رسالة مفتوحة إلى العقلاء في بلدي
استمعت قبل قليل إلى كلمة رئيس بلدية معان السابق الشيخ ماجد الشراري، و مداخلات عدد من الحضور من أبناء معان، حول الظروف التي تشهدها البلاد بشكل عام، واضراب وسائط النقل العام بشكل خاص ،الإضراب الذي بدا يؤثر على كل قطاعات الدولة .
وبكل تجرد وموضوعية اقول ان ما نطق به ماجد الشراري ورفاقه من اهل معان، هو تعبير عفوي صادق عن كل ما يجول بخاطر المواطنين الاردنيين من العقبة إلى الرمثا، وقد تحدث اهل معان بلسان غير ذي عوج، وبلغة صريحة ومباشرة وصادقة، بعيدة كل البعد عن التزلف والرياء، كما هي بعيدة عن التهديد والوعيد، وكان جل حديثهم ينم عن وطنية اصيلة، وشعور كبير بالمسؤولية، وحرص اكيد على امن الوطن واستقراره، وتجنيبه الفوضى والعنف والخراب، لاقدر الله.
ولو كنت مكان المسؤولين في بلدي، لااستمعت بقلب وعقل مفتوحين لخطاب اهل معان، وسعيت بكل ما أوتيت من امكانات، للاستجابة السريعة لهذه المطالب المشروعة التي هي ليست مطالب اهل معان وحدهم، وإنما هي مطالب كل أبناء البلاد في مختلف المدن والارياف والبوادي والاغوار والمخيمات.
يا أهل الحل والعقد في بلدي
ان الاستجابة للضغوط والمطالب الشعبية المحقة ،هي نقطة قوة وليس ضعف، ودليل حكمة وبصيرة، وآية في فن الحكم والقيادة، اما معاندة اهل معان وكافة أبناء الوطن وتحديهم، واعتبار المسالة لي ذراع للدولة، فهذا والله عين الجهل، وقمة الحماقة، وعنوان الغباء وقلة الخبرة.
فلا تقفوا ضد مطالب الشعب المحقة ،ولا تعاندو ارادة التاريخ،ولا تشيطنوا اهل معان، فمطالبهم اقتصادية بحته ،وتتعلق بحقهم بالعيش بكرامة، وتذكروا ان لمعان مكانة كبيرة وهامة في تاريخ الأردن الحديث، وهي درة الجنوب الذي كان الخير يأتي دائما منه، من معان والشوبك والطفيلة والكرك،من الجنوب الغني بالثروات، الفقير بالتنمية ،ثرواته تنهب، و أهله يغرقون بالفقر والجوع والبطالة والتهميش والحرمان والمعاناة،.
لا احد كائنا من كان، يستطيع أنةيبيع أهلنا في الجنوب وطنية، أو يزيد او يزايد عليهم، أو على ولائهم لتراب الأردن، أو اخلاصهم للقيادة الهاشمية، فهم جزء أساسي من رصيد الوطن، ودوما سند وعون للقيادة .
تاريخيا، كان الجنوب بوصلة الوطن، ومنه انطلقت شرارة الاحتجاجات ضد الظلم والتعسف اي كان مصدره، وما انطلق من معان وصل إلى الرمثا وكل ارجاء الوطن.
الكرة الان في مرمى العقلاء في بلدي، ولا يتم تجاوز التحديات او المحافظة على الأوطان بالكلمات، وإنما بالحنكة والحكمة وفن القيادة، واحترام كرامة الإنسان وحريته وحقه في العيش الكريم.
حفظ الله معان وأهلها والاردن وشعبه وقيادته الهاشمية ورزقه العقلاء القادرين لى قيادته إلى بر الامان في كل الظروف والأحوال .
اللهم اشهد اني قد نصحت.