النائب الرواشدة عن بيان الخارجية: ادانة يرفضها كل من في عروقه ذرة وطنية



كتب النائب ماجد الرواشدة - 

لست أدري اين يمكن ان أجد في قاموس علم السياسة ترجمة منطقية لكلمة الإدانة التي أصدرتها بعض الجهات ضد العملية البطولية في القدس المحتلة، فقد بحثت ولكن دون جدوى، وبحثت عن معنى أكثر دقة وأكثر اقترابا من معنى الإدانة، وهو النكوص والتراجع والاستخذاء امام رغبات سياسية بعيدة عن منطق الأشياء وتسمية الأشياء بأسمائها، وأنها تضمنت قلبا للحقائق القانونية والتاريخية والإنسانية على حد سواء، فمن هو الغاصب ومن هو المعتدي؟ من هو القادم من اصقاع الأرض ليطرد شعبا بأكمله ويتحول في بضع ساعات، الى لاجئ وغريب حتى في وطنه، أصبح هو المعتدي والارهابي وذنبه الوحيد انهه يدافع عن حقه حتى المعترف به دوليا، أليست القدس واخواتها من المدن الفلسطينية أراض محتلة بقرارات دولية؟ وباعتراف عالمي بعدم شرعية الاحتلال ووجوده طيلة أعوام جعلت المعتدي هو الضحية والمعتدى عليه هو الجاني، ففي عالمنا لم يعد هناك شيء أسهل من ان تقلب الحقائق بمسميات ما انزل الله بها من سلطان، فشذاذ الافاق القادمين من وراء البحار وعلى متن مراكب ما زالت محفورة في الذاكرة، التي جاءت تحمل معها كل مشرد وضال في صورة من الإرهاب والقسر وتحت ظلال السلاح وحماية المستعمر لتخلق واقعا ديموغرافيا اقل ما يقال فيه انه قام على القهر وسلب الإرادة تحت ضغط من قوى الشر والبغض لكل من يدب على الأرض الطاهرة التي عمدها الشهداء منذ الفتح الإسلامي وما بعده، هذه الأرض ومن عليها ممن قهروا كل الغزوات وبقيت الأرض وأهلها قلاعا شامخة في وجه طوفان الظلم والاستعباد، وظلت عصية على ان ترفع الراية البيضاء مهما كلف الثمن، واخر ما كان يمكن تصوره ادانة المدافع عن ارضه وشرفه وعرضه امام عدوان ظالم بشهادة العالم اجمع، لا شك ان احدا ما لا يوافق على قتل الأبرياء المدنيين، ولكن منذ متى كان الغاصب مدنيا، منذ متى كان أبناء القردة والخنازير مسالمين مهذبين، وهل هناك شخصا واحدا في كيان غاصب ليس مسلحا وليس مقاتلا حتى نقول انه مواطن مسالم، هل ذهب ابن القدس وابن جنين وابن الخليل وابن غزة الى بولندا وقاتل مواطنيها، هل ذهب الى أواسط أوروبا ليقاتل هناك مواطني تلك الدول، ليقال عنه انه إرهابي؟ اليس هذا قلبا للحقائق؟

ان الإدانة المرفوضة من وزارة خارجيتنا لا تعبر الا عن نفسها، وهي تنكر كامل لدماء الشهداء على ارض فلسطين التي رواها الإباء والاجداد من أبناء الشعوب العربية وفي مقدمتهم أبناء الأردن الذين ما زالت شواهد قبورهم تعطي دروسا في الوطنية والحرية ورفض الخضوع، ورفض مسألة الأمر الواقع، وهل الواقع دوما هو عنوان الحقيقة، ومن هنا فإنني اعتبر كلمتي هذه ادانة للإدانة التي يرفضها كل من عروقه ذرة من الوطنية واحترام الحق والعدالة التي غابت عن شعوب هذه المنطقة، وغابت بفعل فاعل بأمر تم تدبيره بليل ضد هذه الامة وخصوصا شعب فلسطين الذي تعرض لعملية تطهير عرقي وتمييز عنصري على يد العصابات الصهيونية القادمة من وراء البحار لتخلق كيانا في خاصرة الامة، ولم يخسر الشعب الفلسطيني بموجبها فقط بل خسرت الامة العربية والإسلامية بموجبها اهم مقومات تاريخها الذي تم تزويره على يد تآلف الاستعمار مع الصهيونية، لقد كان الأولى ادانة الاغتصاب والتنكر للحقوق وتشجيع الدفاع عن الحق المستباح، بدلا من ادانة رماح الامة وراس حربتها في وجه هذا العدوان، وحسبنا الله ونعم الوكيل.