الخيار الاستراتيجي العسكري ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي( ورد الصاع صاعين)
تطورات ساخنة على الساحة الفلسطينية منها ما حدث يوم أمس الجمعة من عملية فلسطينية على يد بطل فلسطيني مقدسي من حي الطور اسمه خيري علقم في القدس المحتلة ازاء عدد من المستوطنين اليهود في مستوطنة "النبي يعقوب"شمالي القدس و المقامة على اراضي بيت حنينا المقدسية، وصفت بالعملية النوعية. والتي اسفرت عن مقتل 8 أشخاص وجرح 10 جاءت هذه العملية براي الكثيرين ردا مشروعا من جميع النواحي سياسيا دينيا ووطنيا ضد مغتصب غاشم يحتل الأرض ويدنس المقدسات، وذلك بعد يوم واحد فقط من اقتحام مخيم جنين وتدميره واستشهاد تسعة من أبنائه بينهم مسنة في الستين من عمرها، وما اعقبها من ترويع للأطفال المرضى في مستشفى جنين. وبشكل متعمد. كنوع من اظهار القوى والانتقام والاذلال.
يمكن تصنيف العملية التي نفذها البطل خيري علقم، أنها عملية فردية (وان أعلنت كتائب الأقصى تبنيها للعملية ) اي أنه خطط لها ونفذها لوحده دون أي فصيل وبدليل ما أشارت اليه الشرطة الإسرائيلية، أنه لا يوجد لديه أية قيود أمنية لديها، وهو شاب صغير في العمر ٢١ عاما بمعنى قد يكون غير منطم سياسيا ولكن لديه اهم من التنظيم وهو القناعات والبطولة والشجاعة وقوة العقيدة حيث مشهد العنف الاسرائيلي ضد الفلسطينيين وبشكل يومي .ويؤكد تنفيذه للعملية انه خطط لعملية كهذه فقد أشار بعض من تعقب بروفايله على الفيس بوك باشارات كتبها قبل ايام توحي بايمانه واهمية ما يقوم به المرء وتاكيده على اهمية الأماني حيث الرضى والعطاء والقبول من الله. بقوله "لا تقلق سوف يعطيك ربك ما ترضى." وقد تحقق له ذلك لنيله الشهاده.
عملية القدس امام كنيس "النبي يعقوب" اليهودية كانت بكل ما تحمله الكلمة من معنى انتقاما وردا على كل سياسات البطش والتنكيل التي تمارسها دولة الاحتلال عبر جميع حكوماتها. وهي رسالة واضحة من الفلسطينيين على التصعيد الإسرائيلي ، اي مادام المحتل يصعد فالفلسطينيون سيصعدون، وانهم قادرون على الرد وقادرون على الدفاع عن الأرض مهما طال الاحتلال ، وانهم قادرون بأدواتهم البسيطة ان يواجهوا آلة الحرب الإسرائيلية الاستعمارية.ما حدث بالأمس رسالة أرسلها الفلسطينيون لنتنياهو ولصانع القرار الاسرائيلي والمعتدي على الفلسطينيين والمنتهك لحقوقهم ومقدساتهم... مفادها اننا لسنا ضعفاء وقادر ن على الرد حتى آخر فلسطيني. وان كل شباب فلسطين هم مشاريع شهادة ما دام اليهود يدنسون القدس وينكلون بشعب فلسطين اصحاب الأرض الحقيقيون. وهذا يعني بلغة السياسية انه على إسرائيل ان تغير من سياستها نحوهم وتحترم خياراتهم وتفكر جديا بحلول مرضية لهم وهي مرغمة ان رغبت العيش بسلام وأمان. فلهم الحق في الحياة ولهم الحق بإقامة دولتهم وعاصمتها القدس مهما طال الزمن. والرسالة الثانية ان الحل لن يكون عبر طاولات المفاوضات والغرف المغلقة بل برضوخ إسرائيل وتقديمها تنازلات حقيقية.
إن سياسة نتنياهو التصعيديه والعنصرية و اعضاء حكومته الَمتشددة سببا ودافعا رئيسيا فيما يقوم به الشباب الفلسطيني من رد فعل مشروع دفاعا عن أرضه وعرضه ومقدساته. فقد اعلن نتنياهو بعد اقتحام جنين ومجزرته فيها أن كل السيناريوهات وارده. وهذا يعني انهم يتوقعون الرد وهم من اوصلوا الفلسطينيين الي هذا السيناريو، أم انهم يتوقعون ان الفلسطينيين سيقبلون بسياسة التخاذل والهوان والسكوت على الظلم التي رضي بها العرب. هل يتوقعون منهم أن يتجرعوا مرارة الحزن والقتل والدمار والاحتلال وأن يبقوا صامتين ساكتين. من الطبيعي ان هذا امرا غير متوقع. خاصة بعد حالة الخذلان العربي وتخليهم عن البحث عن حلول للقضية الفلسطينية والقدس امام بطش اليهود وسياستهم العسكرية القمعية. فلابد لهم من التضحية والنضال للبقاء دفاعا عن أنفسهم ومقدساتها اقل ما فيها في هذه المرحلة.
اثبتت مجزرة جنين وعملية القدس في منطقة " النبي يعقوب" أن حكومة الاحتلال في ورطة سياسية حقيقية، وأنها هي السبب وراء هذه الأزمة.. بدليل الارتباك الذي وقعت به، فرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حضر بنفسه لمكان تنفبذ عملية القدس ودعا لاجتماع عاجل. في حين قطع وزير جيش الاحتلال (غالانت) زيارته للولايات المتحدة الأمريكية ودعا للتصرف بصرامة ضد منفذي الهجوم . وتصدر تعليماته لحماية المستوطنات خوفا من عمليات ميدانية أخرى. في حين أن مفوض الشرطة الإسرائيلية اعتبر حادثة القدس من أسوأ الهجمات التي مرت في السنوات الأخيرة. كما حضر وزير الأمن القومي( ابن غفير،) زعيم احد الاحزاب القومية الَمتشددة والوزير المتشدد ضد الفلسطينيين في حكومة نتنياهو الجديدة فقوبل بالاستنجان وحمله البعض السبب في حادثة القدس التي اودت ب ٨ من المستوطنين وهاجموه بهتافات ضده قائلين له بان هذه الحادثة وقعت اثناء ولايتك كوزير. حتى أنه خرج بحماية الشرطة الإسرائيلية للخلاص من المستوطنين.
ما يحدث في فلسطين اليوم وخاصة في الضفة الغربية والقدس يؤشر لمدى الوعي والحالة النضالية التي وصل إليها الفلسطينيون. كما تؤ كد وبشكل واضح على أهمية الحل العسكري والعمليات الاستشهادية ضد دولة الكيان وفي عقرها كخيار استراتيجي للحل معها، لأن هذه الدولة العنصرية لا تقبل بالحلول السلمية ولا تؤمن إلا بالعنف والغطرسة والعنصرية.. وهذه الحلول ربما وحدها هي الكفيلة بانكسار شوكتهم.