الولايات المتحدة تبحث في المحيط الأطلسي عن حطام المنطاد الصيني
يعمل غواصو البحرية الأمريكية على استعادة حطام منطاد "التجسس" الصيني، الذي أُسقط قبالة سواحل كارولينا الجنوبية.
وقال ضابط عسكري أمريكي كبير سابق إنه يتوقع أن يحدث ذلك بسرعة نسبية، حتى يتمكن الخبراء من البدء في تحليل معداته.
وأسقطت طائرات مقاتلة المركبة فوق المياه الإقليمية للولايات المتحدة، يوم السبت، وتناثر الحطام على مساحة واسعة.
وتعتقد الولايات المتحدة أن المنطاد كان يراقب مواقع عسكرية حساسة.
وتسبب اكتشافه في أزمة دبلوماسية بين واشنطن وبكين، حيث ألغى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على الفور رحلة كانت مقررة إلى الصين بسبب "العمل غير المسؤول".
ونفت السلطات الصينية أن تكون قد استخدمت المنطاد في التجسس، وأصرت على أنه أداة تستخدم لرصد الطقس خرجت عن مسارها بسبب الرياح.
وقال الأدميرال مايك مولن، الرئيس السابق لهيئة الأركان الأمريكية المشتركة، يوم الأحد إنه يعتقد أن الجيش الصيني ربما أطلق المنطاد عمداً لتعطيل رحلة بلينكن إلى الصين.
وكانت زيارة بلينكن ستكون أول اجتماع رفيع المستوى بين الولايات المتحدة والصين هناك منذ سنوات.
ورفض الأدميرال مولين تبرير الصين بأنه ربما يكون قد خرج عن مساره، قائلاً إنه سهل المناورة لأنه "يحتوي على مراوح دافعة".
وأضاف "هذا لم يكن مصادفة. كان هذا متعمدا. كانت معلومات استخباراتية."
واتهم سياسيون جمهوريون الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بالتقصير في أداء واجبه بالسماح للمنطاد بعبور البلاد دون عوائق.
وقال ماركو روبيو، نائب رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، لشبكة "سي إن إن" إن هذا كان "جهدًا وقحًا" من جانب الصين لإحراج الرئيس قبل خطابه عن حالة الاتحاد يوم الثلاثاء.
وقال الرئيس الجمهوري للجنة الاستخبارات بمجلس النواب، مايك تيرنر، إن إدارة بايدن لم تدرك "إلحاح" الموقف، مضيفًا: "من الواضح أن هذه كانت محاولة من جانب الصين لجمع المعلومات، وهزيمة قيادتنا والسيطرة على أنظمة دفاعنا الصاروخية الحساسة ومواقع الأسلحة النووية ".
وأكد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، يوم الأحد أنه سيتم إطلاع أعضاء مجلس الشيوخ هذا الشهر على المنطاد وقدراته على المراقبة.
تم إسقاط المنطاد الذ حلق على ارتفاعات عالية - والذي يُعتقد أنه بحجم ثلاث حافلات - من السماء بواسطة صاروخ جو - جو من طراز سايد ويندر أطلق من مقاتلة نفاثة من طراز "إف 22"، وسقط على بعد ستة أميال بحرية قبالة الساحل الأمريكي الساعة 14:39 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (19:39 بتوقيت غرينتش) يوم السبت.
وبثت شبكات التلفزيون الأمريكية لحظة سقوط الصاروخ، حيث سقط الجسم الأبيض العملاق في البحر بعد انفجار صغير.
وسقط الحطام على عمق 14 مترًا من المياه - وهي ضحلة أكثر مما كان متوقعًا - وانتشر على مسافة 11 كيلومترا.
وقال مسؤول عسكري أمريكي في بيان، لشرح لقرار إسقاط المنطاد، إنه "بينما اتخذنا جميع الخطوات اللازمة للحماية من جمع منطاد المراقبة من جمهورية الصين الشعبية (الصين) للمعلومات الحساسة، فإن تحليق منطاد المراقبة فوق الأراضي الأمريكية كان ذا قيمة استخباراتية لنا".
وأعربت وزارة الخارجية الصينية عن "استيائها الشديد، واحتجاجها على استخدام الولايات المتحدة القوة لمهاجمة الطائرة المدنية بدون طيار".
وقالت الحكومة الصينية، في بيان مكتوب، إنها ستحمي "بحزم" حقوق ومصالح الشركة المشغلة للمنطاد وأنها تحتفظ بالحق في "القيام بمزيد من الردود إذا لزم الأمر".
ووافق بايدن لأول مرة على خطة إسقاط المنطاد يوم الأربعاء، لكنه قرر الانتظار حتى يصبح الجسم فوق الماء حتى لا يعرض الناس على الأرض للخطر.
وأوقفت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية، لفترة وجيزة، جميع الرحلات الجوية المدنية في ثلاثة مطارات حول ساحل كارولينا الجنوبية ونصحت البحارة بمغادرة المنطقة.
وتوترت العلاقات بين الصين والولايات المتحدة بسبب الحادث، حيث وصفه البنتاغون بأنه "انتهاك غير مقبول" لسيادة واشنطن.
وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون، يوم الجمعة، إن منطاد تجسس صيني ثان رُصد فوق أمريكا اللاتينية.
في اليوم نفسه، قال سلاح الجو الكولومبي إن جسمًا محددًا - يُعتقد أنه منطاد - تم اكتشافه في الثالث من فبراير/ شباط في المجال الجوي للبلاد على ارتفاع يزيد عن 55 ألف قدم.
وأضاف إنه تابع الجسم حتى غادر المجال الجوي، مشيرا إلى أنه لا يمثل تهديدا للأمن القومي.
ولم تعلق الصين علنًا على المنطاد الثاني.بي بي سي