجموعة من الخبراء والسياسيين والأكاديميين. وتحدث فيها الأستاذ وديع أبو نصار مؤسس ومدير المركز الدولي للاستشارات في حيفا، والكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي
تناولت الورشة التي أدارها الأستاذ عريب الرنتاوي مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية، عدة محاور تمثلت بأسباب توجه المجتمع الإسرائيلي نحو التطرف، وتداعيات نتائج الانتخابات الإسرائيلية على حقوق الفلسطينيين وكذلك على الأردن.
قدم الأستاذ وديع أبو نصار شرحاً حول أسباب نجاح اليمين الإسرائيلي بزعامة بنيامين نتنياهو في انتخابات الكنيست الأخيرة، تمثلت باستثماره لمشاعر الكراهية والعنصرية المتزايدة في المجتمع الإسرائيلي ضد العرب، وذلك عبر وضعه إيتمار بن غفير اليميني في مركز حملته الانتخابية، والسبب الثاني هو ارتفاع نسبة التصويت لدى الشرائح اليمينية في المجتمع الإسرائيلي خصوصا في المستوطنات وذلك عبر اللعب على وتر التخويف من العرب، والسبب الثالث تمثل في قلة الإنجازات التي قدمتها حكومة يائير لابيد بالنسبة للإسرائيليين، والرابع تمثل في وضوح منهج وخطة نتنياهو وامتلاكه خطة لما يُريد أن يفعل.
لفت أبو نصار إلى ثمانية "معارك" سيتعين على نتنياهو خوض في المرحلة المقبلة؛ الأولى هو تحدي صناعة القرار ومن هو صاحبه؛ إذ أن إسرائيل تتجه نحو المزيد من الفردية في صناعة قرارها، مُشيرا إلى أن حكومة نتينياهو ستقدم التسويات لمنافسيها السياسيين على حساب الفلسطينيين، والثانية، تسوية خلافاته مع الرئيس الأمريكية الحالي جو بايدين حيثُ أن نينتياهو يُفضل رئيس جمهوري أكثر انسجاما مع التوجهات الإسرائيلية، فنتينياهو يُفضل وفقا لأبو نصار الموظفين أكثر من الحلفاء.
والثالثة؛ وتتمثل بيهود المهجر الذين يتخوفون من توجه الدولة الإسرائيلية نحو اليمين الأرثودوكسي على حساب القيم الليبرالية، وهو ما يُثير قلقهم إذ إن يهود المهجر أكثر ليبرالية، والتخوف الآخر يتمثل بأمنهم في بلادهم في ظل الحكومة الإسرائيلية اليمينية، إذ إن مشاعر الكراهية ضد اليهود تتزايد وتتزايد معها الاعتداءات عليهم بسبب توجهات الحكومة الإسرائيلية نحو اليمين، ولفت أبو نصر إلى أن يهود الولايات المتحدة يُفضلون رئيسا ديموقراطيا معتدلا بخلاف بينيامين نتينياهو الذي يُفضل رئيساً جمهورياً يميل إلى اليمين.
أما المعركة الرابعة، فتتمثل بصراعه مع الدولة العميقة الإسرائيلية؛ خصوصا المحكمة العليا الإسرائيلية، والتي سيحاول نتينياهو بحجة الديموقراطية تجاوز قراراتها، والأخرى ضد الأجهزة الأمنية التي سيحاول بينيامين نتياهو إخضاعها لسيطرته التامة دون مراعاة للاعتبارات الوظيفية لتلك المؤسسات...أما المعركة الخامسة، فتتمثل بمعركة القدس حيثُ ستزداد المستوطنات فيها مع ما يؤدي إليه ذلك من تداعيات خصوصا مع ارتفاع الحراك المقاوم في الضفة الغربية.
وسادس معاركه ستكون مع الاتحاد الأوروبي؛ حيثُ أن حلفاء إسرائيل محرجين من توجهها نحو اليمين، وهو ما سيدفع حكومة نينتنياهو للتعامل مع دول الاتحاد الأوروبي كلٌ على حدى، خصوصاً مع تصاعد اليمين المتطرف في دول الاتحاد الأوروبي اليمين المنزعج من بروكسل...وسابعها يتجلى بعلاقة إسرائيل مع الهيئات الدولية كالأمم المتحدة؛ إذ إن الممارسات الإسرائيلية ستكون محط نقد لها، مما سيضع حكومة نتنياهو أمام مسارين الأول اليميني الذي سيتجاهل الهيئات الدولية ويمضي في سياساته، والثاني هو اليساري (خط بن غوريون) الذي سيحاول مراعتها.
وتوقف عن المعركة الثامنة، مع إيران لافتاً أن إسرائيل غير قادرة لوحدها على تدمير المشروع النووي الإيراني، مُشيرا إلى الشعور الإسرائيلي أن الولايات المتحدة بإدارتها الديموقراطية تتجاهل مطالب إسرائيل ولا تُراعيها، مُرجحا ان تشهد المرحلة القادمة تصعيداً إسرائيلياً ضد إيران كالاغتيالات والهجمات المحدودة، من دون الذهاب إلى حرب شاملة.
ولفت أبو نصار، إلى أن إسرائيل تبتعد عن القبول بحل الدولتين، مُشيرا إلى وجود قناعة في إسرائيل بحل "1+2" أي دولة واحدة وهي إسرائيل مع وجود كيانين تابعين لها في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأشار إلى أن المتضررين الأساسيين من نتائج الانتخابات هم فلسطينيو الداخل؛ نظرا لارتفاع العنصرية في إسرائيل محذراً من سيناريو تحويلهم من مواطنين إلى مُقيمين، وأما المتضرر الثاني فهم فلسطينيو المناطق المحتلة عام 67، إذ ستتزايد الممارسات والسياسات الإسرائيلية المتمثلة بالاقتحامات والإعدامات الميدانية والإعتقلات والتوسع في المستوطنات، وأما المتضرر الثالث فهو الأردن حيثُ سيُبعد الملف الفلسطيني عن جدول الأولويات خصوصا أن الأردن بالنسبة لإسرائيل فقد أهميته كوسيط مع العرب بعد موجة التطبيع الأخيرة، وحذر من التهديدات التي تواجه الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس.
وعقب انتهاء المحاضرة، جرى نقاش وطرح تساؤلات من قبل الحاضرين، حيثُ أثنى الحاضرون على الحراك المقاوم في الضفة الغربية لافتين إلى ارتفاع المخاوف الإسرائيلية من تزايد عمليات المقاومة خصوصا أنها غير محسوبة على أي تيار فصائلي وإلى الميل الشعبي الفلسطيني نحو تبني مسار المقاومة عوضا عن المفاوضات، كما تمت الإشارة إلى مونديال قطر الذي أظهر رفض الشعوب العربية للتطبيع ودعمهم المستمر للقضية الفلسطينية، وحثوا على ضرورة استثمار الموجة العالمية لمناهضة العنصرية والتضامن مع الشعب الفلسطيني، من أجل حشد التأييد لقضية فلسطين وحقوق شعبها
وشدد المشاركون على أن مواجهة خطر الفاشية والعنصرية، بات اليوم أكثر من أي وقت مضى، مهمة نضالية ملقاة على كاهل الشعبين الأردني والفلسطيني أساساً، وأن العمل من ضمن استراتيجية موحدة، بات اليوم، أكثر ضرورة وحاجة وجودية.