كشفت دراسة حديثة أن الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية في وقت مبكر، معرضون أكثر من غيرهم بثلاثة أضعاف، لمشكلات الذاكرة والتدهور المعرفي في منتصف العمر وعند الشيخوخة.

وبحسب الدراسة التي نُشرت في المجلة الطبية للأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، ارتبطت أمراض القلب والأوعية الدموية، بزيادة خطر الإصابة بضعف الإدراك والخرف، فضلًا عن ضعف صحة الدماغ بشكل عام في منتصف العمر ولدى المسنّين.

وخلال الدراسة التي استمرت مدة تصل إلى نحو 30 عامًا، تابع الباحثون 3146 شخصًا كانت أعمارهم تتراوح بين 18 و30 عامًا في بداية الدراسة، وبحلول نهاية الدراسة، كان متوسط تلك الأعمار 55 عامًا.

ومن إجمالي المشاركين تم تشخيص 147 حالة (5%)، بأمراض القلب والأوعية الدموية المبكرة، مثل الشريان التاجي، والسكتة الدماغية، وفشل القلب الاحتقاني.

وبعد متابعة المشاركين مدة ثلاثة عقود، خضع الجميع لخمسة اختبارات معرفية تحدد مهارات التفكير والذاكرة، وهي الإدراك العالمي، والطلاقة اللفظية، والذاكرة اللفظية، وسرعة معالجة المعلومات، والوظيفة التنفيذية.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يعانون أمراض القلب والأوعية الدموية المبكرة، كان أداؤهم أسوأ من غيرهم ممن لم يصابوا بتلك الأمراض.

كما وجد الباحثون أن أمراض القلب والأوعية الدموية المبكرة، ارتبطت بفرط كثافة المادة البيضاء في الدماغ، مما يشير إلى انخفاض سلامة أنسجة المخ.

وأجريت الدراسة بالتعاون مع كل من المعاهد الوطنية للصحة، والمعهد الوطني للشيخوخة، والمعهد القومي للقلب والرئة والدم، وجامعة ألاباما في برمنغهام، وجامعة نورث وسترن، وجامعة مينيسوتا، ومعهد أبحاث مؤسسة كايزر.

وقد أشار القائمون على الدراسة إلى أن فترة العشرينيات والثلاثينيات من العمر، هي أنسب فترة لحماية الصحة العقلية عن طريق الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، مؤكدين أن منع هذه الأمراض قد يؤخر ظهور التدهور المعرفي ويعزز صحة الدماغ طوال الحياة.

ويعاني أكثر من 57 مليون شخص من الخرف على مستوى العالم، ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى 153 مليونًا بحلول عام 2050.