الشهيد الطفل عياد.. سبق سنه وحقق حلمه بالشهادة

أوصى الشهيد الطفل آدم عياد (15 عاماً) من مخيم الدهيشة بمدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، بتوحيد البوصلة نحو الاحتلال.

وعثر على وصية الشهيد عياد في جيبه الصغير الذي لم يتسع لغيرها، كتبها بخط يده وبدأها بعبارة "اللهم الثبات، النصر أو الاستشهاد" وختمها بتوقيع الشهيد الحي آدم عياد.

وارتقى عياد فجر الثلاثاء بعد إصابته برصاص الاحتلال خلال مواجهات اندلعت عقب اقتحام مخيم الدهيشة جنوبي بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة.

وتفاعل نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع وصية الشهيد، مجمعين على أن الوصية تعكس وعي الشهيد بالمشهد الفلسطيني رغم صغر سنه.

وجاء في وصية الطفل عياد "كنت أحلم في الكثير من الأشياء ولكننا في بلد من المستحيل أن تحقق أحلامك فيها"، وأعرب عن سعادته وفخره بتحقيق حلمه في الشهادة، واصفاً الشهادة بالانتصار.

وأظهرت الوصية تأثر الطفل عياد بوصية الشهيد المقاوم إبراهيم النابلسي، مكرراً ما جاء على لسانه "نفسي الناس هاي كلها تصحصح".

وقال خال الشهيد محمود عياد إن "آدم كان طفلاً ولكن أفعاله كبيرة، وكان رغم مشاكسته متفانياً في خدمة أهله وأصدقائه".

وأضاف في حديثه لوكالة "صفا"، أنه كان متعلقاً ومتأثراً بصديقه الشهيد عمار مناع الذي ارتقى برصاص الاحتلال قبل نحو شهر، إذ عمله معه في صناعة الخبز، مبيناً أنه زار قبر صديقه قبل ارتقائه بساعات.

وبيّن أن آدم استمد وعيه وارتباطه بقضيته من بيئة المخيم، حيث لا يخلو منزل من أسير أو شهيد أو جريح.

وأوضح أن آدم كان يتصدر الصفوف الأولى في مواجهة الاحتلال إلى جانب أصدقائه، الذين منهم شهداء وأسرى ومصابين.

وروى عياد عن اللحظات الأولى لارتقاء آدم، إذ أبغلت العائلة بإصابته برصاصة في الصدر ونقله إلى مشفى بيت جالا الحكومي قبل نبأ ارتقائه الذي كان له وقع كبير في قلوب كل من قابل الشهيد في حياته.

وأضاف أن أدم وحيد أمه، وكان اتخذ على عاتقه الانفاق عليها وتلبية احتياجاتها، وعمل في البناء وبيع الخضار قبل التزامه العمل في الفرن إلى جانب صديقه الشهيد عمار.

وشيعت جماهير بيت لحم جثمان الشهيد الطفل أمس الثلاثاء، فيما عم الإضراب الشامل محافظة بيت لحم حدادا على روح آدم.