فكونا من الاعتذارات:- اللي بعمله الحرَّاث بطيب للمعلّم يا وزير الصراعات !!؟؟

 في تراثنا العربي الأصيل مثل يقول «الملافظ سعد»، فيه تنبيه للناس، واتزان في اللفظ ، فعلى حافة الكلمات تمضي المعاني ،وعلى حافتها أيضاً تفورالأعصاب ، كيف لا وفيها العث والسمين ،القبول والاستحسان ،والرفض والهجران، الحرام والحلال ..
فالكلمة أما أن تكون طيبة تُريح القلب والعقل وإما تكون قنبلة موقوتة تدمر الأخضر واليابس وتثير الفتن..
كاردنيين نقول:- معقول أن يتحدث قادة الاحتلال نهارا عن السلام والإحترام للشعوب الأخرى ،والتزام كيانهم باتفاقيات السلام الموقعة ، ويطلقوا أخر النهار أبواقهم و مَخْبُولٌيهم لتاجيج الشعوب قبل الحكومات عليهم ،
ام أنها طباع بني صهيون لا يجملها الف عذر (فالطبع يغلب التطبُّع فعلاً؟! وكما يقال) ..
صدقوني الطامة الكبرى في الحديث العفن لوزير المالية الاسرائيلي، تكمن في الترويج لقضايا مصيرية تزعزع أسس المجتمعات وتنسف ثوابتها وعوامل اللحمة والاستقرار فيها ولم تكن سحابة صيف عابرة...
فليس من الضروري كي تكون "فنّانا" في نظام التفاهة والعنصرية حتى تصل الى ما وصل اليه حديثة يوم أمس ، وليس من الضروي كذلك أن تمتلك حيثيات ومهارات معينة، وأن يكون عندك رسالة لتؤديها أو كلمة ناعقة لتقولها، كما قال (سموتريتش) ..
اسرائيليا أصبح السخافات موضة يطلقها البعض حتى توجج مشاعر الملايين من العرب والمسلمين واحرار العالم، يتفق عليها مقدما الكَهَنَةِ ومَردةُ الجِنِّ و الشَّياطينُ قبل نشر سمومها...
أصبحنا اليوم وبالعلن نشاهدهم وهم يتحدثون بأكثر الخرافات والكلمات انحطاطا ، ولا عليك، فهي البوابة الكبرى لدخول عالم السياسة في كيانهم وقد سبقه في ذلك كثر، فتحقق لهم القبول والاستحسان داخل مجتمعهم...
هذا الوزير المغمور والذي لم نسمع عنه كثيرا من قبل، يتحدث عن الأردن المكان والزمان والرجال ،وعن القضية الفلسطينية قضية الأردن الأولى قيادة وشعب، لا بل قضية العرب والعالم ، ويتبجح بكلمات لا وزن لها ولا مقام ..
مقالي ليس من باب الرد فقد هذبنا القران الكريم في التعامل مع النكرات فقال ( وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا )
ولكن ولكي لانسمح للتفاهة أن تسقط آكثر من ذلك فلسائل أن يسأل: لمصلحة من يتحدث هذا الوزير ، وكيف لنا أن نضع لجاما على من هم على شاكلته..
اليوم على الحكومة الأردنية أن لا تكتفي بالاعتذار الذي صدر من رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، فجر الثلاثاء،
فاضعف الإيمان عليها أن تطرد سفيرهم خارج حدود الوطن ليعلم أن لنا دولة لا ترسم على زيف الورق بل نقشناها بالحجر داخل قلبونا قبل القواميس..وان القِبلة كانت وما زالت اسمها فلسطين..
اطردوه ليعلم صغار الاحتلال أن الأردن كانت وما زالت وستبقى قلب العرب النابض المدافع عن فلسطين، حصناها بأسا كبأس الجدود وحفظناها بالعهد والوعد من حفيد لحفيد
اليوم على الحكومة الاردنية أولا والاحبة في فلسطين بكل مكوناتهم ثانيا، واخوتنا العرب ثالثا أخذ كلامة على محمل الجد وأن لا تخدعنا الاعتذارات فكما يقال (اللي بعمله الحرَّاث بطيب للمعلّم)..
حمى الله الأردن أرضآ وملكآ وشعبآ من كل مكروه وأدام الله عليها نعمة الأمن والاستقرار وأن يظل الأردن أرض الشموخ المكلل بغار الكبرياء و الإباء أمد الدهر ما بقيت السماء والأرض