كيف ستتعامل الإدارة الأمريكية مع حكومة نتنياهو السادسة؟

مع إعلان زعيم حزب "الليكود” الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تمكنه من تشكيل الحكومة، إلا أن التساؤلات لم تتوقف عن كيفية تعاطي الولايات المتحدة الأمريكية معها، وهي التي وصفت بالأكثر "تطرفا وفاشية”.

ويرى الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني، ساري عرابي، أن "علاقة أمريكا مع إسرائيل، فوق التحولات السياسية الموجودة داخل كيان الاحتلال، وجوهر العلاقة العامة بين الجانبين لن يتأثر”.

وبين عرابي لـ”قدس برس” أن "نتنياهو واليمين الإسرائيلي، لهما حلفاء في الدولة الأمريكية والكونغرس والحزب الجمهوري وحتى في الحزب الديمقراطي، وبالتالي الصعوبات التي سوف تواجهه (نتنياهيو) لن تنعكس بشكل جوهري على العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية”.

وحذر من "سيطرة الصهوينية الدينية على الإدارة المدنية، مما سينعكس على واقع الضفة الغربية، من خلال تنشيط الاستيطان”.

وأوضح أن "برنامج الصهيونية الدينية يقوم أصلاً على إلغاء وإنهاء الإدارة المدنية، بهدف توحيد القوانين المتعلقة بالبناء والعمران ما بين الضفة الغربية والداخل المحتل عام 48، ومن المحتمل أن تكون هناك خطوات متصاعدة في الهدم، والتضييق على الفلسطينيين، وتوسيع المستوطنات”.

وشدد على أن "برنامج الصهيونية الدينية، يقوم على الضم الناعم والمتدرج، والذي قد ينتهي خلال سنتين بإلغاء الإدارة المدنية، كما وعد حزب الصهيونية الدينية”.

شتاء لاهب قادم في الضفة

وأكد عرابي أن "تصاعد اعتداءات الإسرائيليين على الفلسطينيين في الضفة الغربية، سيؤدي إلى تأجيج المقاومة، واتساع الاستيطان سيكشف السلطة الفلسطينية بشكل أكبر، ويحرجها، ويجعل موقعها ودورها السياسي أكثر وضوحاً من أي وقت سابق”.

وقال إن "حل الدولتين موضوع منته تماما، ولايوجد له أي أفق”، مشيرا إلى أن "السلطة الفلسطينية لم تعُد تعِد بأي مشروع سياسي حقيقي، أو جدي، وباتت بلا مشروع سياسي”.

وأكد أن "السلطة أصبحت مجرد هدف قائم بحد ذاته، ولكن بالتأكيد مع الحكومة اليمنية القادمة سوف يصبح هذا الأمر أكثر وضوحا من أي وقت مضى، لأن قضايا الاستيطان والاحتفاظ بالأغوار والمستوطنات والضفة الغربية، قضية جوهرية بالنسبة للصهيونية الدينية، وهي أصلاً محل اتفاق نسبي ما بين كل الأوساط الإسرائيلية، والخلاف عادة يكون في التفاصيل”.

أوروبا والمشهد "الإسرائيلي” الجديد

بدوره، نوه المختص في الشأن الاسرائيلي، عمر جعارة، إلى أن "الإعلام الإسرائيلي نشر وثيقة تؤكد أن الاتحاد الأوروبي يرفض كل هذه الحكومة، ويعتبرها استيطانية”.

وقال جعارة لـ”قدس برس” إن "النرويج مثلا، أوقفت تعاملها التجاري مع شركة إسرائيلية رأسمالها أكثر من تريليون دولار”.

ورأى أن "الرئيس الأمريكي جو بايدن من أخطر الرؤساء الأمريكيين على دولة إسرائيل”، واستشهد بتشكيل جهاز الـFBI لجنة تحقيق خاصة في جريمة اغتيال الشهيدة شيرين أبو عاقلة، دون مشاركة الاحتلال، ونزع علم إسرائيل عن سيارة الرئاسة الأمريكية، ووضع علم فلسطين في الزيارة الأخيرة لمدينة القدس الشرقية”.

وأشار إلى مقال نُشر في نيويورك تايمز، وصف دولة الاحتلال بأنها "عنصرية بامتياز”، مؤكدا أن "دولة الاحتلال ليست كالسابق، من حيث الثباتين السياسي والاجتماعي، لا خارجيا ولا داخليا”.

وتحظى حكومة "نتنياهو السادسة” بدعم 64 من أعضاء الكنيست، من أصل 120، علما أن 38 من الأعضاء الداعمين للحكومة الجديدة ينتمون لليمين الديني المتطرف، والتيارات الدينية والحريديم، و14 منهم يقطنون بالمستوطنات بالضفة الغربية المحتلة.

ولأول مرة شغل نتنياهو (73 عاما) منصب رئيس الوزراء في الفترة بين 1996 إلى 1999، ثم لـ12 عاما متواصلا بين 2009 و2021.القدس برس