"حرب الحمى القلاعية": خسائر بالملايين ومطالبات بمحاسبة المتسببين.. والزراعة تعد بـ(17) الف مطعوم



مالك عبيدات - قدّرت جمعية مربي الأبقار، الخسائر التي لحقت بالثروة الحيوانية في المملكة بملايين الدنانير، نتيجة انتشار فيروس الحمى القلاعية بشكل واسع، مشيرة إلى أن الارتدادات ستكون كبيرة بعد استبعاد اجزاء من القطعان نتيجة الاصابات المختلفة، إضافة إلى انخفاض كميات الحليب ونفوق العديد من الأبقار.

كما حمّل نائب نقيب الأطباء البيطريين الجهات الرسمية وعلى رأسها وزارة الزراعة مسؤولية انتشار الحمى القلاعية، نظرا لعدم أخذها بلاغات المزارعين على محمل الجد.

غباين يطالب بمحاسبة المتسببين بدخول العترة الجديدة من الحمى القلاعية

ووصف رئيس جمعية مربي الابقار الدكتور علي غباين، الاصابة بالحمى القلاعية وانتشار العترة الجديدة بأنها كارثة حقيقية نظرا لانتشار الفيروس بكافة المزارع في الظليل والحلابات والخالدية، مؤكدا ان الضربة قوية والحقت خسائر فادحة بالمربين.

وأضاف غباين لـ الاردن 24 أن الجمعية ما زالت تقوم بحصر الخسائر وطلبت من المزارعين تزويدها بأعداد الاصابات والنفوق وانخفاض نسب الحليب، مبينا أن أعداد رؤوس الابقار التي نفقت تجاوزت 200 رأس، في حين نفق أكثر من 300 من العجول، وهو ما يشكل أرقاما كبيرة بالنسبة للمربين واصحاب المزارع.

وأكد أن الفيروس من الأمراض غير السارية، وليس له أي تأثير على الانسان ولا ينقل العدوى له، كما أنه لا ينتقل عن طريق أكل اللحوم أو شرب الحليب.

وتابع غباين أننا مازلنا في حالة حرب ولا يمكن حصر الخسائر لكونها مستمرة، مبينا أن النسب العالمية تشير إلى قيام المربين باستبعاد 25-30% من القطيع بعد الانتهاء من الوباء، ما يشكل خسارة تضاف إلى الخسائر الاخرى مثل النفوق وانخفاض الحليب.

وطالب غباين الجهات الرسمية بضرورة الوقوف مع المربين والمزارعين في المملكة وعلى رأسها وزارة العمل وذلك بعدم فرض غرامات على المزارعين نظرا لعدم تجديد تصريح العمالة، ووزارة المالية بوقف تقاضي الضريبة على الاعلاف، ووزارة الصناعة والتجارة لمنح المزارعين اعلافا مدعومة، ووزارة الادارة المحلية بالسماح باستخدام المكبات طوال العام.

وقال غباين إن التسليم بتصريحات وزارة الزراعة بوجود عترة جديدة وعدم التحرك لمنع الانتشار لتفاقم الوضع، فإن الجمعية تطالب بنشر نتائج التحقيق حول دخول تلك العترة ومحاسبة المتسببين.

أبو زنيد: لو تعاملت الجهات الرسمية مع بلاغات المزارعين بجديّة لما وصلنا الى هذا الانتشار

من جانبه، قال نائب نقيب الاطباء البيطرين الدكتور غضنفر أبو زنيد، أن الوزارة بدأت تسوعب حجم المشكلة وأنها ليست عابرة، مبينا أنه تم الاعلان عن اغلاق اسواق الحلال ومنع دخول وخروج الحيوانات الى المناطق الموبوءة .

وأضاف ابو زنيد لـ الاردن 24 أن الاجراء السريع الذي يجب أن تعمل عليه الوزارة هو التقصي الوبائي في كافة انحاء المملكة والتعامل فورا مع البؤر التي تظهر بأي منطقة لحماية المجموعات الأخرى، كما يجب تشكيل غرف عمليات في كل المديريات التابعة لوزارة الزراعة.

وأكد على أهمية التعاون بين القطاع الخاص والاطباء البيطريين الموجودين في كل انحاء المملكة مع كوادر الوزارة لتطويق اي بؤرة قد تظهر، كاشفا عن أن هناك بؤرة تم الابلاغ عنها مساء أمس ظهرت في الطفيلة من خلال ابقار تم نقلها من قبل احد المزارعين من الظليل.

وشدد على أنه لو تم التعامل بجدية من قبل الجهات الرسمية مع بلاغات المربين والمزارعين لما وصلنا لهذه الحالة من الانتشار، ولتم تطويق المشكلة.

الزراعة: طلبنا مطعوما للعترة الجديدة، وادخال (17) جرعة خلال أيام

وفي ذات السياق، أكد أمين عام وزارة الزراعة المهندس محمد الحياري، أن الوزارة شكلت خلية أزمة للتعامل مع الحمى القلاعية بعد انتشارها في مزارع الظليل والخالدية، لافتا إلى أن اخر قراراتها تمثل في إغلاق اسواق الماشية ومنع دخول وخروج الحيوانات في تلك المناطق.

وأضاف الحياري لـ الاردن 24 أن نتائج المختبرات العالمية أثبتت أن هناك عترة جديدة ظهرت في المملكة تسمى "سات 2"، وتم الطلب من إحدى الشركات العالمية لتصنيع مطعوم خاص للفيروس، مشيرا أن إحدى الشركات قررت التبرع للوزارة ب 17 ألف مطعوم سيتم ادخالها خلال أيام قليلة، في حين سيتم تأمين باقي المطاعيم من قبل المزارعين من دول الجوار ايضا.

وبين الحياري أن هناك طلبا كبيرا من قبل الدول المجاورة على المطعوم بعد ظهور العترة الجديدة، الأمر الذي يشكل صعوبة لتأمينه.

ولفت أن الوزارة تعمل حاليا على منع انتشار العدوى في المحافظات الاخرى من خلال سلسلة اجراءات احترازية، مبينا أن كميات الحليب الموجودة حاليا بالاسواق كافية، ومن المتوقع أن يكون هناك نقص في حال الانتشار الواسع للفيروس.


** صور أسفل المساحة الإعلانية..