بسبب “إجابة خاطئة”.. غوغل يتكبد خسائر جسيمة

تكبدت أسهم ألفابت الأميركية (المالكة لـ غوغل) خسائر حادة في جلسة الأربعاء بعد أن قدم برنامجها الجديد للذكاء الاصطناعي "براد” إجابة غير صحيحة في إعلان عبر الإنترنت.

 
وهوى "ألفابت” بأكثر من 7 بالمئة في ختام جلسة الأربعاء، مع تزايد المخاوف بشأن مستقبل أعمال البحث للشركة بعد خطط طموحة من المنافسين.

وخسرت القيمة السوقية للشركة حوالي 91 مليار دولار في جلسة واحدة من 1.372 تريليون دولار إلى 1.281 تريليون دولار.

وكان سهم ألفابت أكبر مؤثر على المؤشرين ستاندرد آند بورز 500 وناسداك في البورصة الأميركية إذ هبطا في ختام جلسة الأربعاء بأكثر من 1 بالمئة.

وأعلنت "مايكروسوفت” أمس أنها ستقوم بتحديث محرك البحث الخاص بها "بينغ” ليدعم الذكاء الاصطناعي، مع إجابة أسئلة المستخدمين وإجراء محادثات معهم.

وكانت غوغل قد أعلنت الأربعاء أنها ستقوم قريبًا بإدخال الذكاء الاصطناعي في نتائج البحث.

وعن الخطأ الذي حدث مع "بارد” أشار عاصم جلال، استشاري العلوم الإدارية وتكنولوجيا المعلومات لدى G&K، في حديثه لـ "اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إلى أن هذا النوع من الأخطاء يعد مفهوما ومتوقعا في مجال الذكاء الاصطناعي، ويوجد عدة أمثلة منشورة لأخطاء مشابهة لمنصات أخرى مثل ChatGPT، حيث تعتمد دقة مخرجات منصات الذكاء الاصطناعي على دقة المصادر التي توفر للمنصة بغرض التعلم منها وفي ظل توفير ملايين من المصادر فمن الطبيعي أن يكون بعضها غير دقيق أو خاطئ لذا وجب إيجاد عامل بشري أو أسلوب لإعادة التحقق من المخرجات.



وعن أهمية الذكاء الاصطناعي، يرى جلال،إنه يمكن الشركات من تحقيق إنتاجية أعلى بتكلفة أقل كما يمكنهم من توقع بيانات مستقبلية نمطية من خلال تحليل كمية هائلة من بيانات سابقة، والأهم من ذلك التعلم المستمر طوال فترة استخدامه مما يزيد من دقة مخرجاته مع الاستخدام.

وبالحديث عن التنافسية الشديدة بين عمالقة التكنولوجية في مجال الذكاء الاصطناعي، أكد جلال لـ "اقتصاد سكاي نيوز عربية”. أن التنافسية الشديدة كانت نتيجة حتمية للنجاح الغير مسبوق لمنصة ChatGPT والتي لفتت انظار العامة قبل الخاصة لقدرات الذكاء الاصطناعي وأثره على مستخدم الانترنت العادي – فلطالما ساد الاحساس أن الذكاء الاصطناعي يستهدف الأعمال والشركات والتطبيقات الخاصة فقط.

حرب شرسة بين العمالقة
أشعل تطبيق "ChatGPT”، الذي أطلقته شركة "OpenAI” الأميركية، في نوفمبر الماضي، حربا بين شركات التكنولوجيا العملاقة، في إطار السباق بينها على امتلاك أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.

"تشات جي بي تي”، وهو روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي، حقق نجاحا كبيرا وجذب ملايين المستخدمين في وقت قصير، وهو ما دفع البعض للحديث عن تهديده لمحرك البحث الأشهر في العالم "غوغل”.

وعلى الرغم من انتشار الذكاء الاصطناعي منذ فترة طويلة، وظهور بعض التطبيقات الشبيهة، إلا أن "تشات جي بي تي”، أثار دهشة كبيرة، بسبب جودة الإجابات التي يوفرها بناء على المعلومات المتاحة لديه، وقدرته على إنشاء محتوى مترابط ومبتكر ومقالات متخصصة، حتى أنه يكتب الشعر والنكات، وذلك من خلال الإجابة على أسئلة المستخدمين بطريقة أشبه بردود البشر، بخلاف "غوغل” الذي يعمل من خلال آلية تقدم نتائج بحث متناثرة من مواقع مختلفة.

ومنذ الإعلان عن روبوت "تشات جي بي تي”، تتسابق شركات التكنولوجيا العملاقة، للإعلان تطوير منتجاتها وتعزيز قدرتها في استخدامات الذكاء الاصطناعي من أجل تأكيد هيمنتها على هذه التكنولوجيا سريعة النمو، والتي تقدم نصوصا وصورا وغيرها من وسائل الاتصال استجابة لأوامر قصيرة.

مايكروسوفت
كشفت "مايكروسوفت”، هذا الأسبوع، عن إصدارين جديدين من محرك البحث على الإنترنت "بينغ” ومتصفح الإنترنت "إدج”، مدعومين بأحدث تكنولوجيا من شركة "أوبن إيه آي” (OpenAI)، التي طورت تطبيق "تشات جي بي تي”، والمدعومة من "مايكروسوفت”.

إعلان "مايكروسوفت” يأتي في إطار سعي الشركة لأن تحرز تقدما على حساب عملاق البحث على الإنترنت "غوغل”، بأن تصبح الأولى في تقديم خدمة تفاعلية تشبه المحادثة في الاستجابة لأسئلة متصفحي الإنترنت وإنشاء المحتوى.

وتعتبر "مايكروسوفت” من الداعمين لشركة "أوبن إيه آي”، حيث استثمرت فيها مليار دولار في جولتي تمويل عامي 2019 و2021، كما تعتزم استثمار 10 مليارات دولار إضافية في الشركة لتعزيز التكنولوجيا الخاصة بها.



ومن خلال العمل مع شركة "أوبن إيه آي” الناشئة، تهدف "مايكروسوفت”، صاحبة نظام التشغيل (ويندوز)، إلى تخطي منافستها في وادي السيليكون وربما حصد عوائد هائلة من أدوات تسرِع بشكل عام إنشاء المحتوى وإنجاز المهام آليا، إن لم يكن الوظائف نفسها.

"بايدو” الصينية
كشفت شركة "بايدو” الصينية التكنولوجية العملاقة، الثلاثاء، عن إطلاق أداتها الخاصة القائمة على الذكاء الاصطناعي ضمن مرحلة تجريبية.

وبايدو هي أكبر شركة صينية تتولى حتى الآن تصميم روبوت محادثة مشابه لـ”تشات جي بي تي”.

وأشارت ناطقة باسم "بايدو” إلى أن الشركة "يُفترض أن تُنهي الاختبارات الداخلية” لبرنامجها في مارس، موضحة أن الأداة المُسماة "أرني بوت” ستُتاح بعد ذلك "على نطاق واسع” في موعد لم يجر تحديده بعد.