تضامن ورفض مذيعين للعمل.. أزمة في “بي بي سي” بسبب إيقاف غاري لينيكر لدفاعه عن اللاجئين
تواجه هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أزمة داخلية، بعد قرارها إيقاف ظهور نجم كرة القدم واللاعب الدولي السابق للمنتخب الإنجليزي غاري لينيكر عن الظهور، إثر تعليقات انتقد خلالها سياسة الحكومة بخصوص طالبي اللجوء.
وسارع كثيرون من لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم (بريميرليغ) والمدربين واللاعبين السابقين إلى مساندة لينيكر، ورفضوا الظهور على قنوات الهيئة التي تبث جانبا من مباريات البطولة.
ورفع بعض المشجعين لافتات تطالب بترشح لينيكر لرئاسة الوزراء، خلال حضوره مباراة ليستر سيتي وتشلسي، السبت.
وتتعرض الهيئة لاتهامات بالتحيز السياسي لحزب المحافظين الحاكم، وانتهاك حرية التعبير.
وقالت بي بي سي "نعتذر عن التغييرات الراهنة التي نعرف أنها تسبب إحباطا لمشاهدي خدمات بي بي سي الرياضية، ونحن نعمل بجد على حل الأزمة بأسرع ما يمكن”.
وأعلنت الهيئة أنها ستقدّم "خدمة رياضية محدودة”، بعدما رفض عدد من مقدمي البرامج الرياضية والضيوف الظهور على شاشاتها، تضامنا مع لينيكر.
واعتاد لينيكر تقديم برنامج "مباراة اليوم” خلال عطلة نهاية الأسبوع، الذي يقدّم فيه تحليلا لمباريات كل جولة من جولات البريميرليغ بمشاركة شخصيات رياضية مختلفة.
وكتب لينيكر على حسابه في تويتر تغريدة قارن فيها بين لغة الساسة البريطانيين وأعضاء مجلس العموم، بخصوص طالبي اللجوء ولغة نظام النازي السابق في ألمانيا.
وغرد لينيكر، الثلاثاء الماضي، معلقا على سياسة الحكومة البريطانية بخصوص اعتقال وترحيل طالبي اللجوء الذين يصلون إلى البلاد عبر القوارب من فرنسا، قائلا "سياسة قاسية بشكل غير متسق، تمارَس ضد أكثر الناس ضعفا، وبلهجة لا تختلف عن تلك التي كانت تستخدمها ألمانيا في الثلاثينيات”.
وغرد مرة أخرى معلقا على مقطع لوزيرة الداخلية سويلا بريفرمان تؤكد فيه إصرار الحكومة على إيقاف قوارب المهاجرين، قائلا "ليرحمنا الرب، هذا يفوق الشناعة”.
من جانبه، انتقد حزب المحافظين الحاكم تعليقات لينيكر، واعتبرها مهينة وغير مقبولة، وطالب بعض نواب الحزب الذين يشكلون أغلبية في مجلس العموم بإقالته.
وأعلنت بي بي سي إيقاف ظهور لينيكر حتى يتم التوصل إلى تفاهم مشترك بخصوص استخدامه وسائل التواصل الاجتماعي.
ولم تقدّم قنوات الهيئة المتلفزة أو الإذاعية أي شيء يتعلق بالجولة الجارية من البريميرليغ الذي يُعَد أبرز بطولة كرة قدم محلية في العالم، ويستقطب مئات الملايين من المشاهدين حول العالم.
وأعلنت رابطة اللاعبين المحترفين في انجلترا أن اللاعبين المشاركين في مباريات السبت لن يظهروا في لقاءات بعد المباريات، بسبب رغبتهم في مقاطعة برنامج "مباراة اليوم”.
وأوضحت الرابطة أنه لن يطلب أي شخص من اللاعبين المشاركة في هذه اللقاءات، مضيفة أنه "حل بديهي لكي يتجنب اللاعبون أي عقوبات محتملة، بسبب انتهاك التزاماتهم الإعلامية”.
ويُعَد لينيكر (61 عاما) واحدا من أبرز الشخصيات الإعلامية الرياضية في بريطانيا، ويأتي بين صفوة مقدمي البرامج في بي بي سي، وأعلاهم أجرا، حيث يحصل سنويا على ما يعادل نحو 1.6 مليون دولار.
ويحظى لينيكر بأعداد هائلة من المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي، ويتابعه نحو 9 ملايين على تويتر، كما أثار الكثير من الانتقادات سابقا بسبب آرائه المعارضة للتوجهات المحافظة، وعلى رأسها رفضه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي.
وأقرت الحكومة البريطانية التي يترأسها ريشي سوناك، قبل أيام، خطة جديدة للتعامل مع طالبي اللجوء، تسمح لها بترحيلهم إلى دول أخرى.
ورأى البعض أن لندن تحاول استخدام الخطة الجديدة للالتفاف على قرار المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان، التي سبق أن ألغت قرار وزارة الداخلية البريطانية ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا.
المصدر : وكالات