هكذا تتعقب منظمة الصحة العالمية الفيروسات
قدمت مديرة إدارة التأهب للمخاطر المعدية في منظمة الصحة، سيلفي بريون، معلومات مهمة عن كيفية تعقب المنظمة للفيروسات في جميع أنحاء العالم، خلال مقابلة تلفزيونية أجرتها فيسمتا جوبتا.
وتحدثت خلال المقابلة التي ترجمها معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، عن ارتفاع الإصابة بالفيروسات، وزيادة أمراض الجهاز التنفسي خلال فصل الشتاء، وبينت كيفية مكافحة اللقاح للفيروسات وعملية تحديدة تركيبة اللقاح.
** اليوم نتحدث عن الإنفلونزا. كيف يكافح اللقاح فيروس الإنفلونزا وكيف يتم تحديد تركيبة اللقاح وكيف تتعقب منظمة الصحة العالمية فيروس الإنفلونزا في جميع أنحاء العالم.
السؤال الأول: قبل ان نتحدث عن الإنفلونزا، تحدثي الينا عن هذا الإرتفاع في أمراض الجهاز التنفسي الذي نراه وأسبابه.
الجواب: في الواقع، نشهد ارتفاعًا في فيروسات الجهاز التنفسي بجميع أنواعها مثل الإنفلونزا، الفيروس التنفسي المخلوي، وفيروس كوفيد-19، وهذه ليست مفاجأة، فنحن دائمًا نرى زيادة في أمراض الجهاز التنفسي في فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي.
لماذا ا؟ أولاً لأن معظم الأنواع الـ 175 من فيروسات الجهاز التنفسي المنتشرة تفضل الطقس البارد والرطب، يُنتج معظمها مرضًا خفيفًا، لكن بعضها مثل مثل الإنفلونزا، الفيروس التنفسي المخلوي، وفيروس كوفيد-19 يمكن أن يؤدي إلى مرض شديد يؤدي إلى دخول المستشفى والوفاة.
ثانيًا، كما انه في الطقس البارد أو الرطب يميل الناس إلى التجمع في الأماكن المغلقة في أماكن أقل تهوية وبالتالي يكونون أكثر عرضة للعدوى.
ولكن هذا العام خاص بعض الشيء، فنحن نشهد المزيد من أمراض الجهاز التنفسي أكثر من المعتاد. نعتقد أن هذه الزيادة ترجع إلى عاملين على الأقل: في خلال السنوات الثلاث الماضية، كان الناس يطبقون تدابير وقائية شخصية مثل غسل الأيدي وارتداء الكمامات والتجمعات الأقل، ولكن هذا العام في العديد من البلدان لم يعد يتم تطبيق معظم هذه التدابير الوقائية.
بالإضافة إلى ذلك، ربما فقد الناس بعض مناعتهم ضد فيروسات الجهاز التنفسي بشكل عام نظرًا لانخفاض حالات فيروسات الجهاز التنفسي في السنوات الماضية بفضل التدبير الوقائي.
السؤال الثاني: تحدثي سيلفي إلينا عن فيروس الأنفلونزا وكيف يكافحه اللقاح؟
الجواب: هناك العديد من فيروسات الإنفلونزا المنتشرة، نعرف على الأقل ثلاث عائلات كبيرة من نوع (AH1، 1AH3 ، B) والمهم أن نعرف أن هذه الفيروسات تتطور باستمرار، حيث تتكاثر في الخلايا البشرية ثم تنجب العديد من الأحفاد.
لقاح الإنفلونزا يشبه صورة عن الفيروس وصورة عن الجسم الغريب أو العدو الذي يظهر لدفاعاتنا الداخلية (الأجسام المضادة).
عندما تشاهد الأجسام المضادة الفيروس يمكنها التعرف عليه لذلك عندما الفيروس يظهر الجسم المضاد ويمكن أن يدفعه للخارج، هكذا يعمل لقاح الإنفلونزا.
ولكن بسبب التطور المستمر للفيروس نحتاج إلى تحديث تركيبة لقاح الإنفلونزا بانتظام حتى لا تكون صورة العدو التي تظهر للأجسام المضادة هي صورة الفيروس الأم الذي تم تداوله العام الماضي، بل صورة فيروسات الحفيد الأكبر التي تنتشر هذا العام.
السؤال الثالث: تحدثي سيلفي إلينا حول كيفية تتبع منظمة الصحة العالمية لفيروس الإنفلونزا في جميع أنحاء العالم وكيف تم تحديد تركيبة اللقاح.
الجواب: هناك مختبرات في 137 دولة تقوم بجمع ومراقبة فيروسات الإنفلونزا على مدار العام، ثم يتم إرسال الفيروسات التي تم جمعها على المستوى الوطني بانتظام إلى المراكز المتعاونة مع منظمة الصحة العالمية من أجل التقييم العالمي.
يجتمع الخبراء بانتظام لمراقبة الفيروس المنتشر لتقييم أي منها سائد، ثم تحديد أي منها يجب أخذها في الاعتبار للقاح، بحيث تكون صورة العدو هي أفضل صورة ممكنة لتدريب أجسامنا المضادة على مكافحة الفيروس.
يمثل هذا قدرًا هائلاً من العمل ولكن العديد من البلدان في العالم تشارك في هذه الجهود لأن الإنفلونزا هي قضية صحية عامة مهمة وتقتل ما بين (200 إلى 600) ألف شخص كل عام، مما يمثل ما يقرب من 8000 حالة وفاة في الأسبوع في المتوسط.
لذا فإن لقاح الإنفلونزا هو آمن وفعال للغاية للحماية من الأمراض الشديدة والدخول للمستشفى والوفاة ويوصى به بشدة للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل كبار السن، الذين يعانون من أمراض كامنة، وأمراض مصاحبة مثل السكري، وأمراض الجهاز التنفسي والقلب وما إلى ذلك.
يوصى أيضًا بلقاح الإنفلونزا للنساء الحوامل والأطفال الصغار، نشجع أيضًا العاملين في مجال الرعاية على التطعيم لأنهم أكثر تعرضًا للفيروس في ممارستهم المهنية ويقل احتمال إصابتهم بالعدوى عند التطعيم.