وكذلك أَخْذُ رَبِّكَ
مع قسوة البرد والظروف القاسية وقلّة العمل، بالكاد يستطيع ذلك الرجل ذو المعطف الأصفر أن يُؤمّن قوت يومه وأبنائه، حتى يتمكّن من دفع أجرة المنزل الذي يسكنه.
وقبل الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا بثلاثِ ليالٍ سويّا، عاد ذو المعطف الأصفر إلى بيته ليجد أولاده والبرد يصفعهم خارج المنزل مع متاعهم، مطرودين من صاحب المنزل لعدم دفع الأجرة منذ ثلاثة أشهر.
ووفق رواية صاحب المعطف وهو أحد الناجين السوريين من الزلزال المدمّر، فقد شاءت الأقدار أو كما وصفها بلسانه "من قلب المُصيبة تنبع النُكتة" أن يُحطَّم المنزل الذي طُرد وأهله منه، فيُدبّر بعدها خيمةً من خيوطٍ، تُشابه بيت العنكبوتِ إذا قارنتها بالخرسانة الاسمنتية والحديد والطوب!.
لم تنتهِ الرواية هُنا بأنّ الله أنجاه وأهله من الحُطام والفجيعة فحسب؛ بل آوى إليه من طرده من منزله ليستضيفه في خيمته، حيث لا يوجد هُناك سلّم ولا درجات، لا نافذة ولا ستارة، إلّا سترًا من الله ورحمته.
نشر الرجل قصّته مصوّرةً في خيمته وبين جناحي معطفه الأصفر يحتضن أولاده وأمامهم مدفأةٌ يكاد منظرها فقط يشعرني بأنّ البردَ مُجرّد إشاعة أو وهم تربّينا عليه.. ويُومئ أخيرًا صوب ضيفه صاحب المنزل، ويقول أنّه لا يُعيّره أو يشمت به، فهي على قوله "نكتة" ومن عجائب القدر.. ويختم قوله بعبارة: لا تكبر، الله أكبر.. والحمدلله.
الله أكبر، اللهم لك الحمد، اللهم حسن الختام