كان عاماً حزيناً فقد خلاله لبنان رموزاً فنّية رفعت هويّته عالياً

واصل لبنان في العام 2022 البحث عن قشّة الأمل المفقودة، لاسيّما في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والسياسية التي لا تزال آخذة في الانهيار. وأدّى الفنّ هذا العام دوراً في تعديل المزاج ولو في صورة موقّتة بعدما تأكّد المواطن اللبناني أنّ الفنّ والموسيقى والثقافة لا تزال تحافظ على اسمه أمام العالم. لكن أمام هذا التحديق بالآمال المتبقية، كانت الانتكاسات كثيرة هذا العام ووقعها جاء ثقيلاً ومؤلماً بعدما فقد لبنان قامات فنية، كان وجودها يمثّل طاقة أمل بأنّ الفنّ لا يزال بألف خير.
 
نستعيد وإيّاكم أسماء شكّل رحيلها حزناً وصدمة في آن معاً، في العام 2022، مع التسليم بأنّ الموت حقّ.
 
 
روميو لحود
شكّل الإعلان عن وفاة العملاق روميو لحود في ذكرى استقلال لبنان حزناً كبيراً، إذ أتى خبر رحيل الفنان القدير عن عمر 92 عاماً ثقيلاً على قلوبنا، بعدما أثرى المكتبة الفنية بأجمل الأغنيات اللبنانية والأعمال المسرحية الحاضرة دائماً في وجدان متذوّقي الفنّ في عصر لبنان الذهبيّ. قد يكون الوجع الصامت أسمى الصفات التي تحلّى بها روميو لحود، ومع ذلك كان يكرّر دائماً مقولة "لبنان لا يزول"، وظلّ متمسّكاً بالوعد الذي قطعه لزوجته ألكسندرا القطريب بعدم الغياب عن المسرح.
 

كلمات كثيرة كُتبت في وداع لحود، ومنها ما كتبته الفنّانة والممثلة ألين لحود، ابنة الراحلة سلوى القطريب: "نشرت لحود صورة تجمعها بعمّها الراحل، فكتبت: "يا رايح سلّم عالكلّ... كثر سألوني ليش بعد ما حكيتك أو كتبتلك، يمكن لأن صاحب الكلمة راح. غاب عن عيوننا. بس أكيد ما غاب عن قلوبنا."

وتابعت: "روميو لحود العبقري، مسبّع الكارات،الإنسان الاستثنائيّ والفنّان الخلّاق والمبدع، السابق لعصره. روميو لحود العالميّ، المثقّف، صاحب النكتة الحلوة والراقية. روميو لحود عمّي، عرّابي، بيّي الثاني وأستاذي. ما كنت عارفي رح توجّعني هالقد، يمكن لأن كما قال أبي ناهي وعمّتي ناي، ما كنت متخايلة أنّك بتروح. المبدع خالد، ما بموت، روميو لحود ما بموت."

وشكرت لحّود الراحل على كلّ ما زوّدها به خلال مسيرته: "أشكرك على كلّ نصيحة أو انتقاد أو تشجيع، لكن أكثر ما أشكرك عليه هو كلّ الحبّ الذي علّمتني اياه وأعطيتني إيّاه. الآن أصبحت تعرف شو في خلف البحر ووقت نرجع نلتقي أنا مأكّدة أنّك رح تكون محضّر أشياء كثيرة تخبّرنا عنها. يمكن على دروب الهنا متل البحر متل السما رح نلتقي أنت وأنا".
 بيار شمعون
من الأخبار التي جاء وقعها ثقيلاً أيضاً على الجمهور اللبنانيّ الإعلان عن وفاة الممثل بيار شمعون، إذ انتظر كثر تأكيد نقابة الممثلين في لبنان خبر الوفاة ليصدّقوا رحيل صاحب الابتسامة العريضة والروح الطيّبة.
 
ونعت النقابة حينها الراحل في بيان رسميّ قالت فيه إنّه "أفنى حياته على شاشة التلفزة والمسرح والسينما". وتابعت النقابة: "إنّ مجلس النقابة يتقدّم من كلّ الزملاء وعائلة الفقيد بأحرّ التعازي. رحمه الله ونفسه بالسما". تعرّض شمعون لوعكة صحية مفاجئة حيث شعر بألم في صدره، ما استدعى نقله في صورة مستعجلة إلى المستشفى، وما لبث أن فارق الحياة صباح اليوم التالي.
 إحسان المنذر
توفّي الموسيقار إحسان المنذر هذا العام عن عمر ناهز الـ75 عاماً بعد صراع مع المرض، بعد تدهور حالته الصحيّة، ونقل على إثرها إلى المستشفى. عدد كبير من الفنّانين نعوا الراحل، معبّرين عن حزنهم لخسارة هذه القامة الفنيّة التي وضعت بصمتها الخاصّة على أهمّ الأعمال التي لا تزال محفورة في الذاكرة.
 
السيدة ماجدة الرومي نعت الراحل بألم عبر تسجيل صوتي نشرته حينها في حسابها على مواقع التواصل الاجتماعيّ: "صُدمت كثيراً اليوم وآلمني قلبي عندما علمت أنّ رفيق دربي الطويل المبدع الأستاذ إحسان المنذر رحل عن هالدنيا، كان بعد بكير يا إحسان، لا أصدّق أنّك رحلت ولا أستطيع أن أعبّر عن مفاجأتي. لا أستطيع أن أوقف دموعي ويديّ اللتين ترتجفان وقلبي المحروق. غالٍ على قلبي، مبدع كبير. أعمالك لها خصوصية كبيرة، كنت وستبقى حجر أساس في جميع الحفلات وعمودًا فقريًّا لمسيرتي الفنية. متى غنيت يا إحسان ولم تكن أنت معي؟ غيابك حضور دائم فيّ".