العلماء ينشرون نتائج دراسة بعد تشريحهم جثث 44 شخصا ماتوا بـ"كوفيد-19"
كشفت دراسة جديدة أن فيروس SARS-CoV-2 ينتشر في جميع أنحاء الجسم، ويدخل أنسجة المخ والمناطق الأخرى غير التنفسية، ويمكن أن يستمر هناك لمدة ثمانية أشهر تقريبا.
وأراد الباحثون، من خلال هذه الدراسة، تحديد موقع واستمرارية فيروس SARS-CoV-2 في الجسم. وللقيام بذلك، قاموا بتشريح جثث 44 شخصا ماتوا بسبب "كوفيد-19"، وأخذ عينات دماغ من 11 منهم.
وقال أخصائي الأمراض المعدية الدكتور دانيال تشيرتو، من المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة: "التفكير في هذا المجال كان أن SARS-CoV-2 كان في الغالب فيروسا تنفسيا". ويتحرك الباحثون الآن لتوسيع دراستهم، على أمل استكشاف العلاقة بين الأنسجة المصابة على نطاق واسع و"كوفيد طويل الأمد".
وقام الدكتور تشيرتو وزملاؤه بتحليل عينات الأنسجة من تشريح جثث 44 شخصا ماتوا جراء "كوفيد-19" ولم يتم تطعيمهم.
وأخذ الباحثون أيضا عينات مكثفة من الجهاز العصبي - بما في ذلك الدماغ - في 11 من المرضى. توم إجراء جميع عمليات التشريح بين أبريل 2020 ومارس 2021.
ومن بين المرضى الذين يبلغ متوسط أعمارهم 62.5، يمثل الرجال نسبة 70%. ويشير الفريق إلى أن 61.4% (27) من المرضى كانوا يعانون من ثلاثة أمراض مصاحبة أو أكثر (حالات أو أمراض متزامنة). وكان متوسط المدة بين ظهور أعراض "كوفيد-19" والوفاة 18.5 يوما.
وكانت اختبارات بلازما الدم لـ 38 من المرضى إيجابية بالنسبة لـ SARS-CoV-2، بينما كانت ثلاثة اختبارات سلبية. ولم تكن البلازما متاحة للثلاثة الآخرين.
وكشف تحليل أنسجة تشريح الجثث أن SARS-CoV-2أصاب وأتلف الجهاز التنفسي وأنسجة الرئة بشكل أساسي، كما هو متوقع، لكنهم وجدوا أيضا الحمض النووي الريبوزي الفيروسي في 84 منطقة مختلفة من الجسم وسوائل الجسم، بما في ذلك الدماغ والغدة الكظرية والعين والجهاز الهضمي والقلب والعقد الليمفاوية. وفي حالة واحدة تمكنوا من عزل الفيروس بعد أطثر من سبعة أشهر من ظهور أعراض المريض لأول مرة.
واكتشفوا الحمض النووي الريبوزي لـSARS-CoV-2 والبروتين في منطقة ما تحت المهاد والمخيخ لمريض واحد وفي الحبل الشوكي والعقد القاعدية لمريضين آخرين، على الرغم من أنهم وجدوا تلفا طفيفا في أنسجة المخ "على الرغم من الحمل الفيروسي الكبير".
وقال الباحثون: "لقد أظهرنا تكاثر الفيروس في عدة مواقع غير تنفسية خلال الأسبوعين الأولين بعد ظهور الأعراض".
ووفقا للفريق، فإن منهجيتهم تميز أبحاثهم عن الدراسات الأخرى. وأوضحوا: "إن تركيزنا على فترات قصيرة بعد الوفاة، وهو نهج موحد شامل لجمع الأنسجة، وتشريح الدماغ قبل التثبيت، والحفاظ على الأنسجة في الحمض النووي الريبوزي لاحقا، والتجميد السريع للأنسجة الطازجة سمح لنا باكتشاف وتحديد مستويات الحمض النووي الريبوزي لـSARS-CoV-2 باستخدام حساسية عالية".
وعلاوة على ذلك، قالوا إنهم كانوا قادرين على "عزل الفيروس في مزرعة الخلايا من أنسجة متعددة غير تنفسية بما في ذلك الدماغ، وهي اختلافات ملحوظة مقارنة بالدراسات الأخرى".
كما ساعد العثور على آثار "كوفيد-19" في جميع أنحاء الجسم الفريق على استكشاف العلاقة بين أنسجة الجسم المصابة على نطاق واسع وكوفيد طويل الأمد.
ونُشرت النتائج الكاملة للدراسة في مجلة Nature.
المصدر: إكسبريس