قصة صورة الأب التركي المكلوم التي هزّت مشاعر العالم
صور وفيديوهات كثيرة يتم تداولها على وقع المآسي جراء زلزال تركيا وسوريا المدمر خاصة مع وجود الآلاف تحت الأنقاض وتضاؤل آمال العثور على ناجين، لكن صورًا وحكايات بعينها تظل عالقة في الأذهان. ونشرت وكالة الأنباء الفرنسية قصة صورة الأب التركي المكلوم التي هزّت مشاعر العالم، فقد كان مصورها آدم ألتان يعمل أمام مبنى منهار عندما رأى رجلًا جالسًا قرب الأنقاض في ولاية كهرمان مرعش، مركز الزلزال الذي أودى بأكثر من 16 ألفًا في تركيا وحدها حتى الآن. لم يكن أي فريق إنقاذ قد وصل إلى الموقع، الثلاثاء الماضي، غداة وقوع الكارثة، وكان السكان يحاولون إزالة الأنقاض بأنفسهم لإنقاذ أحبائهم. ظلّ الرجل الذي يرتدي سترة برتقالية ساكنًا وسط الاضطرابات، غير مبال بالمطر والبرد. لاحظ حينها آدم ألتان أن الرجل الذي يبعد 60 مترًا عنه كان يمسك بيد ممتدة من بين الأنقاض. بدأ حينها بتصوير المشهد: أب يمسك بيد طفلته الميتة دون أن يتركها، وسط الأنقاض والدمار. التقط ألتان الصور بينما راقبه الرجل الذي همس له بصوت مرتجف "التقط صورًا لطفلتي”. ترك الأب يد ابنته التي لم يرغب في إفلاتها للحظة ليوضح للمصور المكان الذي ترقد فيه ابنته البالغة من العمر 15 عامًا، قبل أن يسارع إلى إمساكها مجددًا. يقول آدم ألتان "لقد تأثرت كثيرًا في ذلك الوقت. اغرورقت عيناي بالدموع. ظللت أقول لنفسي (يا إلهي، هذا ألم لا يطاق)”. ثم سأل المصور الرجل عن اسمه واسم ابنته، وأجابه الأب مسعود هانسر "ابنتي إرماك”. يقول المصور "تحدث بصعوبة، بصوت منخفض للغاية. كان من الصعب طرح مزيد من الأسئلة عليه، فقد طلب السكان من حوله من الناس التزام الصمت حتى يتمكنوا من سماع أصوات الناجين المحتملين المحاصرين تحت الأنقاض”. انتشرت الصورة في وسائل الإعلام حول العالم، وكذلك على مواقع التواصل حيث تشاركها مئات آلاف المستخدمين المصدومين من آثار الزلزال. ويقول آدم ألتان أنه تلقى آلاف الرسائل من أنحاء العالم تعبّر عن التضامن مع حزن الأب المفجوع. وأضاف "أعتقد أنها صورة سترسخ في ذاكرتي. أخبرني كثيرون أنهم لن ينسوا هذه الصورة أبدًا، وأنا منهم”. وارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال في تركيا إلى 16546 قتيلًا وأكثر من 66 ألف مصاب، وفي سوريا إلى 3317 قتيلًا وأكثر من 5 آلاف مصاب.