فترة رئاستي للجنة السياسية
اثناء التحضير لانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في غزة في العام 1996 م تمت إضافتي لعضوية المجلس ضمن قائمة حركة فتح بدلا من المرحوم "خطاب" عزّت ابو الراب بعد ان كنت أحضر جلسات المجلس الوطني كعضو مراقب عندما كان يعقد في الجزائر طيلة سنوات عديدة.
في ذلك العام 1996 م كنت نائبا للمفوض السياسي العام لهيئة التوجيه السياسي والوطني المرحوم عثمان ابو غربية.
لست بصدد الحديث عن عقد جلسة المجلس في غزة بحضور الرئيس الامريكي في ذلك الوقت (كلنتون) وحضور قائدنا ورمزنا الشهيد ابو عمار، ولكنني سأتطرق لفرزي للعمل في مكتب رئاسة المجلس الوطني في عمان أثناء رئاسة المرحوم سليم الزعنون "ابو الاديب" للمجلس.
فبعد ان عملت نائبا للمفوض السياسي العام طيلة سنوات عديدة ابتداءا من العام 1995 وحتى العام 2004 متنقلا في محافظات الوطن الجنوبية "غزة" والشمالية "الضفة" كنت خلالها أيضا نائبا لمساعد القائد العام وناطقا رسميا باسم الأجهزة الأمنية وعضوا في مجلس الامن القومي والمشرف العام على المعسكرات الصيفية للأشبال والزهرات في محافظات الضفة الغربية "المحافظات الشمالية" وتلك تجربة هامة وواسعة تحتاج لوقفة طويلة لست الآن بصددها.. ولكن حديثي الآن سينصبّ على تجربتي الجديدة في المجلس الوطني الفلسطيني في الأردن منذ العام 2004 م.. عام فرزي للعمل فيه وحتى الآن، اي العام 2023م.
تمّ الاتفاق بين الاخ القائد العام الرمز ابو عمار (ياسر عرفات) وبين المفوض السياسي العام المرحوم عثمان ابو غربية خاصة بعد ان توقفنا عن الاستمرار في انشاء المعسكرات الصيفية للأشبال والزهرات بسبب الضغط الاسرائيلي والحملة الشرسة ضدنا امام المحافل الدولية.. تمّ الاتفاق على فرزي للعمل ضمن مؤسسات المجلس الوطني في عمان حيث المقر الرئيسي للمجلس كبديل لمنصب الاخ عثمان في رئاسة لجنة العلاقات الخارجية التي لم يستطع ان يمارس عمله فيها بسبب انشغاله في هيئة التوجيه السياسي والوطني داخل الوطن فلسطين، واشترط الاخ ابو عمار يومها موافقة الاخ ابو الاديب على ذلك وفعلا حصل الاخ عثمان على مباركة الاخ ابو الاديب وأصدر يومها الرئيس الشهيد ابو عمار قرار الفرز.
رحّب المرحوم القائد ابو الاديب بي عندما وصلت الى عمان لكنه اقترح ان أتولّى الاشراف على الاعلام في المجلس وأن أكون مستشارا للمجلس الوطني وعضوا في اللجنة السياسية التي كان يرأسها في ذلك الوقت المرحوم محمد علي الاعرج "ابو الرائد" أحد رموز حركة فتح الأوائل. وكانت تضمّ عددا من أعضاء المجلس المميزين والمخضرمين من حركة فتح ومن الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية والجبهة العربية والجبهة العربية الفلسطينية وعدد من المستقلين، أذكر منهم: حمدي مطر " ابو سمير" ، وليلى خالد، وفايز رشيد عن الجبهة الشعبية، نايف مهنا "ابو أكرم" عن الجبهة الديمقراطية، سعيد الحجاوي "ابو موسى" عن الجبهة العربية، عمران الخطيب "ابو علاء" وحامد عبيدو "ابو خالد" عن الجبهة العربية الفلسطينية، بلال قاسم عن جبهة التحرير الفلسطينية، وعن حركة فتح؛ نجيب القدومي، عمر مجاهد، جمال عايش، بالاضافة لي وللمرحوم ابو رائد الأعرج وعن المستقلين؛ غازي السعدي، زهير صندوقة ويونس فريجات، ومصطفى ملحم وانضم في فترة لاحقة عمر حمايل.
وفي أحد هذه الاجتماعات وبحضور رئيس المجلس الوطني المرحوم أبو الاديب وضع المرحوم ابو الرائد استقالته من رئاسة اللجنة بسبب المرض ورشحّني لاستلام موقعه فوافق الجميع دون استثناء وبمباركة من الاخ ابو الاديب.. وبذلك أصبحت رئيسا للجنة السياسية في المجلس الوطني الفلسطيني وداوم الاخ المرحوم ابو الرائد على حضور الجلسات الى ان توّفاه الله.
استمرت اجتماعات اللجنة السياسية التي كانت تستضيف الكثيرين من المسؤولين الفلسطينيين والزوار العرب حيث كان الاخ ابو الاديب يحضر غالبية اجتماعاتنا خاصة عندما تستضيف اللجنة قادة من أمثال الأمين العام للجبهة الديمقراطية نايف حواتمة ولجنة القدس الملكية المغربية، ولجنة فلسطين في البرلمان الأردني، وكان يحضر بعضها المرحوم تيسير قبعة نائب رئيس المجلس الوطني.
وبعد حضور أمين سر المجلس الوطني السابق محمد صبيح واستلام موقعه في عمان بعد انتهاء مهمته في الجامعة العربية،وبعد تولي الأب قسطنطين قرمش نائبا لرئيس المجلس كنا نعقد اجتماعات اللجنة في مكتب الاخ أمين السّر صبيح حتى عقد جلسة المجلس المركزي من أجل انتخاب قيادة جديدة للمجلس بعد ان قرر الاخ ابو الاديب ان يقدم استقالته للمجلس بسبب المرض. وقبل عقد جلسة المجلس المركزي كان لا بدّ من استكمال تشكيل لجان المجلس التي لم تستكمل في جلسة المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الاخيرة ومن ضمن هذه اللجان اللجنة السياسية، وكان الاخوة والرفاق في اللجنة قد رشحوني للاستمرار في رئاسة اللجنة الجديدة فاستشرت المرحوم الاخ ابو الاديب الذي حوّلني بدوره للاخ عزام الأحمد الذي كان يتولى تشكيل لجان المجلس بالتشاور مع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وبالفعل اتصلت مع الاخ عزام الذي أكد انه سيتم انتخاب رئيسٍ للجنة السياسية بعد أيام قليلة، وعندما سألته ان كان يحبّذ ترشيحي لرئاسة اللجنة، كان جوابه: ( ان كان الحاج خالد لم يترشح سنرشح خالد مسمار)، وضحكنا واعتبرت ذلك دعما لي للترشح ولكن للأسف اتضحّ ان حركتنا حركة فتح كانت قد وعدت الجبهة الديمقراطية برئاسة اللجنة دون اعلامي بذلك؟! كما كانت وعدتها بموقع نائب رئيس المجلس الوطني وبالفعل تمّ انعقاد جلسة انتخاب رئاسة اللجنة السياسية عبر الزوم لأعضاء اللجنة في كل من عمان ورام الله ودمشق وبيروت والولايات المتحدة حيث اتضح لنا في الاردن ان معظم اعضاء اللجنة السياسية المشاركين في هذا الاجتماع هم من الجبهة الديمقراطية،
ففاز مرشح الجبهة برئاسة اللجنة ومرشح فتح كمقرر للجنة.
وهنأت الفائز وتمنيت للجميع التوفيق والاستمرار في عقد جلسات اللجنة كما كنا نفعل قبل ذلك.
لقد سعدت بعملي في اللجنة السياسية مع اخوة ورفاق غمروني بمحبتهم طيلة سنوات عديدة امتدت من من العام 2004 م حتى العام المنصرم 2022 م، وهي فترة أفتخر واعتزّ بها خاصة بعد ان كلفني الأخ المرحوم ابو الاديب باستلام ملف برلمانات الدول الاسلامية ( اتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي) من رئيسها السابق المرحوم جمال عايش (ابو خالد)، وكوّنا علاقة متميزة مع مختلف هذه المجالس بصحبة عدد من الاخوة والاخوات الذين رافقوني طيلة رئاستي لهذا الملف منهم المرحوم ابو خالد نفسه والأخوة والرفاق الكرام فتحي ابو العردات، ود. نجيب القدومي، ود.فيصل ابو شهلا، ود. رضوان الاخرس، وحمدي مطر وزهير صندوقة.. ومأمون التميمي، واسماعيل الاشقر (حماس) لمرة واحدة.
والاخوات نجاة ابو بكر، وداد البرغوثي (ام احمد)، وعبيدة الكاظمي وآمنة جبريل.. وانتهت مهمتي في هذا الملف وقمت بوداع الأمين العام للاتحاد وهيئة الامانة العامة في نهاية العام المنصرم، وعدت عضوا عاديا في المجلس الوطني الفلسطيني كما كنت عن قائمة حركة فتح حتى الآن.