لنتابع اثر ارتفاع الفوائد.. بنكا سيلكون فالي وسيجنتشر أول ضحايا المركزي الأمريكي!



إفلاس بنكي سيلكون فالي وسيجنيتشر لن يكونا الوحيدين الذين جاءت "خسائرهما المتحققة" من بيع جزء كبير من محفظتهما من سندات الخزينة الأمريكية ما أدى للإنهيار، فمثلهما بنوك أمريكية ومركزية أخرى في العالم، تحتفظ بسندات الحكومة الأمريكية منخفضة العائد ( لا تتجاوز 2% ) ، والتي انخفضت قيمتها السوقية لمستويات مقلقة بسبب قلة عوائدها مقارنة بأسعار الفائدة المرتفعة على مثيلتها منذ 3/2022 وحتى الآن ( 4,5%) ، آخذين في الإعتبار أن هذه " الخسائرالمخفية " لديها والمقدرّه ب 620 مليار دولار تتحقق إذا باعت السندات. 

هذه البنوك تتعرض أيضا لمخاطر "عوائد الفرصة البديلة" . وكلّ هذا بسبب سياسة التشدد النقدي الأمريكي والعالمي: فقد شحت السيولة وارتفعت الفوائد على الودائع وعلى القروض ما صعّب حصول الشركات على القروض ورفع كلفتها ، فلجأت لسحب ودائعها من البنكين، وبالتالي تعرض البنكين لسحب ودائع كبير ولخسائر كبيرة ما استنزف السيوله وأدىّ لعجزهما عن تلبية سحب الزبائن لودائعهم. 

أربك المركزي الأمريكي العالم باستمرار سياسته التوسعية منذ صيف 2021 (سعر الفائدة 0.25%) وحتى شهر 3/2022 ، ثم بسياسته العكسية المتشددّة منذ شهر3/2022 وحتى الآن، برفعات مؤثرة متتالية لسعر الفائده ( 4.5%) ، وبنكي سيلكون فالي وسنجيتشر أول ضحاياه والنتائج تتوالى ، وليس غريبا أن نرى أن بنك كندا المركزي (الأول في مجموعة السبع) يوقف رفع سعر الفائدة تجنبا لتداعياتها المؤلمة.