"دعوة للاستيقاظ".. الحقيقة بشأن متحور كورونا المثير للقلق
يثير متحور فرعي من سلالة أوميكرون القلق مجددا في الأوساط الصحية في الولايات المتحدة وبريطانيا، مع ارتفاع نسبة الحالات في الأسابيع الماضية، ودعا مسؤولون وخبراء إلى ضرورة الحصول على اللقاحات، إلا أنه لا توجد أدلة تشير إلى احتمال حدوث أزمة صحية جديدة.
والمتحور الفرعي XBB.1.5 نسخة محورة من متغير XBB ، التي تم اكتشافها في سنغافورة والهند وأكثر من 30 دولة أخرى في أكتوبر
ومتغير XBB هو مزيج من سلالتي أوميكرون السابقتين، اللتين أدتا إلى موجة من العدوى في وقت سابق من هذا العام.
وأشارت وسائل أعلام أميركية، خلال الأسبوع الماضي، إلى زيادة معدل الحالات المصابة بمتغير XBB.1.5، الذي بات يمثل الآن حوالي 41 في المئة من الحالات الجديدة في الولايات المتحدة، وفقا لشبكة "سي أن بي سي" نقلا عن بيانات "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" التابعة لوزارة الصحة الأميركية،.
وتُظهر تقديرات الوكالة أن متحور XBB.1.5 مسؤول عن 4 بين كل 10 حالات مؤكدة في الولايات المتحدة للأسبوع المنتهي في 31 ديسمبر. وهذا يمثل ارتفاعا بنسبة 20 في المئة تقريبا عن الأسبوع المنتهي في 24 ديسمبر.
وأثار ذلك مخاوف من احتمال ظهور المزيد من الحالات على الصعيد الوطني، وفق موقع أكسيوس.
وفي مقابلة مع "سي بي أس"، قالت مديرة "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" الدكتورة باربارا ماهون: "نتوقع أن يكون المتحور السائد في المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد وأن ينتشر في جميع مناطق البلاد".
وتشير بيانات بريطانية أيضا إلى أنه يمثل حالة واحدة من كل 25 حالة في المملكة المتحدة، ما يمكن أن يزيد الضغط على الخدمات الصحية الوطنية المنهكة بالفعل في فصل الشتاء.
وتقول شبكة "سي أن بي سي" أن XBB.1.5 أصبح ينتشر بسرعة في الولايات المتحدة لأنه يمتلك قدرة كبيرة على الهروب من المناعة، والالتصاق بالخلايا، بشكل أكبر من المتغيرات الفرعية الأخرى من عائلة XBB.
وتم التعرف على متغير XBB لأول مرة بالهند في أغسطس، وسرعان ما أصبحت السلالة الفرعية السائدة هناك، ثم تطورت إلى متغيرات فرعية أخرى هي XBB.1 و XBB.1.5.
وكان العلماء ومسؤولو الصحة العامة يراقبون عن كثب عائلة XBB منذ شهور لأن بها العديد من الطفرات التي يمكن أن تجعل اللقاحات بما في ذلك اللقاحات المعززة ضد أوميكرون أقل فعالية.
وقال أندرو بيكوس، عالم الفيروسات في جامعة جونز هوبكنز، لشبكة "سي أن بي سي" إن XBB.1.5 يختلف عن المتغيرين الآخرين في العائلة لأنه يحتوي على طفرة إضافية تجعله يرتبط بشكل أفضل بالخلايا.
وأضاف بيكوس: "يحتاج الفيروس إلى الارتباط بإحكام بالخلايا ليكون أكثر كفاءة في الدخول، ويمكن أن يساعد ذلك الفيروس على أن يكون أكثر فاعلية في إصابة الناس".
ونشر يون لونغ ريتشارد كاو، العالم والأستاذ المساعد في جامعة بكين، بيانات على تويتر تشير إلى أن XBB.1.5 لا يتهرب فقط من الأجسام المضادة بشكل أكبر من XBB، بل كان أفضل في الارتباط بالخلايا من خلال المستقبلات.
وحذر علماء في جامعة كولومبيا الأميركية، في دراسة نُشرت في وقت سابق من هذا الشهر في مجلة Cell، من أن ظهور المتغيرات الفرعية مثل عائلة XBB يمكن أن "يؤدي إلى زيادة كبيرة في حالات العدوى، وكذلك عودة العدوى" ويمكن أن "يضر بشكل أكبر بفعالية الللقاحات الحالية"
وفضلا عن ذلك، فإن المتغيرات الفرعية لعائلة XBB مقاومة أيضا لعقار Evusheld، وهو مزيج من الأجسام المضادة يستخدمه الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة للوقاية من عدوى كوفيد.
ووصف العلماء مقاومة المتغيرات الفرعية XBB للأجسام المضادة للتطعيمات بأنها "مثيرة للقلق".
لكن هذه التحذيرات ترافقت مع تطمينات بأنه لا يوجد ما يشير إلى أن XBB.1.5 سيسبب أعراضا أكثر خطورة من المتغيرات السابقة.
وكان خبير الأمراض المعدية، الدكتور أنتوني فاوتشي، قد حذر قبل ترك منصبه في البيت الأبيض من أن المتغيرات الفرعية لعائلة XBB تقلل المناعة التي توفرها الجرعات الإضافية.
وقال فاوتشي للصحفيين خلال مؤتمر صحفي في نوفمبر: "يمكنك أن تتوقع بعض الحماية لكن ليس الحماية المثلى".
وقال بيكوس إن XBB.1.5، أنه إلى جانب السفر في العطلات، قد يتسبب في ارتفاع الحالات في الولايات المتحدة، لكنه قال إن المعززات تمنع على ما يبدو المرض الشديد.
وأكد على ضرورة الحصول على جرعات معززة، خاصة للأشخاص الأكثر عرضة للخطر لتوفير الحماية المستمرة من الأمراض الشديدة مع هذه المتغيرات الجديدة.
وكان البروفيسور لورانس يونغ، عالم الفيروسات في جامعة وارويك قد قال لـ"ميل أونلاين" إن المتغير المتحور الجديد هو "دعوة للاستيقاظ"، ودعا إلى "تشجيع أولئك المؤهلين للحصول على جرعات تعزيزية وتوسيع دائرة المؤهلين للحصول عليها".
وتقول أكسويس إنه لا توجد معلومات عن التوقعات بسرعة انتشاره ومدى انتشاره في الفترة المقبلة، ومن غير الواضح ما إذا كانت هناك أعراض محددة مرتبطة بالمتغير الجديد.
لكن جون مور، أستاذ علم الأحياء الدقيقة والمناعة بكلية طب وايل كورنيل في نيويورك، قال لرويترز إنه يتوقع أن تبلغ الحالات ذروتها في منتصف يناير.
وقال مور: "في كل شتاءين سابقين، شهدنا ارتفاعا في عدد الإصابات بلغ ذروته في منتصف يناير ... وأتوقع أن يحدث نفس الشيء هذا العام"، لكن الفارق بين العامين الماضيين وهذا العام هو أنه لم تحدث زيادة كبيرة في معدلات الوفيات.
وقالت "سي بي أس" إن زيادة انتشار XBB.1.5 تأتي مع تسارع حالات دخول المستشفيات في جميع أنحاء الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة.
وأصبحت وتيرة دخل المستشفيات الآن أسوأ من ذروة الصيف الماضي في العديد من المناطق، لكنها لاتزال أقل مما كانت عليه خلال الشتاء الماضي.
وقالت ماهون، مديرة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها": "لا يوجد ما يشير في هذه المرحلة إلى أن XBB.1.5 أكثر خطورة. لكنني أعتقد أنه وقت مناسب حقا للناس للقيام بالأشياء التي قلناها منذ فترة طويلة وهي البحث عن أفضل الطرق لحماية أنفسهم"، مثل الحصول على جرعات تعزيز وتحسين التهوية وغيرها من إجراءات الوقاية.
وزاد القلق من هذا المتغير الفرعي، في الأسابيع الأخيرة، بعد ظهوره في العديد من البلدان الآسيوية، بينما تشهد الصين زيادة هائلة في عدد حالات أوميكرون في الوقت الحالي.
وفرضت دول مثل فرنسا وبريطانيا وإيطاليا والولايات المتحدة فحوصا على المسافرين القادمين من الصين، بعد أربعة أسابيع على قيام بكين بإلغاء سياسة "صفر كوفيد" التي كانت تشمل فرض إغلاق واجراء فحوص جماعية.
وأغرقت موجة الإصابات المستشفيات ومحارق الجثث لاسيما من كبار السن والمرضى والكثير منهم غير مطعمين بالكامل.
لكن "المركز الأوروبي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها" اعتبر أن فرض فحوص كوفيد إلزاميا على المسافرين القادمين من الصين "غير مبرر"، رغم ازدياد عدد الإصابات في الصين.
الحرة