يتجه آلاف الزوار سنوياً من الأردن وخارجها باتجاه الجنوب الغربي سالكين طريق بانوراما البحر الميت المتعرج وأعينهم تنظر يمينا ويساراً إلى المناظر الخلابة أثناء مسيرهم، قاصدين منتجع حمامات ماعين السياحي.

 

ويشاهد الزوار بعد نحو نحو 26 كيلو مترا وهم ينخفضون عن مستوى سطح البحر حوالي 150 مترا عيونا وشلالات ساخنة تنهمر من أعالي الجبال الداكنة اللون، راسمة لوحة بانورامية ألوانها أحضان الطبيعة، صوتها يتحدث عن ماض ضارب عمق التاريخ.

وقال مدير سياحة مادبا وائل الجعنيني ان منتجع حمامات ماعين يشكل محطة هامة على خريطة السياحة العلاجية التي تزدهر خاصة في فصل الشتاء بسبب مناخ المنطقة الدافئ القريب من الأغوار واحتوائها على مجموعة من الينابيع الساخنة والتي تتراوح درجات حرارتها بين 32 إلى 65 درجة مئوية.

وتشكل طبيعة مياهها الساخنة المعدنية عنصر عامل جذب كبير للسياحة، ولكنها متشابهة في تركيبتها الكيميائية، إذ تحتوي على عناصر مهمة كالصوديوم والكالسيوم والكلوريد وغاز الرادون وكبريتيد الهيدروجين وغاز ثاني أوكسيد الكربون.

وأضاف جعنيني انه يؤم آلاف السياح سنويا المنتجع الذي تأسس سنة 1987 على مساحة 112 دونما استثمارا من الدولة، بقصد العلاج والاستشفاء من أمراض المفاصل (الروماتيزم) وأوجاع الظهر والأعصاب واعتلال الجهاز التنفسي او بهدف الراحة والاستجمام بمياهه المعدنية التي تشفي من الإمراض المستعصية والمزمنة والاستحمام بالمياه الساخنة وطين البحر الميت.

وبين مدير عام منتجع حمامات ماعين نضال ابوعلي انه تم تطوير الشلالات خلال السنة الأخيرة ولتسهم في جذب المزيد من السياحة، من خلال عدة خطوات، منها إضافة شلال جديد وتحديث الغرف الفندقية وتوسعة الشلال الخاص بالنساء ليتسع ما يقارب 200 سيدة، وتطوير المسبح البارد والنادي الصحي وتحديث الساونا وتطويرها لتشكل جزءا مهما من السياحة العلاجية.

وأضاف في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن المنتجع بدأ يحقق أرباحا خلال عام 2022 ، فيما شهد عدد الزوار زيادة ملحوظة، حيث دخل المنتجع خلال العام الماضي 158 ألف بنسبة 2ر41، وزار المنتجع منذ بداية السنة الحالية 22 ألف زائر.

وحول التسهيلات للسياحة الداخلية التي قام بها المنتجع، قال” انه يتم تقديم تسهيلات للمجموعات التي تزيد على 20 شخصا بقيمة 7 دنانير للشخص، فيما يتم تقديم خصم ما نسبته 50 بالمئة لأبناء محافظة مادبا منطقتي مكاور/ ماعين وأسعار تفضيلية للغرف، مشيراً أن نسبة العاملين في المنتجع من أبناء محافظة مادبا يشكلون 95 بالمئة من مجموع العاملين الذين يبلغ عددهم 189 موظفاً دعماً للمجتمع المحلي.

وحول الجهود المبذولة لترويج السياحية قال ابو علي” إن هناك تعاونا مستمرا مع وزارة السياحة ومديرية سياحة مادبا للترويج السياحي وتسهيل وصول السياح، فيما يقوم المنتجع بحملات مستمرة حيث شاركنا في معارض محلية ودولية للتسويق السياحي وخاصة العلاجية بالشراكة مع هيئة تنشيط السياحة، وهناك برنامج لزيارة السفارات والبنوك والجمعيات والجامعات ومكاتب السياحة الداخلية والخارجية لوضع المنتجع على المسار السياحي”. –(بترا)