الوصفيون الجدد يستهجن الاعتقالات.. ويدعو للابتعاد عن جيب المواطن



استهجن تيار "الوصفيون الجدد" لجوء الحكومة للحلّ الأمني والاعتقالات وبشكل موسّع وغير مبرر كمخرج من الاحتقانات التي يشهدها الشارع الأردني، داعيا لاطلاق سراح المعتقلين والتفكير بحلول للأزمة الاقتصادية التي يعيشها الأردنيون بعيدا عن جيوبهم. 

وقال التيار في بيان صحفي وصل الاردن24، الخميس، إن هناك حلولا وأوجه كثيرة أمام الحكومة لمواجهة تلك الأزمات، على رأسها ضبط النفقات وترشيد الصرف واسترداد الموارد المهدورة، والغاء معظم الهيئات المستقلة التي لم تُحدث أي ازاحة ايجابية ملموسة كما أنها توازي وتشبه في مهامّها وزارات قائمة.

وأضاف التيار أن التذمر الشعبي المبرر العام، وشكوى المواطنين من سوء الحال الاقتصادي وضيق ذات اليد، بل والجوع والبطالة، مع غياب العدالة الاجتماعية بالتوظيف وتوزيع الموارد المتاحة بين الافراد والمحافظات، لتشكل أسبابا لاغتيال الأمل وقتل الطموح الشعبي.

وتاليا نصّ البيان:

بيان صادر عن تيار (الوصفيون الجدد).

بسم الله الرحمن الرحيم

يسكننا هذا الأردن العظيم مثلما نسكنه, ولا ينازعنا على حبه, حتى حب النفس والمال والولد, ولن نبخل على سلامته بأغلى ما نملك, تماما مثلما كان دولة الشهيد وصفي التل, وشهداء الوطن جميعا, ومن هنا, ومنطلقين من واجباتنا ومسؤولياتنا الوطنية, تجاه هذا الثرى والحمى المقدس, وواجب قول كلمة حق كلما تهدد الوطن, واقتضى الأمر, وإذ نرى ان ما يدور الساعة على هذه الأرض الطيبة المباركة, من اضرابات في قطاع النقل, واعتقالات لمواطنين لم يصدر بحقهم أحكام قضائية واجبة التنفيذ, وغيره كثير, لمقلق ومخيف, وينذر لا سمح الله, بعقابيل غير مأمونة ولا حميدة, ويبعث على التحسب, ومحاولة استباق اي تطور, قد يخرج عن سياق المأمول لهذا الوطن العزيز وأهله, فقد رأى الوصفيون الجدد, التوجه بهذا النداء, لكل من يهمه الأمر:

اولا, نؤكد على ان الأردنيين من احرص الناس على وطنهم وسلمه المجتمعي, وموارده ومقدراته, ويحرسونه بنياط القلب ورموش الأعين, ولا هناك من اردني واحد, يشكل خطرا على وطنه ومكتسباته.

ثانيا, ان التذمر الشعبي المبرر العام, وشكوى المواطنين من سوء الحال الاقتصادي وضيق ذات اليد, بل والجوع والبطالة, وتعذر الحياة الكريمة بحدها الأدنى, لشريحة عريضة جدا من شعبنا, مع غياب العدالة الاجتماعية بالتوظيف وتوزيع الموارد المتاحة, بين الافراد والمحافظات, كما الحياة الباذخة لمؤسسات رسمية كثيرة, لتشكل اسبابا لاغتيال الأمل وقتل الطموح الشعبي, وانتفاء مبررات الصبر والجلد, سيما وقد تم على ابواب الشتاء الصعب, رفع اسعار المحروقات بشكل متكرر وثقيل, يحرم الكثيرين من الدفء والطمأنينة.

ثالثا, انه لا بد والحالة هذه, ان تتغلب الحكمة والرشد, وتكثيف الجهود من كل الجهات المعنية, وخاصة الرسمية منها, التي بيدها الآلية التنفيذية, لاحتواء احتقان الشارع الأردني, ونزع أسباب الضيق والضنك وسوء الحال العام, والتوجه لاجراءات سريعة جادة, تبدأ بالحديث مع المحتجين وأصحاب الحاجات العامة من شرائح الشعب المأزومة, والوقوف على مطالباتهم وضروراتهم الملحة, ومحاولة ايجاد البلسم المعقول لمعاناتهم.

رابعا, لا يرى الوصفيون الجدد, باللجوء لجيب المواطن الفارغة مجددا, حلا ناجعا او ناجحا او منصفا, لأن مفاقمة المشكلة لا يمكن ان يكون حلا لها, كما يشي توجه حكومي, لرفع أجور النقل والشحن, الذي سيثقل كاهل المواطنين من جديد.

خامسا, كما يستهجن التيار, استخدام الحكومة للحل الأمني والاعتقالات, وبشكل موسع غير مبرر, كمخرج من هذه الاحتقانات والتراكمات المعقدة, والاحتجاجات المشروعة, حيث يرتفع مع هذا مؤشر الغضب الشعبي, مع غياب اي قبس من ضوء في عتمة الجوع والبرد والحرمان, والأولى ان تتجة السوية الرسمية لقرار حكيم اول, قوامه إطلاق سراح معتقلي الرأي كافة, كدلالة حسن نية حكومية, تتيح الفرصة لتفاهمات معقولة اشمل, تخفف من معاناة الناس, وتحمي الوطن مما لا يريد له أردني واحد.

سادسا, وإن من نافلة القول, الإشارة لأوجه توفير حكومية ممكنة, وأبواب استرداد الكثير من الموارد المهدورة, التي ستعين على تخطي ازمات الانفاق الحكومي, والتخفيف عن المواطن المحتاج, ليس آخرها ترشيد الصرف الحكومي, واستعادة ما نهب الفاسدون, والتخلي عن معظم الهيئات المستقلة التي توازي وزارات مشابهة بنفس المهام والواجبات, دون ادنى إنجاز يُذكر.

حمى الله الأردن العظيم من كل سوء, وهدانا الله جميعا الى درب الرشاد والسداد.

الوصفيون الجدد
عمان, 8/12/2022