مخطط تهويدي جديد لإقامة "مقهى ومطلة" فوق حائط البراق

كشف الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب، عن مخطط إسرائيلي جديد لإقامة "مطلة ومقهى" تهويدي فوق المدرسة التنكزية وحائط البراق، والأبنية المطلة على المسجد الأقصى المبارك.

وتُشرف بلدية الاحتلال وما يسمى "صندوق إرث المبكى" على إقامة هذا المقهى التهويدي، لصالح المستوطنين المتطرفين الذين يقتحمون المسجد الأقصى.

و"صندوق إرث المبكى" يعتبر أحد أذرع حكومة الاحتلال لتهويد حائط البراق وأسفل المسجد الأقصى ومحيطه، من خلال تنفيذ مشاريع كبيرة ذات دلائل تهويدية تلمودية تقوم على تحريف وتزوير الحقائق.

تفاصيل المخطط

وعن تفاصيل المخطط التهويدي، يقول أبو دياب في حديث لوكالة "صفا"، إن الاحتلال بدأ العمل على إقامة "المقهى والمطلة"، بعدما وضع كل الترتيبات والإجراءات اللوجستية والفنية اللازمة لذلك، من كاميرات مراقبة، وإضاءة، وسلالم حديدية، وغيرها من التجهيزات.

ويشير إلى أن المخطط يُقام على مساحة 300 متر مربع فوق المنطقة المذكورة.

واستولت سلطات الاحتلال على المدرسة التنكزية بشكل كامل منذ عام 1969، وحوّلتها إلى مقر عسكري للشرطة و"حرس الحدود".

ويبين أن المقهى سيكون مفتوحًا على مدار الساعة للمستوطنين، واليهود الذين لا يقتحمون المسجد الأقصى، لأسباب أيدولوجية ودينية، مما سيتيح لهؤلاء استباحة المنطقة في كل الأوقات.

ووفقًا لأبو دياب، فإن الاحتلال يعمل من خلال هذا المخطط، على إيجاد مكان سياحي فوق المدرسة التنكزية وحائط البراق، ليكون متنزهًا للمستوطنين، والسياح الأجانب، بغية ترويج روايات وأساطير تلمودية مضللة عن المسجد الأقصى ومعالمه وأبنيته التاريخية.

ويضيف أن المخطط التهويدي يهدف إلى تزوير الحقائق والتاريخ، وجلب أعداد كبيرة من اليهود لهذا المكان الذي يعد جزءًا لا يتجزأ من الأقصى، بالإضافة إلى مراقبة المسجد المبارك على مدار الوقت.

ويشكل إقامة "المقهى والمطلة" جزءًا من تغيير الواقع الديني والتاريخي في الأقصى، ومحاولة بسط "السيادة الإسرائيلية" عليه، كما يرى الباحث المقدسي.

ومن المتوقع أن تفتتح بلدية الاحتلال هذا المقهى التهويدي بعد شهر رمضان المبارك بعد الانتهاء من تجهيزه؛ ليكون مزارًا سياحيًا للمتطرفين واليهود.

مراقبة الأقصى

ويوضح أبو دياب أن المدرسة التنكزية وحائط البراق وقفان إسلاميان تابعان لدائرة الأوقاف الإسلامية، وللوصاية الأردنية الهاشمية، وتحويلهما لمتنزهات سياحية تهويدية يتعارض مع هذا المكان المقدس، ويمثل نوعًا من محاولة عدم اعتراف الاحتلال بقدسيته.

ويضيف أن تحويل هذه المنطقة الاستراتيجية المهمة لمقهى سياحي، سيشكل أقرب مطلة ونقطة مراقبة متواصلة للمصلين والمرابطين في المسجد الأقصى، وهنا تكمن الخطورة.

ويلفت إلى أن سلطات الاحتلال تعتبر هذه المنطقة وكأنها تقع خارج الأقصى، لذلك تعمل على تحويلها لمقاهٍ ومطاعم استيطانية، وهذا أخطر من الاقتحامات اليومية.

ويحذر المختص في شؤون القدس، من مخاطر وتداعيات إقامة مثل هذه المقاهي فوق حائط البراق على الأقصى، لما لها من خطورة كبيرة على المصلين، وقد تؤدي لحدوث استفزازات واحتكاكات مستمرة، نتيجة لتواجد المستوطنين طوال الوقت في المنطقة المستهدفة.

ويعمل الاحتلال بشكل متسارع، على إنشاء مركز سياحي تهويدي أسفل حائط البراق، بهدف محو معالم المنطقة الإسلامية الشاهدة على عروبة وتاريخ مدينة القدس المحتلة.

ويواصل الاحتلال حفرياته أسفل حائط البراق لإقامة قاعات ومراكز يهودية دينية وسياحية ضخمة لخدمة الإسرائيليين والمستوطنين، ولإقامة طقوسهم وصلواتهم التلمودية.

ويقوم "صندوق إرث المبكى" على تشغيل ورعاية كل ما يتعلق بساحة البراق ومسار النفق الغربي أسفل وبمحاذاة طول الجدار الغربي للأقصى، وما يضمه من قاعات وكنس يهودية كانت بالأصل بنايات إسلامية.