حملة "حان وقت التفاح الأوروبي" تخطط لزيادة صادرات التفاح الأوروبي عالي الجودة إلى الأردن
استوردت الأردن أكثر من 30 ألف طن من التفاح الأوروبي في عام 2021 وجاء أكثر من نصفها من بولندا، لذا يعتزم مزارعو ومصدرو الفواكه الأوربيون تعميق علاقتهم التجارية وتوسيع صادراتهم للسوق الأردني، وتساعدهم في ذلك رابطة مزارعي الفواكه في جمهورية بولندا، والآن إلى نص الحوار مع السيد ميروسلاف ماليشوسكي رئيس الرابطة.
1.ما هي القيمة التجارية التي يمثلها السوق الأردني لبولندا؟ وكيف تخططون لزيادة حجمه؟
السوق الأردني واعد جدا بالنسبة لبولندا لأنه ذو قيمة تجارية عالية، حيث يتطور ديناميكيًا ويخلق وجهات نظر تنموية ممتازة لشركائه التجاريين، ونرى العديد من فرص التطوير لا سيما في تصدير التفاح الطازج وعصير التفاح المضغوط، وتنجم فرصة التوسع في الصادرات ذات المنفعة المتبادلة بسبب انخفاض صادرات التفاح من الدول المنافسة للاتحاد الأوروبي في هذا المجال مثل الولايات المتحدة وتركيا وسوريا، ولدينا طموح كبير في أن تصبح بولندا مصدراً رائداً للتفاح الطازج للأردن، ولتحقيق هذا الهدف شاركنا في حوار مع الجمعية الأردنية لمستوردي ومصدري الفاكهة ومع ممثلي السلطات، وذلك بصفتنا رابطة مزارعي الفواكه في جمهورية بولندا، ونؤمن أن التعاون مع الأردن سيمكن بولندا من تطوير العلاقات التجارية مع دول أخرى في الشرق الأوسط، وأعتقد أنه نظراً لاعتماد الأردن على استيراد ما يزيد عن 90% من المواد الغذائية، فمن مصلحة كلا البلدين تعزيز الشراكة التجارية والاهتمام بالقيمة التجارية المتبادلة، وأنا مؤمن بأن حملة "حان وقت التفاح الأوروبي" الإعلامية والترويجية ستسهم في تطوير العلاقات التجارية بين بولندا والأردن، وتعد الحملة استمراراً لمشروع تم تنفيذه سابقاً في مصر والجزائر، وأدى لزيادة كبيرة في تصدير التفاح الأوروبي، ولقد عادت حملة "حان وقت التفاح الأوروبي" في عام 2022 بنفس المهمة المتمثلة في الترويج للتفاح الأوروبي وزيادة الوعي بمعايير الإنتاج العالية التي يطبقها الاتحاد الأوروبي.
2. ما هي التحديات التي تواجه مصدري الفاكهة الأوروبيين الراغبين في تصدير التفاح إلى الأردن؟
يعرف المصدرون الخبيرون أن لكل سوق خصوصيته، لذلك من الطبيعي أن يفرض التوسع تحديات جديدة على رواد الأعمال، وبقدر ما يتعلق الأمر بالأردن، فإن الأمر له علاقة في المقام الأول بإصدار تصاريح الاستيراد أو الوقت المسموح به للأنشطة التجارية، حيث قد تحدث بعض الصعوبات في الإجراءات الجمركية، وعلاوة على ذلك، يحتاج المصدرون إلى التخطيط للمسائل اللوجستية بعناية شديدة لضمان الجودة الممتازة للبضائع في المراحل اللاحقة للتوزيع، ولكن دخول سوق جديد لا يقتصر فقط على التغلب على التحديات، ولكنه يحوي المفاجآت الإيجابية، مثل تلك الناتجة عن اكتشاف الثقافات المختلفة، فالثقافة الأردنية تجمع بين القدم والحداثة بشكل مثالي، مما يخلق فرصةً كبيرة لتوسيع الآفاق بشكل لا يتوقف على العمل فقط، كما أن التواصل مع رواد الأعمال والمستهلكين الأردنيين الملتزمين يملؤني بالتفاؤل، فالحديث معهم ممتع حيث تتحول كل محادثة إلى كنز معرفي حقيقي، خاصة فيما يتعلق بصفات السوق الأردني وتوقعات المستهلكين.
3.هل السوق الأردني من الأسواق المتأثرة من وجهة نظر الاتحاد الأوروبي بأزمة سلاسل الإمداد؟ وكيف تخططون لحل هذه المشكلة؟
بادئ ذي بدء، يجب التأكيد على أن أزمة سلاسل الإمداد كانت ذات تأثير عالمي في مرحلة ما، وساهم في ذلك تفشي وباء كوفيد 19 بالإضافة للتوترات السياسية والاقتصادية المختلفة، ومن الصعب أن تظل أي دولة محصنة ضد هذه المشكلة متعددة الأبعاد، وكان وما يزال أحد المضاعفات بالنسبة لبولندا هي تصدير التفاح إلى مصر، حيث بدأ العديد من المصدرين البولنديين في مايو 2022 في الإبلاغ عن مشاكل في مدفوعات البضائع المشحونة، فالبنك المركزي المصري يحظر صرف العملات، وهذا ما يجعل من المستحيل على المستوردين دفع ثمن البضائع، وفي ذات الوقت يتم انتهاك اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ومصر، ولكننا لم نلحظ لحسن الحظ مضاعفات مماثلة في السوق الأردني، ونعتقد بصفتنا رواد أعمال أوروبيين وكذلك بصفتنا رابطة لمزارعي الفواكه في جمهورية بولندا، أنه من المهم اتخاذ إجراءات محددة بشكل سريع لمواجهة أزمة سلاسل الإمداد، حيث تبقى الرابطة على تواصل مع رواد الأعمال ووسائل الإعلام، كما أرسلنا طلباً للجكومة البولندية للتدخل، فالاتحاد الأوروبي بأكمله يتفهم خطورة الوضع، وقد دخلت المفوضية الأوروبية في حوار مع السلطات المصرية مطالبةً بإزالة الحواجز بشكل عاجل وحث مصر على تبني نهج أفقي، فالدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تبقى موحدة في وجه الصعوبات، ولكن مع استمرار الفوضى الناتجة عن هذه الأزمة لا نتوقع الانتهاء الفوري للمشاكل، ومع ذلك فأنا مقتنع بأن الحلول المقترحة يجب أن تستند للحوار والتفاهم المتبادل واحترام الاتفاقيات التجارية الحالية، فأزمة سلاسل الإمداد، بما في ذلك أزمة بولندا ومصر، لا تؤثر على المصدرين فحسب ولكن أيضاً على المستوردين والمستهلكين، ويجب أن نتذكر أن التعاون هو الذي يبني وبفضله نمتلك جميعاً القوة.
4.ما هو ترتيب الأردن في الاستيراد من بولندا؟
تعد بولندا في الوقت الحالي، فيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي، مصدراً رئيسياً للتفاح الطازج إلى الأردن، ومع ذلك فلا ننوي التوقف عند هذا الحد بل نطمح لأن نكون الرواد بلا منازع، لأن عرضنا يلبي متطلبات الجانب الأردني، وتظهر البيانات المتعلقة بقيم التصدير نتائج جيدة لعملنا الجاد، حيث استورد الأردن في عام 2021، وفقاً لبيانات المفوضية الأوروبية، أكثر من 30 ألف طن من التفاح الأوروبي، وجاء أكثر من نصفها (16 ألف طن) من بولندا، وللمقارنة فقد استورد الأردن أكثر من 35 ألف طن من الفاكهة المنتجة في الاتحاد الأوروبي (أكثر من 17 ألف طن من بولندا) في عام 2020، وذلك على الرغم من تفشي وباء كوفيد 19، وتجدر الإشارة إلى أن الأردن لا يستورد التفاح فحسب بل أيضاً بعض السلع الأخرى المصنوعة في بولندا، وعلى الرغم من أن التفاح الطازج يأتي بلا شك في المقام الأول، إلا أن قائمة السلع المستوردة من بولندا للأردن أكثر تنوعاً، حيث يتم استيراد منتجات مثل الجبن والخبز والحلويات المختلفة كالبسكوت والرقائق والشوكولاتة.
5.ما هي معايير الزراعة والتعبئة والتخزين التي تتبعونها لضمان جودة التفاح الخاص بكم؟
تعتبر الجودة العالية للتفاح من أولويات المنتجين البولنديين والأوروبيين، حيث يجب أن يرضي المنتج النهائي العملاء الأكثر تطلباً، فالاتحاد الأوروبي لا يغض الطرف عن ذلك بل بالعكس، نحن رواد الأعمال الأوربيون نرغب في تلبية طلبات المستهلكين، ونبذل قصارى جهدنا للتأكد من تميز التفاح المنتج في الاتحاد الأوروبي بالجودة العالية والمذاق الفريد، ويتجلى ذلك في معايير الانتاج الصارمة التي تطبق في كل مرحلة من مراحل الإنتاج، بدايةً من الزراعة وحتى تقديم المنتج النهائي، وعندما يتعلق الأمر بالزراعة فإن الاتحاد الأوروبي يروج بشكل نشط وعلى نطاق واسع لعملية الإنتاج المتكامل، وهي لا تتميز فقط بالتأثير الإيجابي على البيئة الطبيعية ولكن أيضا بوجود قيود صارمة فيما يتعلق باستخدام المواد الكيميائية الاصطناعية، وهذا ما يؤدي للجودة العالية للفواكه الأوروبية، ويتم ضمان جودة التفاح الأوروبي من خلال المعايير التي تمليها لائحة المفوضية الأوروبية المفوضة لعام 2018 من حيث الحجم والنضج والعرض ووضع العلامات والتعبئة، فعلى سبيل المثال يجب تعبئة التفاح بطريقة تحميه من العوامل الخارجية بالشكل الأمثل وفقاً لمعايير التسويق، وتحدد اللوائح أيضاً بوضوح المواد المسموح باستخدامها داخل العبوة، حيث يجب أن تكون جميع أنواع الملصقات أو المطبوعات مصنوعة من حبر أو غراء غير سام، كما يحدد الاتحاد الأوروبي معايير تخزين التفاح بطريقة تمنع الفاكهة من امتصاص الروائح غير المرغوب فيها، على سبيل المثال من المنتجات المخزنة في مكان قريب، كما يتم تخزين التفاح الأوروبي في مخازن مبردة ومجهزة بأنظمة جو يمكن التحكم بها وبعوازل حرارية عالية الجودة، وذلك لضمان نضارتها وخلوها من الروائح والنكهات الأجنبية، وكل ذلك للحفاظ على الجودة العالية للتفاح الأوروبي لإبهار العملاء من مختلف أنحاء العالم بمظهرها الجمالي وطعمها ورائحتها الرائعة، فالاستمرارية التجارية للتفاح الأوروبي عالية جداً، وبالإضافة إلى ذلك، فهذه الجودة ناتجة بلا شك عن التراث الزراعي الأوروبي، حيث يرث مزارعو الفاكهة الأوربيون مزارع آبائهم، وتنتقل المعرفة المتخصصة من جيل إلى جيل، ويشرف مزارعي الفاكهة المتحمسين الذين يعتنون بمزارعهم بعناية على الزراعة، علاوة على ذلك، يدير معظم رواد الأعمال في بولندا مزارع فواكه صغيرة نسبياً، وبفضل ذلك هم قادرون على تكريس أنفسهم للعناية بزراعتهم بالتزام كامل، وهذا ما يعرف بالجودة الحقيقية.
6.كيف استفادت حملة "حان وقت التفاح الأوروبي" من زيارتك الأخيرة للأردن؟
قمت بزيارتي الأخيرة للأردن في سبتمبر 2022، عندما شاركت مع وفد من ممثلي صناعة الفاكهة البولندية في معرض هوريكا، وكونت العديد من المعارف من خلال لقاءات عديدة مع رواد الأعمال المحليين، كما عدت لبولندا بالكثير من الأفكار لتطوير العلاقات التجارية، وبالنسبة لتأثير هذه الرحلة على حملة "حان وقت التفاح الأوروبي"، فلقد أثرتني زيارتي للأردن بلا شك بفهم أفضل للسوق الأردني، وبفهم خصوصيته واحتياجاته، ورؤية العلاقات التجارية بأكملها من وجهة نظر رواد أعمال ومستلهكي الأردن، وأرى الآن بوضوح الاتجاه الذي يجب أن تسلكه الأنشطة الترويجية للحملة، وأثق أن بفضل هذا ستكون حملتنا ناجحة ومفيدة لكل من المصدرين البولنديين ومستوردي ومستهلكي الأردن.