المراهقة الكروية لا زالت متجذرة في المشهد العام!
انتهت فعاليات بطولة كأس العالم، ولا شك الفائز الأكبر هي دولة قطر بتنظيمها الرائع والخدمات ذات المستوى العالي التي أبهرت كل المتابعين من شتى اصقاع الارض .
ولكن ...
كان هناك ألف علامة تساؤل على المستوى الإعلامي لقنوات تغطية المونديال !!
شاهدنا إعلاميين ومعلقين غير محترفين يلجلجون ويطبلون للاعبين محددين والإيحاء للمشاهدين من خلال تعليقاتهم وتحليلاتهم، بأن هذه بطولة لاعبين وليست منتخبات . والأدهى من ذاك انسياق المشجعين العرب خلف أقوالهم وكأنها شيئًا مقدسًا مفروغ منه .
لست أنظر ولا أتفلسف ولكن برأيي المتواضع كان على المعلقين والمحللين أن يكونو حياديين في مثل هذه المناسبة العالمية، حيث تنافس 32 منتخبًا بمئات اللاعبين ذوي المهارات المختلفة التي خولتهم للتواجد في هذه البطولة .. وليس لاعبًا واحدًا فقط . للجميع مطلق الحرية بتشجيع من يشاء .. ولكن ليس من حقك فرض لاعب واحد فقط وتغطية كل سكناته وحركاته والتكلم عن مهاراته وكان البقية لا وجود لهم .
وليس من حقك ان تقلل من شأن اي لاعب تواجد في هذه البطولة وتهميش إنجازاته لأجل إبراز إبداعات الآخر .
لقد افسدتم نقاء التنافس حتى بين الجماهير وبالأخص العربية . لدرجة أن الهوس وصل ببعض المشجعين إلى البكاء الهستيري ، والانهيار لأجل هدف أقل من عادي سجله لاعب عادي حولتموه لأسطورة لكثرة تسليط الضوء عليه دونًا عن غيره لدرجة القدسية والتأليه.