اقتحام كبير للمسجد الأقصى: انتهاك في وقت حساس وخطير
في الوقت الذي ينشغل فيه العالم أجمع بمتابعة "صراع الكرة المستديرة"، تدور في المسجد الأقصى معركة حامية الوطيس، بين صاحب الحق والباطل الذي يحاول التغول على المقدسات الإسلامية وأصحابها، فيواصلون اقتحامها وانتهاك حرمتها في حملة شرسة يديرها المستوطنون بشكل يومي.
ويصعد المستوطنون من اقتحاماته بحملةٍ كبيرة، بدءاً من يوم غد الأحد بحجة الاحتفال بما يسمى عيد "الحانوكاة" لدى اليهود، حيث دعا ما يسمى "باتحاد منظمات الهيكل" أنصاره إلى اقتحام المسجد الأقصى على مدى أيام "عيد الحانوكاه" التي ستبدأ من 18-12 حتى 26-12-2022.
ومنذ عام 2017 تسعى "جماعات الهيكل" إلى تطوير عدوانها خلال هذا العيد، بحيث تشعل الشمعدان في باب الأسباط، وإدخال طقوس إشعاله إلى داخل المسجد الأقصى.
فيما يتعمد المستوطنون نقل الرقص والغناء والاحتفالات "بالحانوكاه" إلى مختلف أبواب الأقصى، كأبواب السلسلة والغوانمة والقطانين، حيث تواصل جماعات الهيكل المزعوم حشدها للاقتحام، عبر توفير مواصلات مجانية من وإلى الأقصى، كما دعت منظمة "نساء من أجل الهيكل" إلى اقتحام نسائي بمناسبة "الحانوكاه" يوم الثلاثاء القادم (20 ديسمبر الجاري).
المقدسيون لا يوجد أمامهم سوى الدعوة لشد الرحال للمسجد الأقصى والرباط فيه والتصدي لاقتحامات المستوطنين، وإفشال مخططاتهم فيما يسمى عيد "الحانوكاة" اليهودي.
توقيت خطير
من جهته، أوضح د. حسن خاطر مدير مركز القدس الدولي، أن توقيت الاقتحامات الذي يأتي في ظل الاحتفال بعيد "الحانوكاة" من أخطر المواقيت بالمساس بالمسجد الأقصى، مرتبطة بالهيكل مباشرة
وبين خاطر، أن الهدف تدشين الهيكل بعد تحريره من اليونان عام 650 قبل الميلاد، حيث يريد بن غفير وأمثاله أن يوهموا أنصارهم أنهم من حرر الهيكل من اليونان ويظهروا أمام المستوطنين أنهم من حرروا الأقصى ويريدون إشعال الشعمدان في المسجد الأقصى.
وأشار إلى أن بن غفير وجماعته معنيون أن يترجموا لأنصارهم وعودهم التي قدموها أثناء عملية الانتخاب ويظهروا الفارق بين الاقتحامات السابقة واقتحاماتهم الحالية.
وحول مايمكن أن يفعله المستوطنون خلال الاقتحام، قال خاطر :" لا يُستغرب من المستوطنين شيئ فهم كمن ارتكب جرائم بحق الفلسطينيين، فهم لا يؤمنون بالإنسانية والعدل، ويتمردون حتى على التعاليم الدينية، فيمكن أن يصدر منهم أي شيء بحق الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية."
ودعا خاطر إلى إغلاق كافة المساجد في القدس والصلاة فقط في ساحات المسجد الأقصى المبارك باعتباره الصمام الوحيد، للدفاع عنه.
دعوات لشد الرحال
دعت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، أبناء شعبنا، خاصة في مدينة القدس المحتلة، وأراضي الـ1948، إلى شد الرحال والرباط في المسجد الأقصى المبارك، بدءاً من يوم غد الأحد، لإفشال مخططات المستوطنين تنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد غدا.
وحذرت الهيئة في بيان صحفي، اليوم السبت، من اقتحامات غير مسبوقة للمسجد الأقصى دعت لها جماعات يهودية على رأسها المتطرف بن غفير، لمناسبة عيد "الأنوار" اليهودي، الذي يبدأ يوم غد الأحد ويستمر حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري.
وقالت إن هذه الجماعات بدأت منذ الأسبوع الماضي بالتحضير لهذه الاقتحامات والترويج لها من خلال حملات إعلانية واسعة النطاق تدعو فيها صراحة الى إدخال "الشمعدان" وإضاءته داخل المسجد الأقصى.
وأكدت أن الجماعات المتطرفة تحاول توظيف المناخ السياسي في إسرائيل والتوجهات الفاشية للحكومة الإسرائيلية القادمة لتكريس برامجها ورؤيتها التهويدية لتغيير الوضع القائم وفرض قواعد جديدة تمكنهم بصورة رسمية من أداء طقوس تلمودية بصورة علنية والدفع قدماً بمخطط تقسيم المسجد الأقصى.
وحملت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التداعيات الخطيرة التي ستنجم عن هذه الاقتحامات وتمكن الجماعات المتطرفة من تنفيذ برامجها ومخططاتها في انتهاك قدسية المسجد وهويته الإسلامية.فلسطين اليوم