مظاهرات ضخمة.. الشرطة الإسرائيلية فقدت السيطرة والجيش يرفع حالة التأهب وامريكا قلقة
تأججت الاحتجاجات على نطاق واسع في الكيان الصهيوني، مساء الأحد، بعدما أقدم رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، على إقالة وزير الدفاع، يوآف غالانت، بعدما أبدى معارضة صريحة لمشروع تعديلات القضاء.
وما إن جرى الإعلان عن قرار الإقالة حتى خرج محتجون في تل أبيب من أجل الاحتجاج، فيما قال زعماء المعارضة الإسرائيلية في البرلمان إن نتنياهو "تجاوز خطا أحمر" الليلة.
وقرر الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب من تطورات أمنية في أعقاب "فقدان السيطرة" على المتظاهرين، بحسب القناة 12، وذكرت أن نتنياهو يعقد مداولات مع قادة الكتل الائتلافية في مكتبه لبحث "تعليق التشريعات"، في حين نقلت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") عن مقربين من ليفين، أن "لن يتم وقف التشريعات القضائية".
وفي أحدث تطورات الأزمة، أعلن قنصل إسرائيل العام في مدينة نيويورك الأميركية استقالته قائلا إنه لا يمكنه أن يخدم حكومة نتنياهو التي تواجه اتهامات بتقويض الديمقراطية.
وسرعان ما تجمع آلاف المتظاهرين حول منزل نتنياهو في القدس، وأشعلوا الإطارات المطاطية، فيما نصبت الشرطة الإسرائيلية حواجز لمنعهم من اقتحام المنزل، ووصل رئيس الشاباك، رونين بار، إلى محيط منزل نتنياهو في شارع غزة للإشراف على عملية تأمينه؛ وسط تدفق متواصل للمتظاهرين إلى مراكز الاحتجاج في المدن الإسرائيلية، وعلى رأسها تل أبيب.
وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن عدد المتظاهرين في الشوراع الإسرائيلية، مساء الأحد، بلغ 500 ألف متظاهر، خرجوا تلقائيا دون تنسيق مسبق في أعقاب الإعلان عن إقالة غالانت، فيما اعتبر مسؤولون في الائتلاف أن نتنياهو ارتكب "خطأ إستراتيجيا" بإقدامه على إقالة غالانت.
وفيما أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها "تسمح بالحق الديمقراطي في الاحتجاج"، شددت على أنها "لن تسمح بالاضطرابات العامة والإضرار برموز الحكومة"، في حين أظهرت مقاطع مصورة أن عناصر الشرطة استخدموا خراطيم المياه لإبعاد متظاهرين اخترقوا الحواجز قرب منزل نتنياهو في القدس.
في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن المتظاهرين اخترقوا الحواجز الأمنية في محيط منزل رئيس الوزراء نتنياهو.
بدورها، علقت مصادر في البيت الأبيض بالقول: "قلقون جداً مما يجري في اسرائيل وانعكاسات ذلك على جهوزية الجيش الاسرائيلي".
الشرطة فقدت السيطرة
إلى ذلك، قال مسؤول كبير في الأمن الإسرائيلي، مساء الأحد، إن الشرطة فقدت السيطرة على التظاهرات التي انطلقت، احتجاجا على إقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لوزير الجيش، يوآف غالانت.
ونقلت صحيفة /هآرتس/ عن مسؤول كبير في الشرطة لم تسمه قوله: "فقدنا السيطرة على الاحتجاجات".
وقال ضابط آخر: "ما يحدث في الخارج الآن هو جنون، ومن يظن أنه سيتمكن من تهدئة الأحداث مع رش المياه العادمة مرة أخرى على المتظاهرين هو مخطئ. لن نتمكن من احتواء هذا الوضع".
من جانبها، قالت صحيفة /يديعوت أحرونوت/ العبرية: "فقدت الشرطة السيطرة تماما على التظاهرة الضخمة التي تجري في (شارع) أيالون (وسط تل أبيب) بعد إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت".
وأضافت: "لا تمنع قوات الشرطة الموجودة في الموقع حتى الوصول إلى الشارع لمنع وصول المزيد من المتظاهرين، الذين ما زالوا يواصلون التدفق إلى المكان".
ومنذ قرابة 12 أسبوعا، يتظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين يوميا ضد خطة "الإصلاح القضائي" التي تعتزم حكومة نتنياهو تطبيقها.
وتتضمن الخطة تعديلات تحد من سلطات المحكمة العليا (أعلى سلطة قضائية) وتمنح الحكومة سيطرة على تعيين القضاة.