تراجع أنظمة التعليم في الأردن بفعل كورونا

دعت الأمم المتحدة إلى "إعطاء الأولوية" للتعليم، في اليوم العالمي للتعليم الذي يصادف الـ 24 من كانون الأول/يناير، بينما قال منتدى الاستراتيجيات الأردني إن تداعيات تفشي وباء كورونا "كان لها الأثر الأكبر على تراجع أنظمة التعليم" في الأردن.

وحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في بيان بمناسبة هذا اليوم، على إيجاد "نُظُم تعليمية يمكنها دعم المجتمعات المتساوية والاقتصادات الدينامية والأحلام غير المحدودة لكل متعلم في العالم".

ودعت المنظمة الدولية إلى "الحفاظ على تعبئة سياسية قوية حول التعليم ورسم الطريق لترجمة الالتزامات والمبادرات العالمية إلى أفعال. يجب إعطاء الأولوية للتعليم لتسريع التقدم نحو تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة على خلفية الركود العالمي وتزايد عدم المساواة وأزمة المناخ".

ومحليا، أشار منتدى الاستراتيجيات الأردني في بيان، إلى تداعيات تفشي وباء كورونا التي "كان لها الأثر الأكبر على تراجع أنظمة التعليم محليا وعالميًا نتيجة الإغلاقات في الفترة ما بين 16 شباط/فبراير 2020 و31 آذار/مارس 2022".

وعدد أسابيع الإغلاق الكامل للمدارس في الأردن بلغ قرابة 44 أسبوعاً، وتعتبر مدة هذا الإغلاق من الأعلى في العالم بحسب المنتدى مستندا في ذلك إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو".

ويبلغ معدّل عدد "سنوات الدراسة المعدّلة (Adjusted) حسب التعلُّم" للأردن هو 7.7 عام بحسب ما نقل المنتدى عن البنك الدولي، وقال المنتدى إن "هذا المعدّل يُعدّ من ضمن معدلات الدول المتدنية".

وفي المقابل، دعا المنتدى إلى تنفيذ المبادرات التي وردت في الخطة التنفيذية لرؤية التحديث الاقتصادي للأعوام 2023 – 2025 التي نصت على "ضرورة تحسين مرتبة الأردن في التقارير الدولية، والتوسُّع في استيعاب الأطفال دون السادسة بما يضمن جودة التعلّم والرعاية، وتحسين البنية التحتية الرقمية للتعلُّم، وتطوير المناهج والمعايير والأدلة وأدوات التعلّم والتعليم".

إضافة إلى "تحسين آليات التنمية المهنية للعاملين في قطاع التعليم العام وآليات التنفيذ، وضمان الوصول والمساواة واستيعاب جميع الفئات في التعليم العام، وتعزيز الاستثمار والشراكات مع القطاع الخاص لتحقيق تلك الأهداف".

وتحدث المنتدى عن "انخفاض في نسبة الطلاب (إلى إجمالي الطلبة) الملتحقين في المدارس الخاصة من 26.3% في عام 2015/2016 إلى 20.4% في عام 2020/2021"، "رغم ارتفاع أعداد الطلبة الملتحقين بالمدارس في الأردن من 1,899,208 في عام 2015/2016 إلى 2,177,307 في عام 2020/2021".

وبحسب وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، فقد بلغ عدد الطلبة 2.141 مليون طالب وطالبة في حين يبلغ عدد المدارس أكثر من 7 آلاف.

وعالميا، لا تتاح الفرصة للدراسة أو حتى إكمالها لقرابة 244 مليون طفل ومراهق في العالم بحسب الأمم المتحدة التي أشارت إلى أن 617 مليون طفل ومراهق "لا يستطيعون القراءة أو إجراء العمليات الحسابية الأساسية".

كما أن أقل من 40% من الفتيات في إفريقيا جنوب الصحراء استطعن إكمال التعليم الثانوي، إضافة إلى ما يقرب من 4 ملايين من الأطفال والفتيان والفتيات في مخيمات اللجوء غير ملتحقين بالمدارس، "وهو ما يعني انتهاك الحق في التعليم لكل أولئك وهو أمر مرفوض" على ما ذكرت الأمم المتحدة.

و"بدون إتاحة فرص تعليمة شاملة ومتساوية في التعليم الجيد للجميع، ستتعثر البلدان في سعيها نحو تحقيق المساواة بين الجنسين والخروج من دائرة الفقر التي تؤثر سلبا في معايش ملايين الأطفال والشباب والبالغين" وفق الأمم المتحدة.

وفي أوكرانيا تستمر الحرب هناك، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن الحرب المستمرة في هذا البلد "عطلت التعليم لأكثر من 5 ملايين طفل"، ودعت إلى زيادة الدعم الدولي لضمان عدم تخلف الأطفال عن الركب.
المملكة