الدكتور بني سلامة يشارك في تأليف كتاب صادرعن دار نشر عالمية
شارك الأستاذ الدكتور محمد تركي بني سلامة أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك بتأليف فصل ضمن كتاب حول الانتخابات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والصادر عن دار النشر البريطانية Routledge، التي تعد أضخم دار نشر في العالم في حقل العلوم الإنسانية والاجتماعية.
يحلل الكتاب الانتخابات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويتصدى إلى الافتراضات المعيارية حول الارتباط بين الديمقراطية والانتخابات. ويقع الكتاب في 476 صفحة ضمن خمسة محاور، ويتكون من 32 فصلا، وشارك في تأليفها 37 باحثا من مختلف دول العالم. يقدم المساهمون في الكتاب فصولاً توضح بالتفصيل كيف تتحدث دراسات الحالة الخاصة بهم عن الموضوع العام، وداخل البيئات القطرية الفردية. ويفصل المؤلفون مختلف الجوانب التي تسترشد بها الانتخابات كعملية في الشرق الأوسط من خلال مراعاة السياقات المختلفة التي تحدث فيها المنافسة الانتخابية، ووضعها في سياق مقارن أوسع. وترتبط نتائج هذا الكتاب بالتطورات الانتخابية العالمية.
كتاب الانتخابات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هو أول كتاب يبحث في جميع الجوانب المتعلقة بالانتخابات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ولشموليته وتحليليه المنهجي فسيكون مصدرًا رئيسيًا للطلاب والدارسين المهتمين بالسياسة والانتخابات والديمقراطية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعالم.
أما الفصل الذي شارك به الدكتور بني سلامة فيتناول موضوع تقسيم الدوائر الانتخابية في الأردن، والعوامل التي تؤثر في هذا التقسيم، فضلاً عن تحديد المشكلات المتعلقة بتوزيع الدوائر الانتخابية. ويتناول أنماط الدوائر الانتخابية، وتطور القوانين الانتخابية في الأردن، وتقسيم الدوائر الانتخابية. وتأتي أهمية الدراسة في بحثها هيمنة السلطة التنفيذية على العملية الانتخابية، لأنها ترسم الدوائر الانتخابية، وتقسمها كجزء من هيمنتها وسيطرتها على الانتخابات. ونتيجة لذلك، تظل الدوائر الانتخابية مقسمة بطريقة لا تراعي التوزيع الجغرافي للسكان، مما يؤدي بدوره إلى وجود برلمانات لا تمثل جميع شرائح المجتمع الأردني. وخلصت الدراسة إلى هيمنة السلطة التنفيذية على رسم الدوائر الانتخابية وتقسيمها كجزء من هيمنتها وسيطرتها على السياسة العامة للانتخابات، إذ أهملت عن قصد الكثافة السكانية والمعايير الجغرافية. وهكذا اتسمت العملية الانتخابية في الأردن بالهشاشة وعدم النضوج، فأدى استمرار تغيير قوانين الانتخاب والأنظمة الانتخابية وعدم عدالة توزيع المقاعد الانتخابية من ناحية، واستمرار العبث بالانتخابات من ناحية أخرى إلى فقدان العملية الانتخابية الجدوى والمصداقية، فأصبحت انتخابات بلا ديمقراطية أو حتى مشاركة شعبية واسعة. فخلال ربع قرن من إقرار قانون الصوت الواحد الذي اتخذ أشكالا متعددة، وما رافقه من تلاعب في تقسيمات الدوائر الانتخابية، نجد أن الانتخابات النيابية لم تفرز مجالس نيابية تحظى باحترام المجتمع الأردني وقبوله، فقد فشلت كل اللجان والندوات والحوارات الحكومية في التوافق على إيجاد قانون انتخاب عصري، وتوزيع عادل للدوائر الانتخابية ينص عليه القانون صراحة، ولم يتم بلورة إطار قانوني كامل يعمل على ضمان التمثيل العادل للمواطنين وضمان استقلالية ونزاهة العملية الانتخابية وتعزيز المسيرة الديمقراطية في البلاد.
وفي الإجمال، خلصت الدراسة إلى أن هذه السياسة الانتخابية التعسفية أدت إلى فقدان مصداقية الانتخابات. ولذلك، فأوصت الدراسة بالحاجة الملحة إلى تبني قانون الانتخاب الذي يحقق معايير عدالة التوزيع؛ لبناء ثقة المواطنين في البرلمان، وتقليل النسبة المئوية للأصوات الضائعة، من أجل الوصول إلى برلمان تمثيلي حقيقي.
وللدكتور بني سلامة ما يقارب 50 دراسة علمية باللغتين العربية والانجليزية منشورة في المجلات الأردنية والعربية ومجلات دولية مرموقة، مثل:
World Affairs Journalو Middle East Policyو Middle East Quarterlyو Digest of Middle East Studies و International Journal of Human Rights and Constitutional Studiesو Asian Journal of Comparative Politics.
وله مشاركات عديدة في المؤتمرات الدولية حول موضوعات الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والإسلام السياسي، والهجرة، واللجوء، وغيرها، في اليابان والولايات المتحدة الامريكية، وبريطانيا، وألمانيا، والسويد، وإيطاليا، وتركيا، والكويت، ومصر، ولبنان.
والدكتور بني سلامة حاصل على عدد من الجوائز والمنح العلمية منها مؤسسة Fulbright 1996-1998، و منحة مؤسسة Carnegie للدراسات العليا 2002، ومنحة الجمعية اليابانية لشجيع العلوم JSPS) ) 2022.
والدكتور بني سلامة خبير دولي في مشروع أنواع الديمقراطية V-Democracy، ومقره جامعة جوتنبرغ في السويد، الذي يشارك فيه أكثر من 50 عالما في السياسة من مختلف دول العالم .
ويتبوأ الدكتور بني سلامة المرتبة الأولى في معيار الاقتباسات في الباحث العلمي Google Scholar ، في تخصص العلوم السياسية على مستوى الجامعات الأردنية.
ونتيجة هذه الإنجازات أصبح الدكتور بني سلامة يتمتع بسمعة أكاديمية على مستوى دولي، وهو الامر الذي يعد إنجازا علميا كبيرا للكفاءات الوطنية الأردنية، ولاسيما عندما تتوفر لها بيئة مناسبة، وجامعات آمنة، تقودها قيادات أكاديمية كفؤة، وغايتها النهوض بالجامعات والوصول بها إلى مصاف العالمية، وقيادات بعيدة عن التعصب والشللية والأجندة الشخصية، تحفز الكفاءات وتكافئها، وتأخذ بيدها، بدلا من تهميشها واستهدافها والتضييق عليها ومحاولة إعاقة تقدمها، واشغالها بقضايا ثانوية ، فبدلا من ان يتفرغ الاستاذ الجامعي لطلبته وابحاثه ودراساته ، وخدمة مجتمعه والدفاع عن وطنه وقضايا امته، يجد نفسه مشغولا بالدفاع عن نفسه ، ويتحول الى زبون دائم للمحامين والمحاكم، بغية الحصول على العدالة والانصاف !