عاصفة قوية تضرب الشمال السوري وتطيح بخيام منكوبي الزلزال (فيديو)

ضربت عاصفة قوية ريف إدلب في شمال سوريا، أمس الأربعاء، وسجلت فرق الدفاع المدني وفاة طفلة (10 سنوات) وشاب في بلدة كورين، كما تسببت في كسور وجروح متفاوتة لـ6 ضحايا.

وقال مراسل الجزيرة في سوريا مباشر علاء الدين اليوسف، إن العاصفة بدأت صباح أمس الأربعاء واستمرت إلى ما بعد منتصف الليل واقتلعت خيام النازحين في عشرات المخيمات، ووصل عدد الخيام المتضررة إلى 85.

 

وتحدث اليوسف لبرنامج (بعد منتصف الليل) من خيمة قال إنه يُطلق عليها (القوس)، وإنها تعتبر خيمة نموذجية لكنها مع ذلك لا يمكنها تحمّل العواصف القوية لساعات طويلة.

وأشار إلى أن الخيام في أغلب المخيمات رثة مما جعلها تتضرر بشكل كبير، إضافة إلى وجود أزمات أخرى يعيشها سكان الخيام بسبب عدم تمكنهم من توفير مستلزمات التدفئة والحماية من العواصف.

وأوضح اليوسف أن النازحين لا يمتلكون تكلفة توفير عازل القصدير الذي يغطي الخيمة من الداخل ويحفظ الحرارة ويحمي من المطر، إذ يصل سعره إلى 75 دولارًا.

ويحمي العازل القصديري الخيمة من الحرائق أيضا، فيما تتسبب أدوات التدفئة البدائية التي يلجأ لها النازحون في إحراق الخيام.

وقال اليوسف إن الطريقة الأكثر أمانًا للتدفئة هي الغاز، لكن النازحين لا يمكنهم توفير أسطوانة صغيرة يصل ثمنها إلى 300 ليرة تركية (16 دولارًا) ولا تكفيهم أكثر من يومين.

ويعرّض الفحم والمواد البلاستيكية التي يستعين بها النازحون للتدفئة الخيام للحرق، كما تُعرض ساكنيها إلى روائح تتسبب في أمراض الجهاز التنفسي للأطفال وكبار السن.

 

 وأفاد مراسل الجزيرة مباشر بأن المخيمات المنشأة حديثا كمراكز إيواء لضحايا الزلزال المدمر مازالت غير مجهزة بشكل جيد وبالتالي لا يمكنها مواجهة العواصف والأمطار.

وأكد اليوسف أن أكثر الأضرار من عاصفة أمس -التي وصلت شدة الرياح فيها إلى أكثر من 70 كيلومترا في الساعة- كانت ضمن مراكز الإيواء التي تضم متضرري الزلزال.

وحذرت الأرصاد الجوية في الشمال السوري من استمرار العاصفة إلى يوم غد الجمعة لكن بشكل أهدأ، وطلب الدفاع المدني من النازحين بتثبيت خيامهم بشكل جيد.

ووقف مراسل الجزيرة مباشر عند الكوارث المتتالية على النازحين في الشمال السوري الذين هُجّروا من ديارهم بسبب الحرب ثم اضطروا إلى ترك منازلهم بسبب الزلزال والعيش في خيام تطير من فوق رؤوسهم بسبب الكوارث أو تحترق بهم.

ونقلت وكالة الأناضول عن محمد حلاج، مدير فريق "منسقو الاستجابة المدنية في الشمال السوري”، دعوته للمنظمات الإنسانية في المنطقة إلى "ضرورة اتخاذ إجراءات لتلبية احتياجات المدنيين”.

وأفاد حلاج بأن أكثر مخيم تضرر من العاصفة، تلك الموجودة في منطقة جسر الشغور، مضيفا أن الفرق المعنية تواصل إحصاء الخسائر التي سببتها العاصفة.

وتابع قائلا: "الخيام المستخدمة حاليا لا تقاوم الظروف الجوية القاسية، ومتآكلة بسبب الاستخدام المطول، فضلا عن تركيبها في أماكن غير مناسبة”.

المصدر:الأناضول+الجزيرة مباشر