مرابطات عن بعد".. فتيات حول العالم اجتمعن لنصرة الأقصى

من مختلف أنحاء العالم، اجتمعت آلاف الفتيات والنساء ضمن فريق "مرابطات عن بعد"، للعمل على نصرة المسجد الأقصى المبارك، ودعم المرابطات في مدينة القدس المحتلة، اللاتي يُواجهن بكل إرادة وصلابة عنجهية الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المتواصلة بحقهن.

لم يكن انطلاق هذا الفريق من قبيل الصدفة، بل كان لمشهد اعتداء قوات الاحتلال بشكل وحشي على المرابطات في المسجد الأقصى، واعتقال المرابطة هنادي الحلواني ونزع حجابها أثره الكبير على مجموعة من الفتيات المقيمات في الخارج، واللاتي اجتمعن لإنتاج فيديو بعنوان "رجعولي حجابي".

ويأتي إنتاج الفيديو، الذي تُرجم ونُشر بشكل واسع بعدة لغات، تضامنًا مع المرابطة الحلواني، والأسيرات الفلسطينيات المعتقلات في سجون الاحتلال عامةً، ودعمًا للمرابطات في الأقصى.

نصرة الأقصى

تقول نور الجبر، إحدى المشرفات في "مرابطات عن بعد" من الأردن، إن الفريق التطوعي انطلق في بدايته عام 2020، بمجموعة محدودة من الفتيات، للتضامن مع المرابطة الحلواني التي تعرضت لاعتداء همجي من شرطة الاحتلال.

وتضيف أن الفريق ما لبث أن تتطور وأصبح يضم حاليًا 5 آلاف عضوة ومشرفة من 35 دولة من مختلف أنحاء العالم مهتمات بالشأن الفلسطيني والمقدسي، وخاصة من الأردن، لبنان، الكويت، الجزائر، العراق، المغرب، موريتانيا، مصر، وفلسطين، وغيرها، ويتم الانضمام للفريق عن طريق تعبئة فورم الانضمام حسب كل دولة.

ويهدف الفريق إلى غرس القضية الفلسطينية، وقضية القدس في نفوس المنضمات إليه معرفيًا وعاطفيًا، حتى تكون كل واحدة مرابطة على أرضها أينما كانت، تعمل لنصرة الأقصى، وعلى نشر كل ما يحدث في القدس من اعتداءات إسرائيلية واقتحامات للمسجد الأقصى.

وعن انضمامها للفريق، تقول الجبر:" انضممت للفريق منذ بداية انطلاقه، كفتاة لديها همّة وقوة عالية لمعرفة حقيقية ما يجري في فلسطين، إلا أنني وجدت معلوماتي مختصرة، لكن بفضل التجربة تجسدت معاني الرباط بنفسي أكثر حتى أصبحت مرابطة لا تتوانى عن نصرة مسرى رسولنا الكريم".

طبيعة العمل

وحول آلية عمل الفريق، توضح الجبر أن الفريق يتكون من مجلس الإدارة، العضوات، والمشرفات، فالعضوات يقمن بنشر كل المهام والفقرات المرسلة لهن من المشرفة على مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث يكون محتواهم داعم للقضية الفلسطينية والمقدسية، كما تقم المشرفات بتعميم المهام والفعاليات للعضوات.

وتبين أن مهمة الإداريات تقتصر على تنظيم الفريق وإقرار كل ما يخصه من اتخاذ للقرارات أو تنفيذ عدة أدوار وتجهيز المهام والحملات واللقاءات لدعم صمود المقدسيين والفلسطينيين، ونصرة الأقصى.

وللترويج لفعاليات الفريق، تم إنشاء عدة صفحات ومنصات على مواقع التواصل الاجتماعي كافة، لنشر إنتاجاته واللقاءات المقدسية التي ينظمها لتعم الفائدة وتصل للهدف المنشود بنشر الوعي بقضية القدس على أوسع نطاق.

ويحمل فريق "مرابطات عن بعد"، كما تقول الجبر، شعار "بُعدنا وَقود النّصرة"، بمعنى أنه "رغم البعد والشوق لزيارة المسجد الأقصى، إلا أننا نؤمن بأن كل إنسان بإمكانه المرابطة على ثغور الأمة من مكانه بإبداعه وأهدافه، وكل ما يملك، فليس المقدسي من سكن القدس، إنما المقدسي من سكنت القدس والأقصى في قلبه".

وتوضح أن أنشطة وفعاليات الفريق متعددة، تتضمن دعم صمود المزارعين الفلسطينيين من خلال التبرع لحملة "ازرع صمود"، ودعم بيوت المقدسيين، عبر التبرع لحملة "فلنشعل قناديل صمودها"، وأيضًا تسيير قوافل المرابطين عبر التبرع لحملة "قوافل الرباط"، ودعم أسواق المدينة المقدسة.

وشارك الفريق في عدة حملات، منها حملة "قدسنا عهد ورباط"، بهدف التصدي لاقتحامات المستوطنين للأقصى يوم عرفة، وحملة "فلسطين بوصلتي"، وحملة عربية ضد التطبيع، بالإضافة إلى حملة "الأقصى يستغيث".

ولم تقتصر فعاليات الفريق على ذلك، بل جرى تنظيم عدة لقاءات وفقرات شملت التعريف بمعالم الأقصى، نساء مرابطات منذ القدم، غزة بعيون المرابطات، الأسرى والشهداء، تهويد القدس، دور الشباب في نصرة الأقصى، حكاية صمود، ومعركة الكرامة.

دعم المرابطات

وتؤكد الجبر أن الرباط يتجسد في متابعتها للأحداث بالقدس والأقصى، ونشر حقيقة ما يجري على الأرض بشتى الوسائل والطرق.

وتضيف أن "دعم المرابطات المقدسيات يتركز على التواصل معهن وعقد اللقاءات معهن عن قرب، لأجل تسليط الضوء على قضيتهن، ودعم صمودهن في مواجهة اعتداءات الاحتلال، حتى يشعرن بأنهن لسن وحدهن، وأن كل الفتيات بالعالم يقفن بجانبهن".

وتتعرض المرابطات لاعتداءات إسرائيلية متواصلة، تتمثل باقتحام منازلهن واعتقالهن بشكل متكرر، والتحقيق معهن، ناهيك عن إبعادهن عن الأقصى، ومنعهن من السفر، في محاولة لمنع إيصال صوت القدس والأقصى للعالم.

ويسعى فريق "مرابطات عن بعد" إلى تنظيم عدة فقرات إيمانية تثقيفية خلال شهر رمضان المبارك، والتجهيز لإطلاق حملة عالمية على موقع "تويتر"، لبيان خطورة دعوات المستوطنين لتنفيذ اقتحامات واسعة للأقصى خلال "عيد الفصح" العبري، وذلك بالتعاون مع عدة فرق مقدسية.