رئيس الوزراء: العقبة مؤهلة لتصبح من أفضل 50 مدينة في العالم
قال رئيس الوزراء بشر الخصاونة، السبت، إن العقبة تكتسب أهمية كبرى ضمن مستهدفات رؤية التَّحديث الاقتصادي، وهي مؤهَّلة لتصبح من أفضل 50 مدينة في العالم، فضلاً عن الكثير من المؤشرات المرتبطة بتعزيز التنافسية وقدرتها على استقطاب المزيد من الاستثمارات التي تسهم في تحقيق التنمية وتوفير فرص العمل.
وزار الخصاونة شركة مناجم الفوسفات الأردنيَّة، وافتتح وتفقُّد مشاريع في المجمَّع الصِّناعي في محافظة العقبة.
واستهل رئيس الوزراء زيارته إلى محافظة العقبة بزيارة شركة مناجم الفوسفات الأردنيَّة، والتقى رئيس مجلس إدارة الشركة محمد الذنيبات، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين في العقبة، واطَّلع على واقع عمل الشَّركة وخططها المستقبليَّة.
كما افتتح الخصاونة، مشروع تأهيل خزَّانات حامض الفسفوريك، ووحدة تعبئة فلوريد الألمنيوم الأوتوماتيكيَّة، ومحطَّة الكهرباء المغذِّية لمجمَّع الأسمدة في المجمَّع الصِّناعي لشركة الفوسفات، كما تفقَّد مشروع تخضير (جبل الجبس).
وأكد الخصاونة أهميَّة تعظيم القيم المُضافة لشركتي الفوسفات والبوتاس من خلال التَّركيز على الصناعات المرتبطة بصناعة الأسمدة والعناصر المرتبطة بالتَّصنيع الدوائي الذي يسهم في إيجاد آفاق تنمويَّة تسهم في دعم الاقتصاد الوطني والقضايا المرتبطة بنقل المعرفة وتعزيز الإيرادات وإيجاد آفاق توظيفية، وتحقيق مستهدفات أعلى في نسب النمو الاقتصادي، إلى جانب دورها الأساس في التَّصدير الخام.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن قطاع التَّعدين يحظى بتركيز عالٍ للغاية في رؤية التَّحديث الاقتصادي وتحقيق مستهدفاتها من خلال دعم الاستثمارات القائمة والتوسُّع بها والعمل مع شركتي الفوسفات والبوتاس، لتعظيم القيم المضافة والعمل على استكشاف آفاق جديدة في هذين المجالين.
وأكد أن رؤية التَّحديث الاقتصادي تستهدف وعلى مدى عشر سنوات توفير مليون فرصة عمل، وتحقيق نسبة نمو تصل إلى 5.5% واستقطاب استثمارات أجنبية بمعدل 1.5 مليار دولار، وتعزيز الاستثمارات المحلية بواقع 2.5 مليار سنوياً وعلى مدى عشر سنوات لافتاً إلى أن هذه الأرقام هي مستهدفة بالمجمل وبالمعدل العام، دون أن يعني ذلك تحقيقها بنفس القدر سنوياً.
وأشاد رئيس الوزراء بالدور الذي تقوم به الشركات العاملة في مجال التعدين خاصة شركتي الفوسفات والبوتاس في إطار المسؤولية المجتمعية وتطوير المجتمعات المحيطة، لافتاً إلى إسهامات شركة مناجم الفوسفات الأردنيَّة في إطار المسؤوليَّة المجتمعيَّة بمبلغ 51 مليون دينار خلال السنوات الماضية، وضرورة تعزيز هذا الدَّور سيما في خدمة مناطق العقبة ومحيطها ومناطق جنوب المملكة وجميع المناطق التي تعمل فيها الشَّركة.
وأكد ضرورة أن تقوم جميع الشركات التي لها استثمارات كبرى في جميع المحافظات بواجبها في إطار المسؤولية المجتمعية التي أصبحت مؤطرة ثقافياً لدينا وحتى أنها أصبحت تصل إلى مرحلة التأطير المؤسساتي والقانوني في الكثير من الدول المتقدمة.
وعبر رئيس الوزراء عن سعادته بـ"توسيع شركة الفوسفات لمشاريعها الاستثماريَّة وفتح أسواق جديدة سيما أسواق أوروبية"، ولفت إلى أهمية أن تقوم الشركة بالمساهمة في تطوير الميناء الصناعي والموانئ العامة في العقبة.
وشدد رئيس الوزراء على ضرورة رفع إجراءات السلامة العامَّة في المجمَّع الصِّناعي والموانئ في العقبة، وبما يكفل أمن وسلامة العاملين والمنشآت.
وأكد ضرورة وضع خطة سريعة وعاجلة للتنفيذ لتحديث خزانات الأمونيا أو التي تحتوي مواد حسَّاسة وخطرة، وإيلاء موضوع أمن هذه المنشآت والبنى التحتية فيها كل الاهتمام عبر منظومة رقابة إلكترونية حديثة ومتطورة، قادرة على التنبيه والاستجابة لأي حادث سواء، كان بفعل عوامل طبيعية أو أخطاء بشرية، موعزاً بإجراء دراسة تفصيلية لوضع خزانات الأمونيا في العقبة ومدى مطابقتها للمواصفات القياسية العالمية.
كما أكد رئيس الوزراء، ضرورة المباشرة فوراً برفع إجراءات السلامة في موانئ العقبة ووفق أعلى المعايير الدولية المطلوبة، مشدداً على أن هذا أمر لا تباطؤ ولا تهاون فيه إطلاقاً، لافتاً إلى أن سلامة الأفراد والمنشآت تتقدم على قضية المرابح والاستثمارات.
ولفت إلى الحادث الذي شهدته العقبة العام الماضي، نتيجة عدم مراعاة معايير وإجراءات السلامة العامة، مؤكداً أننا أمام ذكرى من قضوا في هذا الحادث المؤسف يجب ألا نسمح بتكراره.
وبشأن ملاحظات مجلس إدارة شركة الفوسفات حول تكلفة الطاقة، لفت رئيس الوزراء إلى أن أحد مرتكزات خطة تعديل وإصلاح التعرفة الكهربائية العام الماضي استهدفت إعادة توجيه الوفر المتحقق منها لدعم القطاعات الإنتاجية ودعم الميزة التنافسية لها، مؤكداً أن هذا إصلاح هيكلي تعتز به هذه الحكومة وصولاً إلى أسعار طاقة ممكِّنة وجاذبة للاستثمار.
بدوره، قال رئيس مجلس إدارة شركة مناجم الفوسفات الأردنيَّة محَّمد الذّنيبات، إنَّ الخطط التي تعمل عليها الشَّركة تستلهم الرُّؤية الملكيَّة السَّامية في جذب الاستثمارات وبناء الشَّراكات والانفتاح على الأسواق العالميَّة.
وأكَّد الذّنيبات أنَّ الخطَّة الخمسيَّة للشَّركة للأعوام 2023 – 2027، جاءت لتترجم رؤية التَّحديث الاقتصادي من حيث التوسُّع في الاستثمارات، وإقامة المشاريع التي تخدم هذه الرٌّؤية، لافتاً إلى أنَّ تكلفة المشاريع المرصودة في الخطَّة تزيد على 1.6 مليار دولار على مدى خمسة أعوام.
وأشار إلى جهود الشَّركة في عقد شراكات وطنيَّة وعالميَّة لتوسيع نطاق عملها، وبما يسهم في توسيع قاعدة استثماراتها واستدامة عملها، لخدمة الاقتصاد الوطني وتوفير فرص العمل.
كما أشار إلى جهود الشَّركة في مجال المسؤوليَّة المجتمعيَّة، لافتاً إلى أنَّها قدَّمت ما يقارب 51 مليون دينار خلال السَّنوات الأخيرة كدعم للمجتمعات المحليَّة.
وأكَّد أنَّ الشَّركة تعمل بشكل مؤسَّسي ووفق خطط مدروسة منظَّمة وقابلة للتَّنفيذ، وأنَّها على استعداد لدعم أيِّ مشروع إنتاجي أو تنموي في مواقع عمل الشَّركة، بما يعود بالنَّفع والفائدة على الوطن وأبنائه.
وقدَّم الرَّئيس التَّنفيذي لشركة مناجم الفوسفات الأردنيَّة عبد الوهَّاب الروَّاد، إيجازاً حول واقع عمل الشَّركة وإنجازاتها وخططها المستقبليَّة.
وبيَّن الروَّاد أنَّ إنتاج الشَّركة من الفوسفات لعام 2022، وصل إلى أكثر من 11 مليون طن، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الشَّركة، في حين بلغت مبيعاتها 10.8 ملايين طن؛ ما يعطي قيمة مضافة للوصول إلى الأسواق العالميَّة، حيث استطاعت الشَّركة دخول السُّوق الأوروبي عبر دول منها: النرويج وبولندا، بالإضافة للوصول إلى دول مثل البرازيل، والولايات المتَّحدة، والهند، وبنغلادش وغيرها.
وعرض الروَّاد لأبرز المشاريع التي تضمَّنتها الخطَّة الاستراتيجيَّة للشَّركة للسَّنوات المقبلة، ومن ضمنها مشاريع بيئيَّة كمشروع إعادة تأهيل تلال الرَّصيفة، ومصنع لإنتاج مادَّة فلوريد الألمنيوم، ومشروع معالجة مياه غسيل الفوسفات، ومشروع تعويم الفوسفات، ومشروع التَّخضير الكامل لجبل الجبس، بالإضافة إلى مشاريع صناعيَّة مثل: توسعة المجمَّع الصِّناعي في العقبة، ومشروع إنتاج حامض الفسفوريك النَّقي.
وأشار إلى وجود مشاريع قيد الدِّراسة لإنتاج الفسفور الأصفر والأسمدة وغيرها من المواد، بالإضافة إلى مشاريع لوجستيَّة كإنشاء مستودعات لتخزين الفوسفات، وتوسعة ميناء الفوسفات، وتحلية مياه البحر لتلبية احتياجات مصانع الشَّركة من المياه الصِّناعيَّة، لافتاً إلى أنَّ إجمالي تكلفة المشاريع التي تضمَّنتها الخطَّة يُقدَّر بحوالي 1.664 مليار دولار.
كما أشار إلى دور الشَّركة في المسؤوليَّة المجتمعيَّة وتطوير منظومة السَّلامة العامَّة، لافتاً إلى إنشاء مركز إسعاف متطوِّر وتجهيزه بجميع المستلزمات ووسائل الإسعاف ورفده بـ 10 أسرَّة، ووضعه في خدمة المنطقة الصناعيَّة كاملة في العقبة.
افتتاح مشاريع
وافتتح رئيس الوزراء مشروع تأهيل خزَّانات حامض الفسفوريك في المجمَّع الصِّناعي، الذي أنهت شركة مناجم الفوسفات الأردنيَّة أعماله وفق أعلى معايير السَّلامة العالمية وحسب الكود العالمي الخاص بذلك.
واستمع رئيس الوزراء إلى شرح من القائمين على المشروع الذي استمرَّ لعامين بإشراف شركة وطنيَّة حول التَّحديثات الجديدة ودورها في تعزيز منظومة السَّلامة العامَّة في المجمَّع الصِّناعي، إلى جانب المساهمة في رفع الطَّاقة التّخزينيَّة للخزَّانات من حامض الفوسفوريك.
كما افتتح رئيس الوزراء وحدة تعبئة فلوريد الألمنيوم الأوتوماتيكيَّة في المجمَّع الصِّناعي في العقبة التي أُنشِئت بهدف تعزيز منظومة السَّلامة العامَّة وفق أفضل المواصفات والمعايير العالميَّة.
وعرض القائمون على عمل الوحدة المزايا التي تمَّ إدخالها حديثاً، وفي مقدِّمتها تحويل العمل بالكامل من يدوي إلى مؤتمت؛ ما يسهم في تعزيز منظومة السَّلامة العامَّة وسلامة العاملين، ويزيد من حجم الإنتاج ويوفِّر الكُلف والجُهد.
كما افتتح رئيس الوزراء، محطَّة الكهرباء الجديدة في المجمَّع الصِّناعي في العقبة، التي تغذِّي مجمَّع الأسمدة بالطَّاقة الكهربائيَّة، والتي تمَّ إنشاؤها وفق مواصفات عالميَّة وكفاءة عالية ونظام مؤتمت يضمن معايير السَّلامة.
وأُنشئت المحطَّة الجديدة كجزء من أعمال تطوير البنية التحتية للمجمع الصناعي حيث تم استبدال المحطة القديمة التي أنشئت في الثمانينيات بنظام كهربائي مؤتمت ذي قدرة عالية ومواصفات عالمية لدعم وتطوير القطاع الصناعي.
وتفقَّد رئيس الوزراء، مشروع تخضير (جبل الجبس) في المجمع الصِّناعي في العقبة، الذي يهدف إلى تحويل المنطقة الجنوبيَّة في العقبة إلى منطقة صديقة للبيئة، ونقطة جذب ومتنزَّه عام.
ويتضمَّن المشروع في مرحلته الأولى زراعة 10 آلاف شجرة حرجيَّة ومثمرة من نوعيَّات مناسبة لبيئة المنطقة من حيث مقاومتها للحرارة، وذلك على امتداد 100 دونم، وسيتمُّ التوسُّع فيها تدريجيَّاً لتصل مساحة المنطقة المزروعة إلى مئات الدّونمات.
وكان المشروع يشكِّلُ تحدِّياً بيئيَّاً، حيث قامت شركة مناجم الفوسفات بتحويل هذا التحدِّي المتمثِّل بوجود المخلَّفات الصِّناعة للأسمدة الفوسفاتيَّة (الفوسفوجبسوم) إلى مشروع بيئي ريادي ومتنزَّه بيئي أخضر.
ويعتمد المشروع في تنفيذه على مواد صديقة للبيئة يعاد تدويرها، بالإضافة إلى استخدام مياه الرَّي المعالجة.
بترا