مسلسلات الـ15 حلقة في رمضان 2023.. وصفة تجارية أم ثراء وتنوع؟

بدأت الحملات الترويجية والدعائية للمسلسلات التي تشارك في سباق موسم الدراما الرمضاني 2023.

وتسيطر على قائمة الأعمال التي تقرر عرضها بمصر، مسلسلات الـ15 حلقة، ومن أبرزها مسلسل "تحت الوصاية" بطولة النجمة منى زكي، ومن إخراج محمد شاكر خضير، ومسلسل "علاقة مشروعة" ويجمع بين النجم ياسر جلال والفنانة مي عمر.

 وتضم قائمة الـ15 حلقة أيضا المسلسل الاجتماعي الكوميدي "الصفارة" من إخراج علاء إسماعيل، ويشارك في بطولته أحمد أمين، وطه دسوقي، وآية سماحة، وحاتم صلاح، بجانب مسلسل "حضرة العمدة" الذي يناقش دور المرأة في المشهد الاجتماعي، والجزء الثاني من مسلسل رمضان كريم، بطولة النجوم سيد رجب، وسلوى عثمان، وصبري فواز، بالإضافة لمسلسل "عودة البارون" الذي يعيد الفنان مصطفى فهمي لدراما رمضان بعد سنوات غياب طويلة، كما يلتقي النجمان خالد الصاوي وطارق لطفي في مسلسل قصير يحمل عنوان "مذكرات زوج" ويشاركهم هذه التجربة رنا رئيس، ونور خالد النبوي، والعمل من إخراج تامر نادي.



ويعرض في رمضان 2023 مسلسل "كشف مستعجل" بطولة مصطفى خاطر، ومحمد عبد الرحمن، ومن إخراج شادي الرملي.

سيطرة الأعمال القصيرة على موسم رمضان 2023، دفعت قطاعا عريضا من الجمهور للتساؤل عن الأسباب، هل الهدف إحداث حالة من الثراء والتنوع، أم هي وصفة تجارية تهدف للربح..

في الموضوع تحدث الناقد المصري أحمد النجار لـ"العين الإخبارية" قائلا: "بات من الطبيعي الرهان على الأعمال التي تتكون من 10 أو 15 حلقة، بعد نجاح الأعمال القصيرة المعروضة على المنصات الرقمية، فقد أدرك صناع الدراما أن مسلسلات الـ30 حلقة يغلب عليها المط والتطويل، وتشكل عبئا كبيرا على الجهة المنتجة، بالإضافة إلى أن إيقاع الدراما أصبح سريعا مثل إيقاع الحياة".



ويؤكد النجار أن هناك عوامل كثيرة شجعت على انتشار هذه المسلسلات منها، حماس النجوم للفكرة باعتبارها تؤدي إلى التنوع والثراء الفني، ووجود فرصة للعرض في التليفزيون، وأضاف: "وتساعد هذه النوعية من الأعمال على جلب شركات الإعلان، وفي الماضي كانت توجد أعمال تتكون من 7 حلقات وتحمل اسم (السباعية) وكان هناك أيضا السهرة التليفزيونية، لكن هذه الفئة اختفت مع التطور الزمني، وأتوقع ان تعود مجددا بقوة".

ويرفض السيناريست مجدي صابر، وجهة النظر التي تفسر الاتجاه إلى مسلسلات الـ15 حلقة، بأنها إفلاس في الأفكار وفقر في الكتابة قائلا: "بكل تأكيد ليس إفلاسا، ولكن هناك مثل مصري يقول (اطبخي يا جارية.. كلف يا سيدي) الكاتب يعرف جيدا أن ما يكتبه سيكون طويلا أو قصيرا، وأتصور أن ما أدى إلى انتشار هذه المسلسلات، ظهور المنصات التي روجت لها، وهي أيضا التي تطلب هذه النوعية من الكتاب، وتعد هذه المسلسلات وصفة تجارية وفنية جيدة، لأن ظهورها يجلب المعلنين، ويساعد على إتاحة الفرصة للفنانين للعمل، وهذا يحدث ثراء وحراكا في المناخ الفني".



ويرى الناقد المصري نادر ناشد أن الفكرة جيدة، وتساهم في إنعاش مناخ الإبداع الفني قائلا: "يبدو أن المسؤولين عن الإنتاج الدرامي قد بدأوا في تصحيح واحد من أهم عناصر الإبداع التليفزيوني، وهو تقليص عدد حلقات المسلسل الواحد إلى 15 حلقة، ولعلها من الإنجازات التي يمكن أن ترتقي بالشكل الفني بعد ان صار الحوار مليئا بالثرثرة والمتاهات والتكرار الممل".



وأوضح نادر ناشد لـ"العين الإخبارية": "المسلسلات القصيرة ظهرت في بدايات البث التلفزيوني فقد كان التقليد السائد هو أسلوب السباعية، أي مسلسل السبع حلقات، وكان هذا التقليد في المسلسل الإذاعي أيضا، ومع بداية سنوات السبعينيات من القرن الماضي انتشرت مسلسلات تحتل شهر رمضان كاملا، ثم مع انبهار الناس بالمسلسلات التركية، اتجه المنتجون لتقليدهم وبدأت مرحلة أخرى من مط الحلقات، الأمر الذي أثر على المحتوى الدرامي، باستثناء القليلين من كتاب الدراما أمثال أسامة أنور عكاشة ومحمد جلال عبدالقوي وغيرهما، وغير ذلك ساد كم من التفاهة حتى في أعمال السيرة الذاتية، أغلبها تحول إلى حشو على حساب الشخصيات وأفقد المحتوى مصداقيته".

وتابع: "عودة المسلسلات إلى تقليدها القديم من حيث عدد الحلقات، يصب في صالح الدراما، وقد يكون الحصاد في شهر رمضان 2023 إيجابيا ومبشرا بروح جديدة نترقبها من زمن طويل".