دراما العائلة تسيطر على المسلسلات المصرية في موسم الشتاء

مع بدء الموسم الشتوي للدراما التلفزيونية المصرية، تسيطر القضايا الأسريّة على عديد من المسلسلات التي بدأ عرضها أو يتوقع قريبا، حيث يدخل اسم العائلة في 4 أعمال هي مسلسلات: "العيلة دي"، و"عائلة الأصلي"، و"جروب العيلة"، والجزء الثاني من "موضوع عائلي"، كما عرضت مؤخرا مسلسلات تناولت العائلة مثل "أعمل إيه"، و"إيجار قديم"، و"أبو العروسة 3".

وتتوجه كثير من هذه المسلسلات لعرض يوميات عائلية مسلية، من خلال قصص وحكايات متنوعة وخطوط درامية متوازية، كما تمزج الكوميديا بالدراما الاجتماعية لتخاطب أنواعا مختلفة من الجمهور، في محاولة تبدو "رسمية" من الدولة للعودة إلى الدراما العائلية الناعمة.

 

تقول صحيفة "أخبار اليوم" إن دراما العائلات التي تسيطر على مسلسلات الموسم الجاري هي دراما ترصد ما يحدث داخل الأسر المصرية، وتعمل على حلّ أسباب الطلاق ومشاكل الميراث والخلافات بين الجيران داخل العمارات.

وتضيف الصحيفة الرسمية أن ذلك يعكس اهتماما من صناع الدراما والشركة المتحدة (التابعة لجهات سيادية مصرية)، بإيضاح أصل هذه المشاكل وتسليط الضوء عليها وحلها.

كما يلاحظ أن أغلب هذه المسلسلات من إنتاج الشركة المتحدة أو بإشراف مباشر منها أو بمشاركة شركات محلية مصرية، وتعرض على القنوات المصرية التي تمتكلها المتحدة، باستثناء "موضوع عائلي" الذي أنتجته منصة "شاهد".

مسلسلات عائلية

وقد بدأ عرض مسلسل "العيلة دي"، وهو من بطولة وفاء عامر وإسلام إبراهيم ويوسف عثمان، ويعالج مشاكل الطبقة المتوسطة مثل البطالة والدروس الخصوصية وإسكان الشباب وحلم السفر والبحث عن فرص العمل، وإن كان المسلسل لا يحظى بنفس الإعجاب الذي لاقاه مسلسل "إيجار قديم" للفنان شريف منير الذي انتهى عرضه مؤخرا.

كما يعرض حاليا مسلسل "بيت فرح"، وهو من بطولة فتحي عبد الوهاب وداليا مصطفى، ويتناول قصة رجل يعيش وحيدا بعد رحيل زوجته، وتقع له بعض المشاكل مع جيرانه.

ويعرض أيضا هذا الشهر الجزء الثاني من مسلسل "موضوع عائلي"، وهو من إخراج أحمد الجندي، وقدم الجزء الأول قصة الشيف إبراهيم (ماجد الكدواني) الذي يكتشف أن لديه ابنة اسمها سارة، يصبح مسؤولا عن الوصاية عليها مدة 6 أشهر بعد أن ترث ثروة جدها الثري الراحل، وتتغير خلال هذه الفترة الكثير من الأمور في حياتهما، ويشارك في بطولته رنا رئيس ومحمد شاهين وطه الدسوقي ومحمد عز وكريم يوسف.

وفي يناير/كانون الثاني القادم، يبدأ عرض مسلسل "عائلة الأصلي"، وهو من بطولة ريهام عبد الغفور وأحمد سعيد عبد الغني وإخراج أحمد حسن، ويحكي قصة امرأة تسعى للحفاظ على ميراث أبيها من الضياع، وترفض تقسيمه على إخواتها.

رسائل هادفة

ويرى الناقد طارق الشناوي أن تعريف الدراما التلفزيونية يتلخص في كلمة واحدة، وهي "العائلة"، لأن التلفاز يعدّ ابن البيت، على عكس السينما التى ظهرت قبل التلفاز، مؤكدا أن دراما العائلة تضم جميع الأجيال من الصغار والآباء والأجداد، كما أن التلفزيون يناقش قضايا مهمة موجودة في البيوت المصرية، ومعظمها حقيقية بالفعل أو مأخوذة من قصص حقيقية.

ويضيف الشناوي -فيتصريحات صحفية– أن المسلسلات العائلية لا تكلف كثيرا، وتعمل على توصيل رسائل هادفة للمجتمع، وتخلو من المشاهد غير المناسبة للأطفال، مشيرا إلى أن منها أشهر الأعمال الدرامية التي أحبها المصريون وما زالوا يحبونها حتى الآن، مثل "عائلة الحاج متولي" و"ليالي الحلمية"، (تعرض هذه المسلسلات من حين لآخر في القنوات الفضائية).

الأسرة والتلفاز

وارتبطت الأسرة المصرية بما يعرضه التلفزيون مع بداية انتشاره في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وصارت العادة أن تتجمع الأسرة المصرية أمام شاشة التلفزيون لمشاهدة مسلسل المساء على القنوات المصرية المحلية، واهتم صناع هذه المسلسلات -وكثير منها من إنتاج التلفزيون المصري أو جهات حكومية مثل مدينة الإنتاج الإعلامي- أن تراعي هذه المسلسلات القيم الأسرية، وتبتعد تماما عن الإسفاف والابتذال أو الألفاظ الجارحة والمشاهد غير الملائمة.

وهكذا ازدهرت أهم المسلسلات التي تتناول الأسرة المصرية المعاصرة، مثل "أبنائي الأعزاء شكرا"، و"عائلة شلش"، و"سكن اقتصادي"، أو مسلسلات تقدم أجيالا مختلفة وطبقات اجتماعية متباينة مثل "ليالي الحلمية" و"زيزينيا".

وفي التسعينيات من القرن الماضي، حقق مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" (1996) -من بطولة الفنان نور الشريف وعبلة كامل- نجاحا كبيرا، كما حقق مسلسل "العائلة" للكاتب وحيد حامد جدلا وشعبية كبيرة.

وركزت مسلسلات أخرى على الدروس الأخلاقية المباشرة للأسرة المصرية، مثل "عائلة ونيس" على مدى أجزاء متعددة للفنان محمد صبحي، كما ازدهرت مسلسلات الصعيد على غرار "ذئاب الجبل" و"الضوء الشارد" و"حلم الجنوبي"، وركزت مسلسلات الكاتب أسامة أنور عكاشة على تناول الأسرة المصرية في أزمنة وعصور مختلفة، مثل "ليالي الحلمية" و"زيزينيا"، أو في الزمن المعاصر مثل "امرأة من زمن الحب".

انتشار الفضائيات

ومع انتشار الفضائيات وتعدد جهات عرض المسلسلات وتوسع إنتاج الدراما، تغيرت خريطة الإنتاج التلفزيوني، وصارت الدراما العائلية نادرة، واتجهت المسلسلات إلى مواضيع الجريمة والتشويق والإثارة والقضايا الوطنية المباشرة وغيرها.

وخلال السنوات القليلة الماضية، عاد الاهتمام لتقديم مسلسلات تتناول قضايا الأسرة على غرار "سابع جار"، و"عائلة زيزو"، و"أبو العروسة" الذي حقق نجاحا كبيرا.

وتناول مسلسل "أبو العروسة" قصة الموظف عبد الحميد (سيد رجب) الذي يستعد لتزويج ابنته ويتحمل تكاليف زواجها، ويستعرض أسرته ومشاكل الأبناء وعلاقاتهم مع الآباء، ليقدم قضايا الأسرة المصرية والفوارق والطبقات الاجتماعية بمنتهى الواقعية، وقد عرض جزؤه الأول عام 2017 بينما عرض جزؤه الثالث هذا العام.

وعرض "سابع جار" في أكتوبر/تشرين الأول 2017، محققا جماهيرية واسعة رغم افتقاده لنجم كبير، وتناول قصص عدد من الجيران في عمارة سكنية من الطبقة المتوسطة، ليقدم قضايا متعددة أبرزها قصص الشباب وعلاقتهم الاجتماعية والعاطفية، وكتبه وأخرجه 3 من المخرجات الشابات هن هبة يسري، وأيتن أمين، ونادين خان.

المصدر:الجزيرة+مواقع إلكترونية