ثقافة العيب



أغلب الشباب الأردني الواعي وأعني بالشباب كلا الجنسين إناثاً وذكوراً، خرج من بوتقة ثقافة العيب التي ترسخت اجتماعياً وزُرعت لعقود في عقولهم، أصبحنا نرى عدم نظرة الشاب الأردني بمنظار ضيق قيده لعشرات السنين، إذ بدأ فعلاً بالعمل في مهن لم يكن يرضى العمل بها قبل سنوات قليلة، سواء كانت منها اليومية أو الحرفية والفنية والأشغال التي تحتاج لقوة بدنية كأعمال البناء وما يدور في فلكها.

إن الغالبية العظمى من المجتمع الأردني هي من فئة الشباب التي تشكل ما يقارب 65 % من عدد السكان، وهذه طاقة وقدرة بشرية هائلة محروم منها عدد كبير من الدول.
لا شك بأن الشباب دائما لا يُقاس ولا يُقيد بعمر بقدر التقيد في الإنجاز والعمل والطموح، ولكن اليوم في هذه المقالة أتحدث عن الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم الأربعين عاماً.
الشاب الأردني – كما يعلم الجميع – متعلم ومثقف ويمتلك مهارات يتفوق فيها على أقرانه في الإقليم إذا لم يكن في العالم، ودائما ما تولد من رحم المعاناة الإنجازات.
كما أن الأردني اليوم متفوق في مجالات عديدة منها المجال الطبي والتكنولوجي والإنساني والعلوم، وعندما يمثل بلده في أي منها والعمل في الخارج يبدع لكون أن الفرص متاحة أكثر من الداخل.
وبالعودة إلى العمل فإن ثقافة العيب اندثرت مع ارتفاع نسب البطالة والأوضاع الاقتصادية السيئة وسياسات الحكومات الغافلة عن احتياجات الشباب، واليوم نرى بأن الشباب الأردني أصبحوا عمالاً في مجالات سوق العمل المختلفة والتي تختلف عن تخصصاتهم الأكاديمية، ويعملون بجد من أجل تحصيل قوت يومهم والابتعاد عن جيوب الآباء التي جفت، لهذا يجب على الحكومات مساعدتهم ومساندتهم من خلال إيجاد بيئة حماية مساندة لهم وأهمها الضمان الاجتماعي وتعزيزها والمشاركة بتحمل نسبة تغطية تقلل أعباء الانتساب عليهم، بحيث يكون جميع الشباب منتسبين لهذه المظلة مهما كانت طبيعة أعمالهم وبذات الوقت إيجاد فرص للتأمين الصحي حتى يشكل ذلك ضمانة واستقرار لهذه الفئة.
شبابنا الأردني لديهم طاقة يجب استثمارها وتوجيهها، حيث ان البلد تفقد مبالغ طائلة نتيجة التحويلات المالية التي تقوم بها العمالة الوافدة التي أصبحت عبئاً كبيراً على اقتصادنا رغم الاحتياج لها في بعض الأوقات والظروف إلا أنه لا يوجد ما يمنع من انخفاض نسبتها لصالح شباب البلد.