النساء أكثر غضبا من الرجال.. لماذا عليك أن تقلق إذا توقفت المرأة عن الصراخ؟

يفترض ظاهريا أن الرجال أكثر غضبا من النساء ولكن وفقا للدراسات ونتائج الاستطلاعات فإن هذا غير صحيح. فقد وجدت الأبحاث أن النساء يعانين من الغضب بشكل متكرر وشديد مثل الرجال.

وأشارت دراسة أجراها علماء في جامعة جنوب غرب ولاية ميزوري بالولايات المتحدة، وشملت 200 رجل وامرأة، إلى أن النساء كن غاضبات بنفس القدر مثل الرجال. ولكن الاختلاف الرئيسي بينهما تمثل في أن الرجال لا يمكنهم احتواء غضبهم بفاعلية عندما طلب ذلك منهم في مقابل أن النساء كن أكثر قدرة على التحكم في ردود الفعل الاندفاعية الفورية للغضب.

ووفقا لصحيفة "غارديان" (The Guardian) البريطانية، فإن البعض أرجع تفسير هذه الاختلافات بين الجنسين للاختلافات الأساسية في بيولوجية الدماغ. فقد وجدت دراسة أجراها روبن وراكيل غور في كلية الطب بجامعة بنسلفانيا، أنه في حين أن اللوزة الدماغية لها نفس الحجم عند الرجال والنساء فإن المنطقة الثانية التي تسمى القشرة الأمامية المدارية والتي تشارك في السيطرة على الدوافع العدوانية تكون أكبر بكثير عند النساء. وبالتالي ربما يساعد ذلك في كون النساء قادرات على السيطرة على غضبهن أكثر من الرجال.

النساء يزددن غضبا مع الوقت
على الجانب الآخر، وجد تحليل أجرته شبكة "بي بي سي" (BBC)، لـ10 سنوات من البيانات المتوفرة من استطلاع غالوب العالمي، أن النساء يزددن غضبا مقارنة بالرجال. ويقوم استطلاع غالوب كل عام على رصد أكثر من 120 ألف شخص في أكثر من 150 دولة يُسألون من بين أمور أخرى عن المشاعر التي شعروا بها خلال اليوم السابق.

وعندما يتعلق الأمر بالمشاعر السلبية خصوصا الغضب والحزن والتوتر والقلق، فإن النساء يُبلغن باستمرار عن مرورهن بهذه المشاعر أكثر من الرجال.

أما عندما يتعلق الأمر بالغضب والتوتر، فإن الفجوة بين النساء والرجال تأخذ في الاتساع. ففي عام 2012، أبلغ كلا الجنسين عن الغضب والتوتر بمستويات مماثلة. وبعد 9 سنوات، أصبحت النساء أكثر غضبا بهامش 6 نقاط مئوية وأكثر توترا أيضا. وكان هناك اختلاف خاص في وقت انتشار وباء كوفيد-19.

ونقلت شبكة "بي بي سي" عن الطبيبة النفسية لاكشمي فيجاياكومار قولها إن زيادة غضب النساء على مر السنين هو نتيجة التوترات التي ظهرت مع تزايد عدد النساء المتعلمات والموظفات المستقلات اقتصاديا، مع تقيدهن في الوقت نفسه بالأنظمة الأبوية والثقافة القديمة. وأشارت إلى أن "التنافر بين النظام الأبوي في المنزل والمرأة المتحررة خارج المنزل يسبب الكثير من الغضب".

وترى الطبيبة أن "الرجال يرتاحون أكثر من النساء فهم يذهبون إلى المقهى ويدخنون. أما النساء فيسارعن إلى الحافلة أو محطة القطار وهن يفكرن في ما يجب طهيه".


قد تصرخ الزوجة لأنها محبطة أو بسبب الإجهاد أو سلوك الزوج أو شجار مع صديقة (بيكسلز)
لماذا تصرخ النساء؟
الصراخ هو أحد أكثر أشكال التعبير عن المشاعر حدة، وعادة يحدث عند الشعور بالغضب الشديد. وعندما تصرخ المرأة يجد الرجال أنه موقف مثير للاشمئزاز للغاية لا ينبغي التسامح معه. وفي حين قد تسمع المرأة زوجها يقول "لست مضطرة للصراخ في وجهي". إلا أن ما يُخفق الرجل عادة في فهمه هو أن المرأة تصرخ عندما تغضب من فعل متكرر وغير سار وغير مقبول على الإطلاق تم تتحدث عنه بهدوء.

تقول جينيت أزكونا من هيئة الأمم المتحدة، لـ "بي بي سي"، "أنت بحاجة إلى الصراخ والغضب لتغيير الأمور وجعل الناس ينتبهون ويستمعون". إضافة إلى ذلك، فإنه غالبا ما يؤدي العجز أمام موقف مسيء تماما إلى قيام النساء بالصراخ.

لماذا تصرخ زوجتك؟
وفقا لموقع "ماريج" (Marriage)، فإنه على الرغم من أن الصراخ في العلاقات الزوجية أمر خاطئ، إلا أن هناك بعض الأسباب الشائعة التي تجعل الزوجة تصرخ في وجه زوجها، وهي:

الشعور بالإحباط، قد تصرخ زوجتك في وجهك لأنها محبطة، ويمكن أن يكون ذلك بسبب الإجهاد أو سلوك الزوج أو شجار مع صديقة وما إلى ذلك.
لا أحد يستمع إليها، من الضروري في الزواج أن يستمع كلا الزوجين للآخر، إذا كان لدى زوجتك مشكلات وتشكو من شيء فيجب أن تفهم وجهة نظرها وأن تُظهر أنك سمعتها. وإلا فإنها قد تلجأ إلى الصراخ كطريقة للتعبير إذا شعرت أنك تسمع بغير اهتمام.
الشعور بالضغط، ربما تصرخ زوجتك لأنها متوترة. فالتوتر مصدر قلق كبير ناتج عن المواقف الصعبة ومحفز للصراخ. ويمكن أن يكون الضغط الذي تتعرض له زوجتك ناتج عن ظروف العمل أو الأنشطة البدنية الشاقة أو الكثير من الأعمال المنزلية أو رعاية الأطفال.
الزوج لا يساعد بالمنزل، تبدو الأعمال المنزلية سهلة للأفراد الذين لا يشاركون فيها فقط. لذا، إذا كانت زوجتك هي التي تقوم بالأعمال المنزلية كل يوم ولا تحاول مساعدتها فقد يؤدي ذلك إلى الإحباط والغضب ثم الصراخ عليك.
الغضب المكبوت، وهذا يعني الغضب الذي تم حجبه ولم يتم التعبير عنه تعبيرا مناسبا. ويحدث هذا عادة عند ظهور مشكلات وتنتظر حلها. إذا لاحظت أن زوجتك تغضب بسبب أمور بسيطة فهذا لأنها مستاءة من الأمور السابقة التي لم يتم حلها.
مقاطعتها أثناء التعبير عن نفسها، أحد أفضل النصائح للاستماع الفعال هو السماح للشخص الآخر بالتحدث دون مقاطعته. فإذا شعرت زوجتك أنك تمنعها من التعبير عن نفسها بشكل مناسب فقد تغضب وتصرخ عليك.
حينما تكذب عليها، إذا اكتشفت الزوجة أن الزوج يكذب عليها فقد تصرخ في وجهه.
الخلفية الثقافية، عندما تصرخ الزوجة على زوجها باستمرار، فقد يكون السبب أن والديها كانا يتعاملان مع بعضهما البعض بطريقة مسيئة. وهي ترى ذلك طريقة معتادة للرد على المواقف الخارجة عن إرادتها.
تعاني مشكلة مالية، إذا كان المال ضروريا لزوجتك ولا يمكنها جني ما يكفي منه فقد تصاب بالإحباط ومن ثم تصرخ في وجهك.

عندما يتعلق الأمر بالمشاعر السلبية خصوصا الغضب فإن النساء يُبلغن عن مرورهن بهذه المشاعر أكثر من الرجال (بيكسلز)
ماذا تفعل حينما تصرخ زوجتك؟
لا ترد الصراخ بالصراخ لأن ذلك لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأمر وجعله غير قابل للحل. بدلا من ذلك، حافظ على هدوئك ويمكنك المشي لتهدأ من تأثير الصراخ.

يمكنك التواصل معها بعد ذلك عندما تهدأ وسؤالها عن سبب غضبها. لا توجه اللوم إليها كذلك ولا تنصحها، وعندما تصرخ، فقط استمع إليها. وتحمل المسؤولية واعتذر إذا كنت قد أخطأت في حقها وأظهر تفهمك لما تشعر به لأنه لا يوجد إنسان عاقل يصرخ في شخص آخر بدون سبب.

احترس عندما تتوقف النساء عن الصراخ
ويذكر موقع "هاب بيجيز" (Hubpages)، أنه يمكن استخدام الصراخ كعلامة تحذير لإخبار الرجال بما تفكر فيه النساء. وعندما تصل المرأة إلى نقطة لا يمكنها فيها التحمل فإنها تصرخ ولكن عندما لا يصبح ذلك مفيدا فإنها عادة ما تتوقف عن الصراخ وتبكي بصمت. لذلك يجب على الرجال أن يحذروا عندما تغير المرأة موقفها.

أما عندما تتوقف المرأة عن الصراخ وعن البكاء، فهذا يعني أنها في مرحلة مختلفة تماما، ستجدها وقد سئمت من الأشياء التي لم يتم حلها، وأخيرا أدركت أن الصراخ ليس كافيا في إشارة إلى إحباطها. أما عندما تصل إلى نقطة تجدها فيها تبتسم عندما تخذلها، فهذا بالتأكيد علامة على الاستسلام وربما الذهاب بلا عودة أو الاستمرار معك بدون مشاعر.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية