بلعاوي: لا داعي لفرض إجراءات جديدة بـ"كورونا"

أكد عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية ولقاحات كورونا ومستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي أنه لا داعي لفرض اجراءات جديدة حاليا متعلقة بفيروس كورونا على القادمين للمملكة سواء من الصين أو غيرها.

واضاف رغم ارتفاع حالات كورونا في الصين ودول أخرى، إلا انه لم يثبت للان ان المتحورات المنتشرة تسبب ارتفاعا بإدخالات العناية الحثيثة او الوفيات، وبالتالي لا مشكلة من بقاء الحال كما هو دون اتخاذ اجراءات جديدة ومختلفة.

وقال: لا داعي للهلع والخوف من ارتفاع أعداد الإصابات، والقيام بأية اجراءات، كفرض إجراء فحوصات (البي سي ار) قبل 48 ساعة للقادمين للمملكة، فبعد التجربة هي اجراءات غير علمية، ولا تستطيع منع دخول أي فيروس، فمن الممكن ان يدخل للمملكة مصاب وهو ما زال في فترة الحضانة من الفيروس، ولا تظهر نتيجة فحوصاته إيجابية.

واعتبر ان ارتفاع أعداد الإصابات بكورونا ليس مهما الان، لأن أوميكرون وبكل نسخه ضعيف، لم يثبت انها اكثر شراسة او قدرة على التسبب بالوفيات او الإدخالات لغرف العناية الحثيثة، إنما المهم هو ان تبقي وزارة الصحة اعينها مفتوحة على إدخالات غرف العناية الحثيثة وأعداد الوفيات في هذه المرحلة من انكسار الجائحة ومتابعتها، من خلال رصد الحالات في جميع مستشفيات المملكة، خصوصا للفئات ذات الاختطار العالي.

وأوصى بلعاوي بضرورة الرصد العشوائي داخل المملكة، خصوصا بالمستشفيات والمراكز الصحية، للادخالات واسباب الوفيات، بالإضافة لرفع مستوى سوية الرصد في بعض المناطق المكتظة، والقيام بفحوصات السلسة الجينومية لـ 5-10% من الحالات، للتأكد من ان المتحور الذي يصيب الناس من اوميكرون، ليس جديدا او يسبب نمطا غير متوقع من الوفيات او الإدخالات.

وبين ان متابعة مؤشرات الادخالات والوفيات، هي التي تعطي الانطباع بوجود تغير بنمط المتحور، وليس على عدد الإصابات، خاصة في ظل زيادة أعداد الاصابات بالزكام والإنفلونزا وكورونا، وهي إصابات طبيعية في موسم الشتاء ولا تستدعي دخولهم للمستشفيات.

وبخصوص الوضع الوبائي بالمملكة، أشار بلعاوي إلى ان الأردن بعد انتهاج سياسة الحظر، دخل بمرحلة الانفتاح، لافتا الى انه وفقا لبعض الدراسات، فإن لدينا مناعة هجينة، لأن أغلب المجتمع الأردني تعرض واصيب بكورونا وبنسبة 70-80%، كما ان نسبة التطعيم بالنسبة للفئات ذات الاختطار العالي ليست بالقليلة.

ولفت الى انه لا يوجد مناعة دائمة وعمرية لفيروس كورونا، حتى اللقاحات مناعتها من 9-12 شهر، ومن الممكن ان يحدث لدينا ارتفاعات بحالات كورونا، فنحن في فصل الشتاء الذي تنتشر فيه الفيروسات التنفسية بكثرة، لكن بالوقت ذاته هناك مستوى جيد جدا من المناعة الخلوية موجودة عند الناس، إما بسبب العدوى السابقة او تلقي اللقاحات.

وفيما يتعلق بالمطاعيم، دعا بلعاوي الفئات ذات الاختطار العالي ككبار السن، والأشخاص الذين يتناولون ادوية مثبطة للمناعة كالسرطانات، أو وجرعات عالية من الكورتيزون، والمصابين بالأمراض المزمنة غير المنضبطة، والحوامل، ومزوديه الرعاية الصحية، بضرورة تلقي لقاحات كورونا والإنفلونزا، مع التزامهم بالإجراءات الاحترازية، كارتداء الكمامات، والبعد عن الاختلاط، وذلك مع دخولنا فصل الشتاء الذي بدأ قاسيا، مشيرا الى ان المطاعيم اثبتت فعاليتها،

ومنعت عالأقل حدوث ما يسمى بمتلازمة ما بعد كورونا.

وبالنسبة لما يحدث في الصين، لفت الى انها انتهجت سياسة صفر كوفيد19، ورفعت الاجراءات الوقائية لأعلى درجة من إغلاقات وحظر عام، بينما تعتبر تلك الاجراءات خاطئة لأنه لا يستطيع احد محاربة فيروس لا يراه، وهناك في مرحلة من المراحل التعايش مع الفيروس لاكتساب المناعة ضده، مع زيادة وتيرة اللقاحات، وهذا ما لم تتخذه الصين.

كما انه وفق بلعاوي، ستبقى هناك جيوب وبائية لفيروس كورونا بالعالم موجودة، وفي فصل الشتاء ستنشط الفيروسات التنفسية الزكامية، والانفلونزا وكورونا، وبالتالي ارتفاع الحالات متوقعا وواردا.
الراي