الأمن العسكري والحفاظ على الحُبّ

 
في نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت جيوش الحلفاء مشتبكة مع القوات النازية في أوروبا. وكان لأحد الجنود البريطانيين خطيبة جميلة، تركها خلفه في لندن عند بدء الحرب، ومضى وقت طويل لم يتواصل معها منشغلا بالقتال. لم تكن الهواتف الخلوية معروفة في ذلك الوقت، وكانت وسيلة التواصل بين الأشخاص مقتصرة على الرسائل البريدية، والتي قد تكون عرضة لوقوعها بيد العدو. ولهذا أنشأت قيادة القوات البريطانية " قسم مراقبة الرسائل البريدية ".

أراد الجندي أن يتواصل مع خطيبته ويعلمها عن مكان تواجده، ولكن الأوامر العسكرية تمنع الأفراد والضباط من الإفصاح عن أماكن تواجدهم خلال الحرب، حفاظا على أمن القوات العسكرية. كانت كتيبة الجندي في ذلك الوقت، مشتبكة مع القوات الألمانية في هولندا. فقام الجندي بكتابة رسالة خطية لخطيبته يعرّفها بمكان تواجده، ويطمئنها بأنه حي يُرزق وعلى وعده لها.

فوضع تحت توقيعه الأحرف التالية :H. O. L. L. A .N. D ) (. وعندما وصلت الرسالة إلى قسم مراقبة الرسائل في قيادة القوات البريطانية ( CENCORSHIP SECTION )، فتحوا الرسالة فُجدوا أن الجندي قد كتب مكان تواجد كتيبته في تلك الرسالة. مما يعني مخالفته للأوامر، وإفشاء أسرار عسكرية تضر بأمن القوات البريطانية، إن وقعت بيد الجواسيس الألمان. وبناء عليه تقرر تقديمه لمحكمة عسكرية.

وعندما مثل أمام القاضي، سأله إن كان قد كتب تلك الكلمة في رسالته، والتي تضر بالأمن العسكري لوحدته ؟ اعترف الجندي بفعلته، ولكنه نفى أن يكون قد قصد بكلمته تلك، افشاء السر والدلالة على موقع وحدته، وإنما تضمنت رموزا يعبّر بها لخطيبته عن حبه ووفائه لها، إذ يعني كل حرف منها كلمة معينة كالتالي :
( HOPE OUR LOVE LIVE AND NEVER DIE )

وتعني هذه الجملة : ( آمل أن يعيش حبنا وأن لا يموت أبدا ). أعجب قاضي المحكمة العسكرية بذكاء الجندي وأطلق سراحه، بينما أخذت الرسالة طريقها جوا إلى الخطيبة الجميلة في عاصمة الضباب، تنتظر ساعة انتهاء الحرب العالمية الثانية التي تمت في 2 سبتمبر 1945. ولا أعرف إن كان قد عاش الحب بينهما فيما بعد كما وعد الخطيب، وتمت الفرحة بين العريسين أم لا ..!