يبقيها سنوات في ثلاجات أو مقابر أرقام.. جثامين شهداء يحتجزها الاحتلال الإسرائيلي و"صرخة أمهات" تطالب باستردادها

أطلقت أمهات عدد من الشهداء في الأراضي الفلسطينية حملة "صرخة أمهات" تطالب باسترداد جثامين أبنائهن الشهداء من أسْر الاحتلال الإسرائيلي الذي يبقيها سنوات في ثلاجات أو في مقابر تحمل أرقاما فقط.

وسلطت حلقة (2023/1/16) من برنامج "للقصة بقية" الضوء على معاناة عائلات الشهداء الذين يحتجز الاحتلال الإسرائيلي جثامينهم، واستمعت إلى روايات بعضها، إذ قالت إنها طالبت بجثامين أبنائها لدفنها على النحو اللائق بها.

وتحتجز إسرائيل أكثر من 370 شهيدا فلسطينيا -من بينهم أطفال- في ثلاجات أو مقابر تحمل أرقاما منذ عام 2015. ويعد الأسير ناصر أبو حميد من مخيم الأمعري في رام الله -الذي استشهد الشهر الماضي- آخر الشهداء المحتجزة جثامينهم.

ويرجع تاريخ مقابر الأرقام إلى تأسيس "دولة إسرائيل"، ولم يكشف منها إلا القليل، وتحوي هذه المقابر أيضا جثامين لشهداء عرب.

وتريد إسرائيل من "مقابر الأرقام" أن يكون الموت بداية معاناة وأداة انتقام وعقابا لأسر الشهداء وشعبهم وورقة للتفاوض والمساومة، في انتهاك للقيم الإنسانية والقوانين الدولية.

وحاول فريق برنامج "للقصة بقية" الوصول إلى إحدى مقابر الأرقام التي يفرض عليها الاحتلال الإسرائيلي ستارا من السرية والكتمان، إلا أن محاولات الفريق لم تفلح في الوصول إليها؛ إذا اعترض الجيش الإسرائيلي طريقهم ورفض وصولهم وطالبهم بالعودة فورا.

وسعى الفريق إلى التواصل مع الجيش الإسرائيلي لمنحه إذن تصوير في هذه المقابر، وتكرر الأمر مع معهد أبو كبير الإسرائيلي للطب الشرعي، حيث تشرح وتحفظ جثث الشهداء، وفيه تتواتر شهادات عن انتزاع أعضاء من أجسادهم، لكن كل المحاولات قوبلت بالرفض من قبل الاحتلال.

وتتبع برنامج "للقصة بقية" مسار استرداد جثمان مشهور العاروري بعد احتجاز دام 34 عاما، كأول جثمان يتم تحريره من قبضة الاحتلال، واستطاع توثيق لحظات تسلم والدي الشهيد يوسف أبو جزر جثمانه بعد 3 سنوات من احتجازه من قبل الاحتلال في ثلاجة.

ورافق "للقصة بقية" والدة الشهيد الأسير عبد الحميد أبو سرور التي تطالب فقط بحقها في زيارة قبر ابنها، الذي تقول السلطات الإسرائيلية إنه مدفون في مقبرة "عامي عاد" قرب طبرية شديدة التحصين، ويُمنع الاقتراب منها، الأمر الذي أفشل محاولات فريق البرنامج في تصوير المكان.

انتزاع الأعضاء
وكشف ممثل الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء عصام العاروري عن قيام السلطات الإسرائيلية بانتزاع أعضاء الشهداء الأسرى وبيع أجسادهم لمراكز طبية معنية بهذه الأمور، ومبادلة أعضاء الشهداء الأسرى من قبل معهد أبو كبير للطب الشرعي مقابل الحصول على أجهزة طبية.

وعبرت والدة الشهيد الأسير عبد الحميد أبو سرور عن حزنها الشديد من استمرار الاحتلال أسر جثة ابنها الشديد، بالإضافة إلى أبنائها الأربعة المحتجزين حاليا في السجون الإسرائيلية، ولم تخف خوفها وألمها عند فتح ثلاجة منزلها لأن الأمر يذكرها بابنها الشهيد الأسير، إذ تقول التقارير إنه محتجز في ثلاجة لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي.

المصدر : الجزيرة