صراع السفينة ومراوغة الأفاعي
لا يزال المحيط أعمق بكثير مما نتوقع والعالم كله من حولنا يتغير
هم يلتقون في نهر واحد والسفينة من تحت المياه تغرق وعلى متنها
الصالحين والمفسدين وأهل المصالح والامبالاة فما أكثرهم حتى تفشى الخبث بينهم فسكت أهل الصلاح عنهم وهم على أمل بأن يأتي نهج الفاروق في زمنهم فصفقوا في وجه عدوهم ونار الحرب صامتة في داخلهم فنحن من يشعر بها لأن خنجرها المسموم بالقهر والألم مغروس في داخلنا منذ أن
قبلنا على أنفسنا بأن نجامل على حساب أوجاع المظلومين من أبنائنا وهم في دمائنا فأصبحنا المنافقين بلا عذر فلم يقتصر لظاها ولم يقتصر أذاها على الذين تسببوا في ظلامها وفسادها في يوم عسر حتى وإن صدقوا الذين سمعوا الرواية بعدما بدلت الأفاعي ثيابها ونسوا بأن السم لم يزل في أنيابها فلم يبحثوا عن نوافذ الحقيقة داخل سكانها وكأنهم يعلمون بأن أبواب الخراب آتية لا محال لها وقميص يوسف
الملطخ بدماء الأبرياء
بأي إسلام اتخذتموه براءة لكم فهل ستدوم خيانتكم إلى الأبد حتى وإن بدت لكم بلادي وكأنها مقسومة إلى قسمين سيظل هناك من يدافع من أجل العلم والمعرفة و السعي وراء الحقيقة ولن تخيفه قوة رياحه العاتية مهما اشتد تيارها فسيبقى قاع المحيط أشد حذرا ورهبة حتى وإن توالت عليه ظلمات الليل سيأتي فجر الحق من جديد ليسكن كمشكاة
في قلب كل مؤمن فتتلاشى من نوره كل الفتن وليبقى سيف العدل
منتظرا وراء تلك الجبال على شواطئ الأمل نائمٌ بعدما حكم وعدل وآمن الجنة
فأين أنت يا عمر .