حفل توزيع جائزة محمود درويش-الدورة السادسة عشرة لعام 2023
أحيت مؤسسة محمود درويش مساء يوم الاثنين الموافق 13/3/2023 ذكرى ميلاد الشاعر محمود درويش واليوم الوطني للثقافة في فلسطين باعلان أسماء لجنة تحكيم جائزة محمود درويش لعام 2023، والفائزين بالجائزة لهذا العام، في احتفال أقيم في قاعة الجليل – متحف محمود درويش برعاية الرئيس محمود عباس، حضره عدد كبير من الرسميين والكتاب والمثقفين ، سبقه وضع أكاليل الزهور على ضريح الشاعر، بدأ بالنشيد الوطني الفلسطيني وقراءة الفاتحة على ارواح الشهداء.
ألقى الكاتب والروائي محمد علي طه كلمة المؤسسة أعلن خلالها اسماء لجنة التحكيم لهذه الدورة وهم:
-الدكتور ابراهيم السعافين- الاردن، رئيسا
والأعضاء:
- الشاعر طاهر رياض- الاردن
- الدكتور موسى خوري- فلسطين
-الدكتور هيثم الحاج علي- مصر
-الدكتورة يمنى العيد- لبنان
- الشاعر والاعلامي عبده وازن- لبنان
- الدكتور علي جعفر العلاق- العراق.
تبعه الدكتور موسى خوري، عضو لجنة التحكيم بالإعلان عن أسماء الفائزين في هذه الدورة السادسة عشرة للجائزة-2023.وهم :
الشاعرة والمترجمة الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي، والموسيقار والفنان اللبناني مارسيل خليفة، والمترجمة والأكاديمية الإيطالية إيزابيلا كاميرا دي أفليتو.
حيث أعلن عن قرار لجنة التحكيم ومسوغات الفوز كالتالي:
عقدت لجنة جائزة محمود درويش (دورة العام 2023) عددا من الاجتماعات (وجاهيا وعن بعد)، كان آخرها الاجتماع الذي عقد في عمان في اليوم السابع من شهر كانون الثاني للعام 2023. بعد التداول الذي جرى في جو من التفاهم والمهنية الرفيعة، انتهت اللجنة إلى ترشيح الأستاذة الدكتورة سلمى الخضرا الجيوسي للفوز بالجائزة عن فئة المبدع الفلسطيني، والفنان مارسيل خليفة عن فئة المبدع العربي، والأستاذة الدكتورة إيزابيلا كاميرا دي افليتو عن فئة المبدع العالمي.
سلمى الخضرا الجيوسي
أكاديمية وشاعرة فلسطينية، من مواليد مدينة صفد عام 1924. تخرجت في الجامعة الأمريكية/بيروت، وحصلت على درجة الدكتوراة من جامعة لندن عام 1970. عملت الجيوسي أستاذة في العديد من الجامعات الأمريكية المرموقة، وقادت مشروعا للترجمة عن العربية قدمت من خلاله مجموعة لافتة من الأعمال إلى قراء الإنجليزية. من هذه الأعمال: موسوعة الشعر العربي المعاصر، وأدب الجزيرة العربية، والأدب الفلسطيني المعاصر، والمسرح العربي، والحضارة العربية في الأندلس، والاتجاهات والحركات في الشعر العربي الحديث. ترجمت الجيوسي، إلى جانب ذلك كله، مجموعة من الأعمال الأدبية الفلسطينية والعربية موزعة بين شعر ونثر. من هذه الأعمال: الصبار لسحر خليفة، وبراري الحمى لإبراهيم نصرالله، والمتشائل (بالتعاون مع تريفور ليجاسك) لإميل حبيبي، ومجموعة من أشعار فدوى طوقان وأبي القاسم الشابي، وغيرها. لسلمى الخضرا الجيوسي سهمة في حركة التجديد الشعري، ولها مجموعة منشورة من القصائد ظهر بعضها في ديوان شعر موسوم بـ "العودة من النبع الحالم". لهذا كله، ولجهود أخرى كثيرة يصعب حصرها، رأت اللجنة أن سلمى الخضرا الجيوسي تستحق جائزة محمود درويش عن فئة المبدع الفلسطيني في دورتها للعام 2023.
مارسيل خليفة
من مواليد عمشيت في لبنان عام 1950، وهو مؤلفٌ موسيقيّ ومغنّ وعازفٌ من عيار رفيع. عرف مارسيل خليفة بإنجازاته الموسيقية الكثيرة والمتنوعة، فقد أغنى التراث الموسيقي والغنائي العربي بإضافات لافتة، وأنتج ألبومات يصل عددها إلى نصف عدد سنوات عمره المديد. صدحت موسيقى مارسيل خليفة وصدح صوته في كل الحواضر العربية والعالمية المتاحة، وحفر عميقا في ذاكرة الجماهير العربية، وأثر في وعيها وأسهم في تثوير ضمائرها وتشكيلها. خص مارسيل خليفة الشعر الفلسطيني بإبداعه، فمحطات مساره الموسيقي مؤثثة بنصوص من هذا الشعر عموما وبشعر محمود درويش على وجه التعيين. لدقة اختياره للكلمة، ولسهمته في التطوير الموسيقي، ولالتزامه الوطني واختياراته الواعية للشعر الإنساني، ولارتباط تراثه بالقضية الفلسطينية، وللثنائية الفريدة التي تحققت بينه وبين محمود درويش، رأت اللجنة أن مارسيل خليفة يستحق جائزة محمود درويش عن فئة المبدع العربي في دورتها للعام 2023.
إيزابيلا كاميرا دي افليتو
أكاديمية إيطالية مرموقة، تعمل حاليا أستاذة شرف في جامعة سابينزا/روما في حقل الأدب العربي الحديث، مع تركيز لافت على دراسة الأدب الفلسطيني وترجمته. نقلت إلى الإيطالية مجموعة من الأعمال الأدبية الفلسطينية المكرسة نحو: رجال في الشمس وعائد إلى حيفا وأم سعد لغسان كنفاني، والمتشائل وسداسية الأيام الستة لإميل حبيبي، والبهلول لتوفيق فياض. ألفت الأستاذة الدكتور دي أفليتو وقدّمت وحررت مجموعة كبيرة من الكتب والموسوعات المتخصصة في الأدب الفلسطيني والأدب العربي الحديث، منها: مئة عام على الأدب الفلسطيني، والأدب العربي من النهضة حتى اليوم، والأدب اليمني، وأدب الخليج، وأدب المغرب العربي. قادت دي أفليتو الرابطة الأوروبية لدراسة الأدب العربي لسنوات، ونظمت في أثناء ذلك ورشات عمل ومؤتمرات اهتمت بدراسة الإبداع العربي عموما، وكتبت خلال عملها الأكاديمي المميز عددا كبيرا من الأبحاث المتخصصة والمحكمة في حقل الأدب العربي، وترجمت نصوصا شعرية ونثرية كثيرة مدرجة على سيرتها الذاتية. لهذا كله وللكثير غيره، رأت لجنة جائزة محمود درويش أن الأستاذة إيزابيلا كاميرا دي افليتو تستحق الجائزة عن فئة المبدع العالمي في دورتها للعام 2023.
عبّرت دي أفليتو، التي قدمت من إيطاليا خصيصاً للمشاركة في حفل توزيع الجوائز، في كلمتها، عن تأثرها العميق لكونها في فلسطين، وتحديداً في مدينة رام الله، ولكونها تحصلت على جائزة مرموقة تحمل اسم شاعر كبير مثل محمود درويش، مشيرة إلى أنها لم تكن تتوقع فوزها بالجائزة التي سمعت عنها الكثير ذات يوم، وإلى أنها كانت مخطئة باعتقادها أن لا أحد في فلسطين، وربما على المستوى العربي، يعرف ما قدمت وتقدم، مشددة على دور الترجمة لمد جسور السلام ما بين الشعوب، وعلى أهمية الأدب في تعزيز هوية أي شعب، والتعبير عن تطلعاته وهمومه، وبأنه يكتسب أهمية خاصة في الحالة الفلسطينية.
أما الدكتورة سلمى الخضرا فعبرت في كلمة ألقتها نيابة عنها الدكتورة عادلة العايدي هنية،المدير العام للمتحف الفلسطيني عن اعتزازها بفوزها قائلة:
"كم يسعدني استلام جائزة محمود درويش للإبداع، الجائزة التي تمنح بالوطن باسم شاعرنا الذي تكلم باسم فلسطين، وأطلق صوتاً شعرياً فذاً ونادراً ومُجدداً، فعندما يتبدد الدفق الغنائي عند الشعراء وتتعثر الإيقاعات التي تحافظ على استمرارية الخلق الشعري وعلى توقّد الخيال المُبدع يظل درويش أبداً قادراً على التعبير عن شعرية متوهجة لا تعرف الفتور، وتظل تلك الإيقاعات ملكه وثورته السابغة، متحفظة بالحافز الشعري، رغم عدوان الحياة حول الشاعر، وقسوتها التي لا تكلّ، فعبقرية درويش الشعرية تبدو لنا كأنها نبع يصب في بحر لا ينتهي، كما أن اللحظة الدرويشية لا تموت أبدا"
أما الفنان مارسيل خليفة،فقد أرسل بالفيديو رسالة مفعمة بالمحبة قال فيه:
"محمود.. حبيبي.. أتذكر خريف العمر، وصخب الطبيعة والشجر في التشرينين، قلت لي يومها تعال نواجهه بالشعر والموسيقى.. شكراً لك على كل شيء، وشكراً للأصدقاء على منحي جائزة توأم روحي محموددرويش".
وسلم الدكتور زياد أبو عمرو، ممثل الرئيس ورئيس مجلس الأمناء الجائزة للفائزين، أعلن خلالها السيد فتحي البس، المدير العام للمؤسسة ومنسق الجائزة عن تكليفه من قبل الفنان مارسيل خليفة عن تبرعه بالقيمة المالية للجائزة إلى مؤسسة محمود درويش وتخصيصها لمشاريع المؤسسة. تنتجها المؤسسة.
واختتم الاحتفال بفقرة موسيقية قدمتها فرقة رام التابعة للمعهد الوطني للموسيقى.