بوتين يعلن هدنة مؤقتة للاحتفال بعيد الميلاد وأردوغان يعرض الوساطة وأوكرانيا: هذا هو الحل
أوعز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوقف إطلاق النار في أوكرانيا، بدءا من ظهر غد الجمعة وحتى منتصف ليل السبت، للاحتفال بعيد الميلاد عند المسيحيين الشرقيين (الأرثوذوكس)، كما عرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تسهيل وساطة من أجل سلام دائم بين روسيا وأوكرانيا، في حين قالت كييف إن الانسحاب من كامل الأراضي الأوكرانيا هو الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب.
وفي بيان له اليوم قال الكرملين إن روسيا تطالب أوكرانيا بإعلان وقف لإطلاق النار والسماح للناس بحضور الطقوس عشية عيد الميلاد ويومه، وأضاف أن بوتين أوعز بوقف إطلاق النار في أوكرانيا من الساعة 12:00 ظهر الجمعة وحتى منتصف ليلة السبت.
وكان بطريرك موسكو وعموم روسيا البطريرك كيريل قد دعا جميع أطراف النزاع في أوكرانيا للإعلان عن هدنة خلال الاحتفالات بعيد الميلاد يومي الجمعة والسبت بما يسمح للناس بزيارة الكنائس وأداء صلواتهم.
ودعا كيريل إلى وقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة 12 ظهرا يوم السادس من الشهر الجاري وحتى منتصف ليل السابع من الشهر الجاري، لكن كييف رفضت الخطوة ووصفتها بأنها دعاية من شخصية ترى أنها تدعم الهجوم على أكرانيا.
لكن الرئاسة الأوكرانية رفضت دعوة الهدنة التي تقدمت بها الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية وقال مستشار الرئيس الأوكراني ميخائيل بودولياك إن الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية ليست سلطة للأرثوذوكسية العالمية وإنها من دعاة الحرب على أوكرانيا.
كما صرح مستشار الرئيس الأوكراني أندريه يارماك أن الخطة التي طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للسلام في وقت سابق، والتي تركز بشكل أساسي على انسحاب القوات الروسية من كامل الأراضي الأوكرانية بما فيها شبه جزيرة القرم، هي الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا.
وأضاف في تغريدة على تويتر أن الروس مع الوقت لا يملكون أي خيار سوى سحب قواتهم من الأراضي الأوكرانية أو خسارة عشرات الآلاف من جنودهم.
وفي الإطار ذاته دعا الرئيس الرئيس التركي اليوم نظيره الروسي إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا، مما يجعلها الأحدث في سلسلة دعوات صدرت طيلة الحرب الروسية على أوكرانيا.
وبحسب المصادر فإن أردوغان قال في اتصال مع نظيره الأوكراني إنه مستعد لتسهيل وساطة من أجل سلام دائم بين روسيا وأوكرانيا.
روسيا تهدد
على صعيد آخر حذر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف بأن روسيا ستستخدم القوة مع من يشكل تهديدا لأمنها.
وهدد مدفيديف على صفحته في تيليغرام قائلا إن الهدية الروسية للعام الجديد هي صواريخ "تسيركون" التي توجهت أمس إلى شواطئ دول حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وقال متوعدا إن هذه الصواريخ التي ستقف على بعد 100 ميل عن سواحل دول الناتو ستعيد إلى الوعي كل من يشكل تهديدا مباشرا لروسيا وحلفائها، حسب تعبيره.
وشدد مدفيديف على أن روسيا لن تغفر يوما للولايات المتحدة وأتباعها ما سماه قتل أبناء الشعب الروسي، وأنها ستتحدث إليهم بلغة القوة لأنهم لا يفهمون بطريقة أخرى، حسب قوله.
معارك محتدمة
على الصعيد الميداني، لا تزال المعارك محتدمة خاصة في باخموت حيث قالت الأركان الأوكرانية إن الجيش الروسي شن هجوما صاروخيا على مدينة باخموت ومحيطها في مقاطعة دونباس.
وتتألف منطقة دونباس من لوغانسك ودونيتسك وتعد قلب الصناعة الأوكرانية، وسيطر انفصاليون تساندهم روسيا على أجزاء منها في 2014.
وتقع باخموت على خط إمداد استراتيجي بين لوغانسك ودونيتسك، ومن شأن السيطرة على المدينة، التي بلغ عدد سكانها قبل الحرب ما بين 70 و80 ألف نسمة وتضاءل إلى ما يقرب من 10 آلاف حاليا، أن تعطي روسيا نقطة انطلاق للتقدم صوب مدينتين كبيرتين هما كراماتورسك وسلوفانسك.
ويتسم القتال هناك بالشراسة بشكل خاص مؤخرا، إذ يصفه قادة من الجانبين بأنه "مفرمة لحم".
وقال الجيش الأوكراني إن الروس يركزون على هجوم في منطقة باخموت بدونيتسك، لكن هجماتهم في أفديفكا وكوبيانسك باءت بالفشل، مشيرا إلى أن الهجمات تسببت بمقتل وإصابة عدد غير معروف من المدنيين.
وقال حاكم منطقة لوغانسك المجاورة إن القوات الأوكرانية تستعيد السيطرة على أراض هناك "خطوة بخطوة" لكنه أشار إلى أن الأمر "لا يحدث بسرعة".
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها تحرز تقدما خلال عمليات هجومية على محور دونيتسك، مضيفة أن خسائر أوكرانيا بلغت 60 عسكريا.
وأعلن حاكم مقاطعة دنيبرو، فالنتين ريزنيتشنكو، مقتل مدني وإصابة آخرين بجروح نتيجة قصف روسي استهدف مدينة نيكوبول جنوب المقاطعة.
وقال حاكم المقاطعة إن القصف الروسي استهدف تجمعات سكنية في المدينة التي تعرضت لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وبرشقات صاروخية من القوات الروسية.
كما أعلنت سلطات زاباروجيا الأوكرانية مقتل 3 مدنيين وإصابة 4 في قصف روسي جديد على إحدى قرى المقاطعة.
بدورها، ذكرت القوات الأوكرانية أن وحداتها الصاروخية نفذت هجمات وصفتها بالدقيقة استهدفت مواقع تجمع القوات الروسية ومخازن أسلحة ومراكز أنظمة دفاع جوي روسية.
وقال الجيش الأوكراني إنه يقدر أن نحو 800 جندي روسي قتلوا في اليوم المنقضي أغلبهم في القتال في دونيتسك. ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من العدد الذي يشير إلى خسائر فادحة في الأرواح في يوم واحد.
أوكرانيا تطلب دبابات
وفي خطابه المسائي عبر الفيديو أمس الأربعاء حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاء بلاده الغربيين على تزويد جيشه بالدبابات والأسلحة الثقيلة لمواجهة القوات الروسية.
من جهته الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس إن بلاده سترسل مركبات قتالية مدرعة خفيفة من طراز إيه.إم.إكس-10 آر.سي لكييف لمساعدتها في حربها ضد روسيا.
وشكر زيلينسكي في خطابه المسائي المصور ماكرون على الإعلان وقال "يرسل هذا إشارة واضحة لجميع شركائنا. ما من سبب منطقي لعدم تزويد أوكرانيا حتى الآن بالدبابات الغربية".
وأضاف أن القوات الأوكرانية خارج باخموت تلحق خسائر فادحة بالروس وإن موسكو تحشد قواتها في المنطقة.
(الجزيرة + وكالات)