لاكروا: لينا أبو عاقلة تواصل معركتها لتحقيق العدالة لعمتها شيرين
استبدلت لينا أبو عاقلة بملابس الحداد السوداء ملابس مريحة، وأزالت القناع الرصين الذي فرضته عليها حملة إعلامية محمومة، لتستريح في منزلها بعيدة عن الكاميرات والخطب التي ملأت حياتها منذ مقتل عمتها شيرين أبو عاقلة قبل 6 أشهر، وبدت مرتاحة كمن يرى جهوده تكللت بالنجاح.
بهذه المقدمة بدأت صحيفة لاكروا (La Croix) الفرنسية تقريرا لمراسلتها بالقدس كليمانس ليفان، قالت فيه إن خبر فتح مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) تحقيقا في ملابسات وفاة شيرين، نزل بالراحة على لينا، وقالت "طلبنا هذا التحقيق منذ 6 أشهر. لم أكن أظن أن الأمر سيستغرق وقتا طويلا. شيرين تحمل الجنسية الأميركية".
وسمحت هذه الخطوة الأولى نحو العدالة للطالبة والناشطة الفلسطينية بالتخلص من الضغط، لتستعيد نسق حياتها الذي توقف يوم مقتل أمها الثانية برصاصة في الرأس من قبل الجيش الإسرائيلي.
ومع أن التهمة لم توجه حتى الآن لأي شخص بعينه، وأن الجيش الإسرائيلي لم يقدم سوى نصف اعتراف بمسؤوليته، فإن الأمر بالنسبة لعائلة شيرين لا لبس فيه، إذ "لا يوجد شيء عرضي في مقتل شيرين".
تشغيل الفيديو
مدة الفيديو 01 minutes 49 seconds
01:49
وجه عائلة ثكلى
ومنذ لحظة مقتل عمتها، اندفعت لينا (27 عاما) لتقف أمام الكاميرات، وقابلت وسائل الإعلام، لتمثل عائلتها الثكلى في قضية تجمع بين العام والشخصي، وتنقلت من واشنطن إلى لاهاي مرورا بقطر والفاتيكان، من أجل الحصول على دعم دولي كافٍ للضغط على إسرائيل ومعاقبة الجناة، وخلق سابقة لصالح الشعب الفلسطيني.
وضعت لينا -كما تقول المراسلة- خجلها جانبا، لتعمل "بدوام كامل" في عالم الإعلام الذي تلقت عنه لمحة على يد عمتها شيرين، إضافة إلى دراساتها، لتصبح جزءا من هذه النخبة الفلسطينية التي تتعامل مع الخطب الطويلة والوسوم (الهاشتاغات) على الشبكات الاجتماعية.
وبفضل سعيها لتحقيق العدالة، وضعت مجلة تايم لينا ضمن 100 من قادة الغد في فئة المناضلين. تقول الناشطة "لم أرَ نفسي أبدا هكذا. اعتقدت أن هذا ما كان سيفعله أي واحد في مثل هذه الظروف من أجل أسرته، إلى أن جاءني الناس وقالوا لي لديك تأثير، أنت تلهمين الكثيرين من الشابات، استمري في فعل ما تفعلينه".
وخلصت المراسلة إلى أن تصميم لينا وعائلتها على تحقيق العدالة لا يزال قائما. تقول لينا التي تستعد للسفر إلى الولايات المتحدة لملاقاة أخيها وأخذ قسط من الراحة أيضا، "آمل أن أكون قادرة على المساهمة في التغيير وحمل صوت الفلسطينيين. نحتاج إلى أن يُسمع صوتنا".
المصدر : لاكروا