روسيا والمصيدة الاطلسية
واضح ان القيادة الروسية لم تحسن الحساب ولم تتوقع ردود الفعل لاكرانيا حكومة وشعبا والاخطر الحلف الاطلسي.روسيا بمواجهة جبهة قوية والاهم لديها قدرة على ادارة حرب استنزاف طويلة الامد.الروس يربحون لكن الخسارة اكبر بكثير وهذا بمعنى استراتيجي ومستقبلي.الغرب لديه قدرات تفوق بكثير قدرات روسيا.ايهما اقدر في لعبة عض الاصابع التي قد تصل حد تكسير العظم.
بحساب مجرد المعسكر الغربي اقدر في ظل روسيا عاجزة عن تفعيل مخزونها النووي.او الانتقال لمستوى الحرب الشاملة وهو خيار غير شعبي في روسيا نفسها ولن يجرؤ عليه اي قائد روسي .
على ضوء الواقع الميداني اي تسوية تفاوضية ستسجل خسائر غير قابلة للتعويض من جانب روسيا.الغرب المصر على موقع الهيمنة والتسيد مازال مصمما هلى ادامة نفوذه لاطول مدة ممكنة وهذا يعني اضعاف روسيا وتحييدها كقوة اعتراض او حتى كدولة ذات قدرة تفاوضية وازنة.
لا اعرف المخرج المتاح امام روسيا وقد علقت في المصيدة الاكرانية.والحال ان الخيارات المتاحة لروسيا لا تصب في مصلحتها وربما بات عليها ان تفاضل بين المر والامر.
صحيح ان امريكا اقل قوة كما كانت قبل عقد من الزمن لكنها ما زالت تمسك بطموح امبريالي يدفعها لتحجيم روسيا كدولة قومية طموحة هذا اذا لم نتحدث عن سعي غربي لتفكيك الدولة الروسية .
اكرانيا ستنتج عالما منهكا تأن فيه اوروبا شرقا وغربا لكن واشنطن ترى في ذلك ثمنا مستحقا لاطالة امد تسيدها العلاقات الدولية.
حتما امريكا على منحنى التراجع لكنها تدفع الى الهاوية قبلا القارة العجوز كما وصفها رامزفيلد.
اوروبا الكارهة للروس والمتعالية عليهم ليست مولعة بواشنطن لكنها تخضع مرغمة لحسابات توازن القوى القاري والدولي ومستلهمة كل ما في ماضيها من ثقافة وغطرسة عنصرية تجاه الشرق الذي ترى في روسيا اهم عناوينه الحاضرة.